أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي ما ذمه القرآن من أخلاق الإنسان (2)

ما ذمه القرآن من أخلاق الإنسان (2)

يقول تعالى: {وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ (9) وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي ۚ إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (10) إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} (هود:9-11).

في هذه الأيات يبين الله حالة (الإنسان) وما فيه من الصفات الذميمة، فإنه إذا أصابته شدة بعد نعمة حصل له يأس وقنوط من الخير بالنسبة إلى المستقبل، وكفر وجحود لما في الحال كأنه لم ير خبراً قط، وفي معنى آخر أن هذا الإنسان يكون في حال حصول النعمة كافرا، وفي حال زوالها يؤوسا، والحالة الثانية أنه إذا حصلت له نعمة بعد مصيبة يفرح ويبطر، اعتقادا وقولا وعملا يفرح بقلبه، ويقول زورا (ذهب السيئات عني)، رغم أنه لم يرجع إلى الله، ولم يتب ولم يأت بالصالحات، وعمداً يتعالى ويفخر على عباد الله.

كنت في مجلس بين العشاءين، يجتمع فيه رواد المسجد عند أبي ناصر لتناول عشاء خفيف، لبيت دعوتهم بشرط ألا ألتزم كل ثلاثاء.

- تفسير جميل، يحصل جزء منه عند كثير منا نحن، المصلين.

كان المتحدث (أبوفيصل).





- كلا يا أبا فيصل، هذا حال الكافر، إن فرح المؤمن بالنعم مطلوب، بل يسجد لله شكرا على نعمه، ولكنه لا يفعل كل ما ذكر حال حصول النعمة، وسلبها.

تابعت حديثي من وريقات كنت قد جمعتها من تفاسير عدة.

- (فرح فخور) يتكبر على خلق الله، أشرا وبطرا.

وفي تفسير الطبري: «ولئن أذقنا الإنسان منا رخاء وسعة في الرزق والعيش فبسطنا عليه من الدنيا وهي (الرحمة) - في هذا الموضع- ثم سلبناه ذلك فأصابته مصائب أهلكته يظل قنطا من رحمة الله آيسا من الخير».

ثم استثنى -جل ثناؤه- من الإنسان الذي وصفه بهاتين الصفتين: «الذين صبروا وعملوا الصالحات». وإنما جاز استثناؤهم منه؛ لأن (الإنسان) بمعنى الجنس ومعنى الجمع. وهو كقوله: {وَالْعَصْرِ ﴿١﴾ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴿٢﴾ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}، (العصر: 1 - 3 ).

فقال تعالى ذكره: {إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات}، فإنهم إن تأتهم شدة من الدنيا وعسرة فيها، لم يثنهم ذلك عن طاعة الله، ولكنهم صبروا لأمره وقضائه. فإن نالوا فيها رخاء وسعة، شكروه وأدوا حقوقه بما آتاهم منها. يقول الله: {أولئك لهم مغفرة} يغفرها لهم، ولا يفضحهم بها في معادهم (وأجر كبير)، يقول: ولهم من الله مع مغفرة ذنوبهم، ثواب على أعمالهم الصالحة التي عملوها في دار الدنيا، جزيل، وجزاء عظيم.

وفي تفسير آخر أن حال هؤلاء الذين استثناهم الله -عزّ وجل- (صبروا) في حال المصيبة، و(عملوا الصالحات) حال النعمة، فبشرهم الله بمغفرة ذنوبهم التي لم يتوبوا منها، والجنة، وهو (الأجر الكبير).

في هذه الآيات فوائد ينبغي التنبه لها، منها:

- أن النعم من عند الله؛ لابتلاء ابن آدم.

- عدم اليأس حال زوال النعمة.
- عدم الكفر حال وجود النعمة.

- إن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب.

- عدم الفرح بنعم الدنيا فرح أشر وبطر.

- عدم ذكر النعمة تفاخرا وتكبرا على خلق الله.

- الصبر عند الشدة، والاستقامة عند النعمة.

- الصبر والشكر يكفران الذنوب ويورثان الجنة بإذن الله.

ما ذمه القرآن من أخلاق الإنسان (2)



إظهار التوقيع
توقيع : فتاة أنيقة
#2

افتراضي رد: ما ذمه القرآن من أخلاق الإنسان (2)

جزاك الله خيرا
بارك الله فيك

إظهار التوقيع
توقيع : للجنة اسعى❤
#3

افتراضي رد: ما ذمه القرآن من أخلاق الإنسان (2)

رد: ما ذمه القرآن من أخلاق الإنسان (2)
إظهار التوقيع
توقيع : دوما لك الحمد
#4

افتراضي رد: ما ذمه القرآن من أخلاق الإنسان (2)

شكرا
إظهار التوقيع
توقيع : فتاة أنيقة
#5

افتراضي رد: ما ذمه القرآن من أخلاق الإنسان (2)

جزاك الله خيرا
بارك الله فيك

إظهار التوقيع
توقيع : للجنة اسعى❤
#6

افتراضي رد: ما ذمه القرآن من أخلاق الإنسان (2)

مشكورة
إظهار التوقيع
توقيع : فتاة أنيقة
#7

افتراضي رد: ما ذمه القرآن من أخلاق الإنسان (2)

موضوع ممتاز

جزاكِ الله كل خير

إظهار التوقيع
توقيع : ضــي القمــر
#8

افتراضي رد: ما ذمه القرآن من أخلاق الإنسان (2)

شكرا
إظهار التوقيع
توقيع : فتاة أنيقة


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
كيف أحفظ القرآن بمفردي فتاة بالحياء تجملت القرآن الكريم
إعجاز الرحمن في نسق القرآن اماني 2011 الاعجاز العلمي
ما موقف المسلم ممن يدعي أنه المهدي المنتظر اميمه احاديث ضعيفة او خاطئة
كيف حُفظ القرآن وردة النرجس العقيدة الإسلامية


الساعة الآن 03:37 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل