[IMG]https://***- /bas/0091.gif[/IMG]
تفسير ما تيسر من سورة يوسف
.تفسير الآيات (77- 79):
[IMG]https://***- /fa/0010.gif[/IMG]
{قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ (77) قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (78) قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ (79)}
[IMG]https://***- /fa/0027.gif[/IMG]
.شرح الكلمات:
{إن يسرق}: أي يأخذ الصواع خفية من حرزه.
{فقد سرق أخ له}: أي يوسف في صباه.
{فأسرها يوسف}: أي أخفى هذه التهمة في نفسه.
{ولم يبدها لهم}: أي لم يظهرها لهم.
{أنتم شر مكاناً}: أي منزلةً ممن رميتموه بالسرقة.
{بما تصفون}: أي بحقيقة ما تصفون أي تذكرون.
{أباً شيخاً كبيراً}: أي يعقوب عليه السلام.
{معاذ الله}: أي نعوذ بالله من أن نأخذ من لم نجد متاعنا عنده.
{متاعنا}: أي الصواع.
[IMG]https://***- /fa/0027.gif[/IMG]
.معنى الآيات:
ما زال السياق في الحديث مع يوسف عليه السلام وإخوته، إنه بعد أن استخرج يوسف الصواع من متاع أخيه وتقرر ظاهراً أن بينامين قد سرق، قال إخوته ما أخبر به تعالى عنهم في قوله:
•{قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من أخ له من قبل}
يعنون: يوسف عليه السلام، ومقصودهم تبرئة أنفسهم وأن هذا وأخاه قد يصدر منهما ما يصدر من السرقة، وهما ليسا شقيقين لنا.
• وقد قال المفسرون هنا اسباب كثيرة لاتهام يوسف بالسرقة ولنها لا تعتمد على احاديث للنبي صلى الله عليه وسلم بال من تفاسير اهل الكتاب.. فمثلاً:
_ يوسف أيام صباه، كان يسرق الطعام ويعطيه للمساكين وسرق صنماً لأبي أمه فكسره حتى لا يعبده، وليس هذا من السرقة المحرمة ولا المذمومة بل هي محمودة. وان عمته كانت تربيه فلما أراد أبوه أخذه منها لفقت له سرقة لتأخذه بها على نظام شريعتهم أن السارق يُأخذ بسرقته.
• وقوله تعالى: {فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم} أي أسر يوسف قولتهم {فقد سرق أخ له من قبل} ولم يظهرها لهم وقال رداً لقولتهم الخاطئة: {أنتم شر مكاناً} أي شر منزلة ممن رميتموه بالسرقة {والله أعلم بما تصفون} أي بحقيقة ما تذكرون.
• ولما سمعوا قول يوسف وكان فيه نوع من الصرامة والشدة قالوا مستعطفين يوسف مسترحمينه بما حكى لله تعالى عنهم في قوله:
_ {قالوا يا أيها العزيز إن له أباً شيخاً كبيراً} أي لأخينا والداً كبير السن يعز عليه فراقه ولا يطيقه.
• {فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين} أي واحداً منا بدلاً عنهُ ومثلك يفعل ذلك لأنه إحسان وأنت من المحسنين.
• فأجابهم بما أخبر تعالى به في قوله:
{قال معاذ الله} أي نعوذ بالله
{أن نأخذ الا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذاً لظالمون} أي إذا أخذنا من لم يَجْنِ ونترك من جنى أي سرق فقد كنا بذلك ظالمين وهذا ما لا نرضاه ولا نوافق عليه.
[IMG]https://***- /fa/0027.gif[/IMG]
فى ظلال الآيات:
• نعود إليهم وقد حرك الحرج الذي يلاقونه كوامن حقدهم على أخي يوسف , وعلى يوسف من قبله , فإذا هم يتنصلون من نقيصة السرقة , وينفونها عنهم , ويلقونها على هذا الفرع من أبناء يعقوب:
(قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ)!
• إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل . . وتنطلق الروايات والتفاسير تبحث عن مصداق قولهم هذا في تعلات وحكايات وأساطير . كأنهم لم يكذبوا قبل ذلك على أبيهم في يوسف ; وكأنهم لا يمكن أن يكذبوا على عزيز مصر دفعا للتهمة التي تحرجهم , وتبرؤا من يوسف وأخيه السارق , وإرواء لحقدهم القديم على يوسف وأخيه ! !!!! لقد قذفوا بها يوسف وأخاه !
• (فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ). .
_أسر هذه الفعلة وحفظها في نفسه , ولم يبد تأثره منها . وهو يعلم براءته وبراءة أخيه . إنما قال لهم:
( أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا ). .يعني أنكم بهذا القذف شر مكانا عند الله من المقذوف - وهي حقيقة لا شتمة .
(وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ ). . وبحقيقة ما تقولون . وأراد بذلك قطع الجدل في الاتهام الذي أطلقوه , ولا دخل له بالموضوع ! . .
• وعندئذ عادوا إلى الموقف المحرج الذي وقعوا فيه . عادوا إلى الموثق الذي أخذه عليهم أبوهم:
(لتأتنني به إلا أن يحاط بكم). . فراحوا يسترحمون يوسف باسم والد الفتى , الشيخ الكبير , ويعرضون أن يأخذ بداله واحد منهم إن لم يكن مطلقه لخاطر أبيه ; ويستعينون في رجائه بتذكيره بإحسانه وصلاحه وبره لعله يلين:
• (قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ):
_ ولكن يوسف كان يريد أن يلقي عليهم درسا . وكان يريد أن يشوقهم إلى المفاجأة التي يعدها لهم ولوالده وللجميع ! ليكون وقعها أعمق وأشد أثرا في النفوس:
• ( قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ). .
_ولم يقل معاذ الله أن نأخذ بريئا بجريرة سارق . لأنه كان يعلم أن أخاه ليس بسارق . فعبر أدق تعبير يحكيه السياق هنا باللغة العربية بدقة :
• قَالَ مَعَاذَ اللّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلاَّ مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ إِنَّـا إِذاً لَّظَالِمُونَ (79)
( مَعَاذَ اللّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلاَّ مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ)
وهي الحقيقة الواقعة دون زيادة في اللفظ تحقق الاتهام أو تنفيه . .
إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ......وما نريد أن نكون ظالمين . .
وكانت هي الكلمة الأخيرة في الموقف . وعرفوا أن لا جدوى بعدها من الرجاء , فانسحبوا يفكرون في موقفهم المحرج , أمام أبيهم حين يرجعون .
[IMG]https://***- /fa/0027.gif[/IMG]
.من هداية الآيات:
1- مشروعية الاعتذار عن الخطأ.
2- قد يضطر الحليم إلى أن يقول ما لم يكن يقوله لولا ما وُوجِهَ به من السوء.
3- مشروعية الاسترحام والاستعطاف لمن احتاج إلى ذلك رجاء أن يرحم ويعطف عليه.
4- حرمة ترك الجاني وأخذ غيره بدلا منه إذ هذا من الظلم المحرم.
بارك الله فيكم على طيب المتابعة ... وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
[IMG]https://***- /fa/0010.gif[/IMG]
المراجع:
تفسير ابن كثير
تفسير تفسير التحرير والتنوير لابن عاشور
تفسير السعدى
ايسر التفاسير للجزائرى
التفسير الوسيط لسيد طنطاوى
الظلال سيد قطب
[IMG]https://fbcdn-sphotos-b-a.***- /hphotos-ak-xlp1/t31.0-8/11850667_625575477583620_4923344090066824110_o.jpg[/IMG]