أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

129127 {تفسير ما تيسر من سورة يوسف * تفسير الآيات (85- 88):}


[IMG]https://***- /bas/0055.gif[/IMG]

{تفسير ما تيسر من سورة يوسف }


[IMG]https://***- /fa/0191.gif[/IMG]

ومازلنا فى تفسير أحسن القصص سورة يوسف.. اللهم فقهنا فى الدين وعلمنا التاويل.
_____________________________
* تفسير الآيات (85- 88):
{قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ (85) قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (86) يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87) فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88)}

[IMG]https://***- /fa/0193.gif[/IMG]
.شرح الكلمات:
{تالله تفتؤا تذكر}: أي والله لا تزال تذكر يوسف.
{حرضاً}: أي مشرفاً على الهلاك لطول مرضك.
{أشكو بثي}: أي عظيم حزني إذ البث الذي لا يصبر عليه حتى يبث إلى الغير.
{فتحسسوا}: أي اطلبوا خبرهما بلطف حتى تصلوا إلى النتيجة.
{من روح الله}: أي من رحمة الله.
{ببضاعة مزجاة}: أي بدراهم مدفوعة لا يقبلها الناس لرداءتها.
{يجزي المتصدقين}: أي يثيب المتصدقين بثواب الدنيا والآخرة.
[IMG]https://***- /fa/0193.gif[/IMG]
.معنى الآيات:
ما زال السياق فيما جرى من حديث بين يعقوب عليه السلام وبنيه أنه بعدما ذكروا له ما جرى لهم في مصر اعرض عنهم وقال يا أسفى على يوسف وأبيضت عيناه من الحزن وهو كظيم.
_قالوا له ما أخبر به تعالى في قوله:
{قالو تالله تفتؤا تذكر يوسف} أي والله لا تزال تذكر يوسف حتى تصبح حرضاً مشرفاً على الموت أو تكون من الهالكين أي الميتين.
_ أجابهم بما أخبر تعالى به عنه: {قال إنما أشكوا بثي} أي همي {وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون} يريد أن رجاءه في الله كبير وأنَ الله لا يخيب رجاءه وأن رؤيا يوسف صادقة وأن الله تعالى سيجمع شمله به ويسجد له كما رأى.

_ومن هنا قال لهم ما أخبر تعالى به:
{يا بنيّ اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه} أي التمسوا أخبارهما بحواسكم بالسؤال عنهما والنظر إليهما، {ولا تيأسوا من روح الله} أي لا تقنطوا من فرج الله ورحمته وعلل للنهي فقال: {إنه لا ييأس من روح الله} أي من فرجه ورحمته
{إلا القوم الكافرون}.

وامتثل الأبناء أمر الوالد وذهبوا إلى مصر وانتهوا إليها ونزلوا بها وأتوا إلى دار العزيز {فلما دخلوا عليه قالوا} ما أخبر تعالى به عنهم {يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر} أي من الجدب والقحط والمجاعة {وجئنا ببضاعة مزجاة} أي دراهم رديئة مدفوعة لا تقبل كما تقبل الجيدة منها {فأوف لنا الكيل} بها {وتصدق علينا} بقبولها على رداءتها {إن الله يجزي المتصدقين} أي يثيبهم على إحسانهم ويجزيهم به خيراً.
*و قالوا له ذلك: استدرارا لعطفه، وتحريكا لمروءته وسخائه، قبل أن يخبروه بمطلبهم .

[IMG]https://***- /fa/0193.gif[/IMG]
فى ظلال الآيات:

_ويطوي السياق الطريق بهم , حتى يقفهم في مشهد أمام أبيهم المفجوع , وقد أفضوا إليه بالنبأ الفظيع . فلا نسمع إلا رده قصيرا سريعا , شجيا وجيعا . ولكن وراءه أملا لم ينقطع في الله أن يرد عليه ولديه , أو أولاده الثلاثة بما فيهم كبيرهم الذي أقسم ألا يبرح حتى يحكم الله له . وإنه لأمل عجيب في ذلك القلب الوجيع:





_(قال:بل سولت لكم أنفسكم أمرا , فصبر جميل , عسى الله أن يأتيني بهم جميعا إنه هو العليم الحكيم). .

_(بل سولت لكم أنفسكم أمرا , فصبر جميل). . كلمته ذاتها يوم فقد يوسف . ولكنه في هذه المرة يضيف إليها هذا الأمل أن يرد الله عليه يوسف وأخاه فيرد ابنه الآخر المتخلف هناك . . (إنه هو العليم الحكيم). . الذي يعلم حاله , ويعلم ما وراء هذه الأحداث والامتحانات , ويأتي بكل أمر في وقته المناسب , عندما تتحقق حكمته في ترتيب الأسباب والنتائج .

_هذا الشعاع من أين جاء إلى قلب هذا الرجل الشيخ ؟ إنه الرجاء في الله , والاتصال الوثيق به , والشعور بوجوده ورحمته . ذلك الشعور الذي يتجلى في قلوب الصفوة المختارة , فيصبح عندها أصدق وأعمق من الواقع المحسوس الذي تلمسه الأيدي وتراه الأبصار .

_وتولى عنهم وقال:يا أسفا على يوسف ! وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم .

_وهي صورة مؤثرة للوالد المفجوع . يحس أنه منفرد بهمه , وحيد بمصابه , لا تشاركه هذه القلوب التي حوله ولا تجاوبه , فينفرد في معزل , يندب فجيعته في ولده الحبيب . يوسف . الذي لم ينسه , ولم تهون من مصيبته السنون , والذي تذكره به نكبته الجديدة في أخيه الأصغر فتغلبه على صبره الجميل:

_ يا أسفا على يوسف ! . .

*ويكظم الرجل حزنه ويتجلد فيؤثر هذا الكظم في أعصابه حتى تبيض عيناه حزنا وكمدا:(وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم). .

_ويبلغ الحقد بقلوب بنيه ألا يرحموا ما به , وأن يلسع قلوبهم حنينه ليوسف وحزنه عليه ذلك الحزن الكامد الكظيم , فلا يسرون عنه , ولا يعزونه , ولا يعللونه بالرجاء , بل يريدون ليطمسوا في قلبه الشعاع الأخير:

(قالوا:تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين !). .

_وهي كلمة حانقة مستنكرة . تالله تظل تذكر يوسف , ويهدك الحزن عليه , حتى تذوب حزنا أو تهلك أسى بلا جدوى . فيوسف ميئوس منه قد ذهب ولن يعود !

*قَالَ( إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (86) يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87)

_ويرد عليهم الرجل بأن يتركوه لربه , فهو لا يشكو لأحد من خلقه , وهو على صلة بربه غير صلتهم , ويعلم من حقيقته ما لا يعلمون:

قالَ( إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (86)

_ وفي هذه الكلمات يتجلى الشعور بحقيقة الألوهية في هذا القلب الموصول ; كما تتجلى هذه الحقيقة ذاتها بجلالها الغامر , ولألائها الباهر .

_إن هذا الواقع الظاهر الميئس من يوسف , وهذا المدى الطويل الذي يقطع الرجاء من حياته فضلا على عودته إلى أبيه , واستنكار بنيه لهذا التطلع بعد هذا الأمد الطويل في وجه هذا الواقع الثقيل . . إن هذا كله لا يؤثر شيئا في شعور الرجل الصالح بربه . فهو يعلم من حقيقة ربه ومن شأنه ما لا يعلم هؤلاء المحجوبون عن تلك الحقيقة بذلك الواقع الصغير المنظور !

*وهذه قيمة الإيمان بالله , ومعرفته سبحانه هذا اللون من المعرفة . معرفة التجلي والشهود وملابسة قدرته وقدره , وملامسة رحمته ورعايته , وإدراك شأن الألوهية مع العبيد الصالحين .

_إن هذه الكلمات: (وأعلم من الله ما لا تعلمون)تجلو هذه الحقيقة بما لا تملك كلماتنا نحن أن تجلوها . وتعرض مذاقا يعرفه من ذاق مثله , فيدرك ماذا تعني هذه الكلمات في نفس العبد الصالح يعقوب . .

* والقلب الذي ذاق هذا المذاق لا تبلغ الشدائد منه - مهما بلغت - إلا أن يتعمق اللمس والمشاهدة والمذاق ! ولا نملك أن نزيد . ولكننا نحمد الله على فضله في هذا , وندع ما بيننا وبينه له يعلمه سبحانه ويراه . .

ثم يوجههم يعقوب إلى تلمس يوسف وأخيه ; وألا ييأسوا من رحمة الله , في العثور عليهما , فإن رحمة الله واسعة وفرجه دائما منظور:

(يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87)). .

فيا للقلب الموصول !!!

_(يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه). .

تحسسوا بحواسكم , في لطف وبصر وصبر على البحث . ودون يأس من الله وفرجه ورحمته . وكلمة "روح" أدق دلالة وأكثر شفافية . ففيها ظل الاسترواح من الكرب الخانق بما ينسم على الأرواح من روح الله الندي.

_(إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون). .

فأما المؤمنون الموصولة قلوبهم بالله , الندية أرواحهم بروحه , الشاعرون بنفحاته المحيية الرخية , فإنهم لا ييأسون من روح الله ولو أحاط بهم الكرب , واشتد بهم الضيق . وإن المؤمن لفي روح من ظلال إيمانه , وفي أنس من صلته بربه , وفي طمأنينة من ثقته بمولاه , وهو في مضايق الشدة ومخانق الكروب . . .
[IMG]https://***- /fa/0193.gif[/IMG]

* ويدخل إخوة يوسف مصر للمرة الثالثة , وقد أضرت بهم المجاعة , ونفذت منهم النقود .
_جاؤواببضاعة رديئة هي الباقية لديهم يشترون بها الزاد . . يدخلون وفي حديثهم انكسار لم يعهد في أحاديثم من قبل , وشكوى من المجاعة تدل على ما فعلت بهم الأيام:

(فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88).

* وعندما يبلغ الأمر بهم إلى هذا الحد من الاسترحام والضيق والانكسار لا تبقى في نفس يوسف قدرة على المضي في تمثيل دور العزيز , والتخفي عنهم بحقيقة شخصيته . فقد انتهت الدروس , وحان وقت المفاجأة الكبرى التي لا تخطر لهم على بال ; فإذا هو يترفق في الإفضاء بالحقيقة إليهم , فيعود بهم إلى الماضي البعيد الذي يعرفونه وحدهم , ولم يطلع عليه أحد إلا الله:

(قال:هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون ؟)!!


[IMG]https://***- /fa/0193.gif[/IMG]

من هداية الآيات:
1- شدة الحزن تعرض صاحبها للحرض أو الموت.
2- تحرم الشكوى لغير الله عز وجل.
3- حرمة اليأس من الفرج عند الشدة والرحمة عند العذاب.
4- جواز الشكوى إذا كان المراد بها الكشف عن الحال للاصلاح أو العلاج كأن يقول المحتاج إني جائع أو عار مثلاً وكأن يقول المريض للطبيب أشكوا ألماً في بطني أو رأسي مثلاً.
5- فضل الصدقة وثواب المتصدقين.

بارك الله فيكم على طيب المتابعة والحمد لله رب العالمين

[IMG]https://***- /fa/0193.gif[/IMG]
المراجع:
تفسير ابن كثير
تفسير السعدى
ايسر التفاسير للجزائرى
التفسير الوسيط لسيد طنطاوى
الظلال سيد قطب
[IMG]https://fbcdn-sphotos-h-a.***- /hphotos-ak-xap1/t31.0-8/12087895_631738766967291_4303789005366202433_o.jpg[/IMG]



إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#2

افتراضي رد: {تفسير ما تيسر من سورة يوسف * تفسير الآيات (85- 88):}

شكرا لكي حبيبتي
يسلموووو

إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5
#3

افتراضي رد: {تفسير ما تيسر من سورة يوسف * تفسير الآيات (85- 88):}

رد: {تفسير ما تيسر من سورة يوسف * تفسير الآيات (85- 88):}
إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
مصحف الشيخ ماهر المعيقلي كاملاً بجودة عالية mp3 عاشقة الفردوس القرآن الكريم
جميع مرئيات الشيخ الإمام علي جابر النادرة من تراويح وتهجد شهر رمضان من رووية ورهوف صوتيات ومرئيات اسلامية
تفسير ما تيسر من سورة يوسف الآيات (47- 52) أم أمة الله القرآن الكريم
تفسير سورة يوسف الآيات (26- 29) أم أمة الله القرآن الكريم
تفسير سورة يوسف .تفسير الآيات (15- 18) أم أمة الله القرآن الكريم


الساعة الآن 08:58 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل