السلام عليكم
الحلقة الاولى
فى فجر يوم جديد أستيقظت على صوت والدتها وهي تقول : أصحي يا "قمر" يابنتى عشان الفجر
"قمر" بتكاسل : ممممم ،، حاضر يا ماما ثم أردفت بتساؤل : "سما" صحت هي كمان ولا لاء ياماما؟
الوالدة بضيق : لاء .. حاولت اصحيها كذا مرة بس مش بتقولي غير "ياماما سبينى انام انا حصلي الصبح بكره" .. اختك ديه متعبة والله
"قمر" بإبتسامة : معلش ياماما .. حولى تروحى تصحيها تانى يمكن تصحى
الوالدة : مش حترضى تصحى يا "قمر" والله .. ده انا بحاول معاها يجيلي ساعة وانتى عارفة انى مهما كلمتها مش حتقوم
"قمر" : ياحول الله يارب .. خلاص سبيها برحتها المهم انها حتصليه وخلاص
الوالدة بإستغراب : تصليه ايه يا"قمر" بس! .. مانتى عارفة اختك بتصحي بعد العصر ولما اجى اتحايل عليها عشان تقوم تلحق الضهر قبل العصر مش بترضى تصحي
ضحكت "قمر" بشدة ثم قالت : عندك حق والله نومها المتأخر ده هو الي بيصحيها متأخر .. طيب معلش ياهدى هانم ممكن تروحى تصحيها تانى
"هدى" :لا ياحببتى روحى انتى صحيها وانا حنزل اصحي اخوكى عشان يصلي هو كمان .. وحشوف ابوكى صحى ولا لاء
"قمر" بإبتسامة : ماشي ياماما حروح اصحيها
خرجت "هدى" من الغرفة واتجهت لغرفة ابنها
اما "قمر" فقامت لتتوضئ وأرتدت اسدال الصلاة وقامت بتأديت فرضها ونسيت أمر "سما" تماماً !
وبعد الانتهاء من فرضها قرأت وردها وفجأة تذكرت "سما"
فقامت مسرعة بتجاه غرفة "سما"
فتحت باب غرفتها برفق ثم جلست بجانبها على السرير وقالت لها :يا"سما" .. اصحى يا"سما" الفجر حيفوتك!
"سما" بتكاسل:يا "قمر" سبيني بقي عايزة انام .. حصلي بكره الصبح قبل الضهر .. سبينى بقي
قامت "قمر" وأضئت النور وجلس فى مكانها السابق على سرير "سما" ثم ازاحت الغطاء من على وجه "سما"
لتظهر فتاة فى منتصف العقد الثاني ذات بشرة حنوطية وشعر بني يصل الي رقبتها وملامح هادئة
أفتحت "سما" عيونها البنية بهدوء ثم نظرت الى قمر وقالت لها : أرحمينى بقي يابنتى
ضحكت "قمر" وقالت : قومى بقي ياحببتى .. مش مكسوفة واختك الغصيرة هي الي بتصحيكي
"سما" بإبتسامه : ديه اختى الرخمة مش اختي الصغيرة
"قمر" بإبتسامه : ماشي ياستى شكرا .. قومى يلا
تركتها "قمر" وأتجهت نحو غرفتها .. أما "سما" فقامت وتوضأت وصلت الفجر وقرأت وردها
وبعد قليل وجدت طرقات على الباب
"سما" : أتفضل
فتفجأت برجل يفتح الباب يبدو انه فى أواخر العقد الخامس من عمره يبدو عليه علامات الطيبة والوقار والاحترام
أبتسم ثم قال لها : فاضية يا"سما" نتكلم ولا لاء
"سما" : ايوة يابابا اتفضل
الرجل : لاء تعالى المكتب احسن .. عايز اكلمك فى موضوع
ثم خرج واتجه الي مكتبه و"سما" تتبعه
ولكن أوفقتها والدتها وهى تقول بدهشة : حسين عيزك فى ايه يا"سما"؟
"سما" بإستغراب : معرفش والله ياماما .. هو حضرتك متعرفيش
- حعرف منين .. مانتى عارفة ابوكى مابيحبش يقول لحد على الى بيعمله
- عندك حق .. انا حروح اشوفه عايزنى فى ايه
أومأت "هدى" رأسها فتركتها "سما" وذهبت
طرقت "سما" باب المكتب وعندما سمعت صوت "حسين" يأذن لها بالدخول
دخلت وأغلقت الباب ورأها
"حسين" : تعالي يا "سما" أقعدي
جلست "سما" أمام ابيها
فإبتسم وقال لها : عايز اكلمك فى حاجة يا "سما"
---
الحلقة الثانية
طرقت "سما" باب المكتب حتى سمعت صوت "حسين" يأذن لها بالدخول
فدخلت وأغلقت الباب ورأها
"حسين" : تعالي يا "سما" أقعدي
جلست "سما" أمام ابيها فإبتسم وقال لها : عايز اكلمك فى حاجة يا "سم"ا
"سما" بدهشة : خير يابابا؟ .. فى حاجة!
"حسين" : لا مفيش ثم أردف بتساؤل : انا بس كنت عايز اسألك سؤال .. انتى قعدتك فى البيت ديه عجباكى؟
"سما" بعدم فهم : قصد حضرتك ايه يعني؟
تنهد "حسين" ثم قال : طيب حدخلك فى الموضوع على طول .. انتى مبقتيش تروحي الشركة ليه؟
- ما حضرتك عارف ان شغل الدعايا والحملات ده انا مليش فيه اوى
- ايوة عارف .. ثم أكمل بضيق : بس انا حاسس ان قعدتك فى البيت ديه حضرك!
"سما" بإستغراب : حضرني ! .. حضرني ازاى يعني يابابا
تنهد "حسين" ثم قال : بصي يابنتى انتى اكيد عارفة إن اى انسان مبيبقاش لى علاقة بالناس .. وديما قاعد لوحده .. لا بيشوف حد ولا بيكلم حد بيبقي أنطوائي .. مش كده بردو؟
امأت "سما" له رأسها فأكمل قائلا : وده الى ملاحظه فيكى
"سما" بتفاجئ : فيا انا ! .. ليه؟
- مبتحوليش تتعرفي على ناس جديدة .. ديما قاعدة فى اوضتك حتى اخواتك لما بيحولوا يكلموكى بتقطعى كلمهم بأى حجة.. مش ده الى بيحصل بردو؟
طأطأت "سما" رأسها ونظرت الى الارض فكل ما قاله والدها صحيح
ربت "حسين" على كتفها وقال بحنان : الكلام الى بقولهولك ده لمصلحتك والله يا"سما"
أبستمت "سما" وقالت : عارفة يابابا .. ربنا يخليك لينا يارب .. وانا هحاول انزل الشركة الفترة الى جية ديه
- بس انا مش عايزك تعملى حاجة غصب عنك .. مش عايزة تكونى نزلاها عشان كلامى ده !
- لا يابابا متخفش .. كلام حضرتك فعلا صح وانا شايفة انى لازم انزل الشركة
وقفت "سما" واتجهت نحو مقعد والدها وقبلت يدها
فربت "حسين" على كتفها ودعى الله انا يرزقها السعادة هى وإخواتها
***-
بالقرب من احدى الشركات الضخمة وقفت سيارة ضخمة سوداء
لينزل منها رجل طويل القامة فى منتصف الثلاثينات وابيض البشرة له شعر اسود فاحم كثيف وسيم جدا له جسم رياضي مفتن بالعضلات
اتجه الى الشركة ليسمع كالعادة عبارة "صباح الخير يافندم"
من اى شخص يقابله داخل الشركة
ركب المصعد ليصل الى الدور الذي يحتوى مكتبه
ماهى الا بعض ثوانى حتى وصل .. خرج منه لينظر الى سكرتيرته الخاصة التى هبت واقفة تردد نفس العبارة : "صباح الخير يافندم"
امأ لها رأسه ثم قال بتساؤل: استاذ "ادهم" جيه ولا لسه يا "اسماء"
"أسماء" : لسه جي من شوية يافندم
الرجل بلهجة أمر : طيب نديهولى
- حاضر يا "مراد" بيه
دخل "مراد" مكتبه وخلع نظارته الشمسية ووضعها على مكتبه
ثم اخرج هاتفه ومفاتيحه ووضعهم بجانب النظارة
وجلس على كرسي مكتبه بإنتظار "أدهم"
بينما فى نفس الوقت كانت "اسماء" تدق باب مكتب أحدهم
ليفتح لها شاب فى اوائل العقد الثالث حنوطى البشرة ذو عيون بنية وشعر اسود كثيف طويل القامة و وسيم جدا له جسم رياضي .. يشبه "مراد" كثيراً
"أسماء" بإبتسامة : استاذ "ادهم" .. "مراد" بيه عايزك فى مكتبة
"أدهم" بجدية : طيب قوليلوا جى
امأت "اسماء" رأسها وذهبت لتخبر "مراد" ما قاله "أدهم" لها
وماهى الا بضع دقائق حتي وجد "مراد" طرقات على بابه
فرد بصوته الرخيم: أتفضل
دخل "أدهم" ليجد "مراد" ينظر له مباشرةً وعيونه البنية تشع غضباً
"ادهم" بجدية : "اسماء" قالتلى انك عايزنى
"مراد" وهو يحاول التحكم فة إعصابه : تعالى يا "أهدم" أقعد
دخل "أدهم" وأغلق الباب جلس أمامه
فقترب منه "مراد" ثم قال متسائلا : مبقتش بتسمع كلامى ليه
"أدهم" بدهشة : كلام ايه!
رفع "مراد" له حاجبية ثم قال بتعجب مصطنع : يعني انت مش عارف انا بقالى اسبوعين بطلب منك ايه ولحد دلؤتى منفذتش الطلب ده
أخذ "أدهم" يتذكر ثم قال له :ميكنش قصدك على شركة الدعايا
أبتسم له "مراد" ثم قال بسخرية : مانت شاطر وفاكر اهو.. ثم أردف بتساؤل : مفيش شركة لحد دلؤتى مسكت الحملة بتاعتنا ليه بقي؟
"أدهم" بجدية : لأنى مش لاقي شركة كويسة
"مراد" بنصف عين : مش لاقي ولا مدورتش !
"أدهم" بعصبية : وانا حكدب يعني
- انا مقولتش انك بتكدب
- اومال ايه يا "مراد"
----
الحلقة الثالثة
"أدهم" بعصبية : وانا حكدب يعني
- انا مقولتش انك بتكدب
- اومال ايه يا "مراد"
"مراد" بغضب : انا قصدي انك بقالك اسبوعين بدور على شركة دعايا ولحد دلؤتى ملقتش .. عارف ده اسمه ايه! .. أسمه اتسهبال وإهمال
"أدهم" بعصبية : بدل انت شايفنى واحد مهمل كده .. ماتشوف انت شركة دعايا
- انت عارف الشركة الى انا عايزها كويس اوى شركــــ ....
قاطعه "أدهم" قائلا : وانا قولتلك يا "مراد" بلاش الشركة ديه تانى !
- وانا عايز اعرف بلاش ليه
- انت نسيت.. فاكر المرة الى فاتت لمــ ...
قطع كلامه صوت طرقات على الباب
لاذا الصمت بينهم بعض ثوانى
حتى قطع هذا الصمت طرقات الباب مجددا وصوت "مراد" وهو يقول : أتفضل
دخل عليهم رجل فى منتصف العقد السادس غزا الشعر الابيض معظم شعره طويل القامة ايضا يشبه "مراد" و "أدهم"
هب "مراد" وأدهم" واقفين أحتراماً لهذا الرجل
"مراد" يجدية : تعالى يا حج اتفضل
اتجه الرجل نحوهم ثم جلس بالكرسي المقابل "لأدهم"
ثم قال بتساؤل : ممكن أعرف صوتك جايب لاخر الدنيا ليه
"أدهم" : مفيش حاجة يابابا
- اومال بتزعقوا ليه .. انتوا كل يوم على الموال ده .. اومال لو مكنتوش اخوات كنتوا عملتوا ايه
"مراد" : ياحج مفيش حاجة .. كل الامر وما فيه ان "أدهم" لحد دلؤتى لسه ملقاش شركة الدعايا الى حتمسك الحملة بتاعتنا وبقاله فى الموضوع ده اسبوع .. بقوله على شركة انا عارفها كويس واشتغلنا معاها كتير ايام شركتنا القديمة واشتغلنا معاها مرة هنا .. اه صحيح حصلت مشكلة بس شغلهم ممتاز .. بقوله عليها بقالي فترة كبيرة بس هو مش موافق نشتغل معاها
الوالد بعدم فهم : شركة ايه ديه يا "مراد" ومشكلة ايه؟
"أدهم" بجدية : ححكيلك ياحج
وبدء يقص عليه ما حدث فى هذا اليوم
...
فى بداية يوم جديد وكالعادة بدء كل من فى الشركة يعمل بكل نشاط وجد وهدوء
ولكن قطع هدوء الطابق الارضى صوت فتاة تتحدث مع موظفة الاستقبال عصبية : أنا عايزة اكلم أستاذ "أدهم أبراهيم"
الموظفة : حاضر .. ممكن تهدى بس وانا حناديه
- بسرعة بس
- طيب اقوله مين؟
- قوليله "قمر حسين" بتاعت شركة الدعايا
ودقائق ونزل "أدهم" نظر لهذه الفتاة التى فى بداية العشرينات ذات بشرة حنوطية وعيون بنية ملامحها وسيمة وهادئة يوزينها حجابها ولبسها المحتشم
"أدهم" بجدية : انتى "قمر حسين"
"قمر" : أيوة أنا .. ممكن اعرف ايه الشغل الى حضرتك بعتهولى ده وبتقول انه بتاعى وانا لازم اعملوا من الاول؟
- قصدك على حملة الدعايا بتاعت المنتج الفرنساوى
- ايوة قصدى عليها
- طيب .. حضرتك عكة فى الشغل ده وانا بطلب منك تعمليه تانى
"قمر" بإستغراب: عكة! عكة ايه .. انا الشغل ده اول مرة اشوفه ولا حتى فاكرة ان انا الى عملته
"أدهم" بتعجب : اومال مين حضرتك الى عمله يعنى بدل مش انتى الى عملتيه
"قمر" بعدم فهم : مش عارفة
"أهدم" بعصبية : اومال مين الى يعرف
- ممكن حضرتك تتكلم معايا بهدوء زى ما بكلمك
- انتي شايفة ان الموضوع محتاج هدوء
- مفيش حاجة حتيجي بالعصبية
"أدهم" بجدية : طيب ودلؤتى ايه العمل؟
- مش عارفة
"أدهم" بعصبية : مش عارفة ازاى .. انا الى ليا انى عايز الشغل الى عكتيه ده يتعدل
"قمر" بعصبية : قولتلك انا معكتش حاجة والشغل ده مش انا الى عملاه تلاقيك ملغبط ولا حاجة
"أدهم" بجدية : لا مش ملغبط انا متأكد ان ده شغلك
كادت ان تتكلم "قمر" ولكن قاطعها صوته تعرفه جيد و"أدهم" أيضا يعرفه صوت يقول : ايه الى بيحصل بالظبط؟
ثم نظر الى "قمر" وقال بدهشة :" آنسة "قمر"!!
نظرت "قمر" الي مصدر الصوت وقالت بدهشة : أستاذ "مراد"؟
مد يده ليسلم عليها ولكنه سحبها لانه تذكر انها لا تسلم على الرجال
فقال لها "مراد" : ازيك عاملة ايه
"قمر" : الحمدلله كويسة
"أدهم" بإستغراب: هو انتوا تعرفوا بعض ولا ايه؟
"مراد" وهو ينظر "لقمر" بإعجاب شديد: أه طبعا .. ديه الآنسة "قمر" كانت الديزينر بتاعت شركتنا القديمة .. وشغلها ماشاء الله عليه ممتاز .. وعمرى مشوفت شغل بجودة شغلها بصراحة
نظرت "قمر" بحرج الى الارض بسبب كلماته
ونظر "أدهم" له وقال ببرود : خلصت خلاص .. ممكن بقي تعرف ايه الى حصل
نظر له "مراد" ببرود وقال : فى ايه؟
قص عليهم "أدهم" كل ما دار بينه وبين "قمر" وأنهى حاديثه قائلاً : ايه العمل دلؤتى
----
الحلقة الرابعة
قص عليهم "أدهم" كل ما دار بينه وبين "قمر" وأنهى حاديثه قائلاً : ايه العمل دلؤتى
نظر "مراد" الى "قمر" ثم قال بجدية : طيب معلش لو سمحتى يا انسة "قمر" ممكن تشوفي ايه الى مش عاجب "أدهم" فى التصاميم وتعدليها
كادت "قمر" ان ترفض ولكن لغته المهذبة أجبرتها على الموافقة
"قمر" بجدية :حاضر يا استاذ "مراد"
"أدهم" بسخرية : ماهو كان من الاول !
"مراد" بصرامة : خلاص يا "أدهم" بقي
ثم نظر الى "قمر" و أبتسم لها أبتسامته الجذابة حتي ظهرت الغمازة المحفورة فى وجنته اليمنى
ثم قال لها بإمتنان : شكراً يا "قمر" بجد
"قمر" بجدية : لا شكر على واجب
ثم تركتهم وذهب مسرعة
نظر "أدهم" الي "مراد" ثم قال وهو يغمز له : باين كده مش شغلها بس هو الى عجبك
نظر له "مراد" بلامبالاة مصطنعة ثم قال بجدية : أتفضل روح على شغلك ورانا شغل كتير
...
قص "ادهم" على "ابراهيم" الاحداث السابقة وإنتهى وهو يقول له : وبعد كل ده "مراد" عايزنا نطلب منها تمسك الحملة تانى !
"إبراهيم" : انا شايف انه موضوع عادى ومفيهوش إى مشكلة !
"مراد" : الحمدلله ان اخيرا حد غير اقنعه انه موضوع هايف ! .. وكان مجرد سوء فهم سواء مننا او منها
"أدهم" بعصبية : سوء فهم ايه ؟ .. لما يكون شغلها وتقولك لاء مش شغلي يبقي اسمه سوء فهم؟
كان "مراد" على وشك ان يتحدث ولكن تحدث "إبراهيم" قائلا : خلاص يا "أدهم" الموضوع مفيهوش حاجة
"مراد" وهو يوجه حديثه الي "أدهم" : طيب حسألك سؤال .. بذمتك ودينك لما عدلت التصميم و ورتهولنا كان حلو ولا عك بردو !
"أدهم" ببرود : مكنش اوى
"مراد" بتفاجئ : دلؤتى مكنش اوى ! .. بس شكلك نسيت انت كنت عامل ازاى اول ما شوفته
"إبراهيم" بجدية : خلاص يا "مراد" بقي
- حاضر يا حج .. هو انت مش عارف "قمر" ياحج ولا ايه
- لاء حعرفها منين يعني يابنى؟
- ديه البنت الى كانت الديزينر بتاعت شركتنا القديمة .. تعتبر هى اكتر وحدة كانت بتصمملنا دعايا للمنتجات بتاعتنا
"إبراهيم" وهو يتذكر : البنت المتحترمة الحلوة ديه !
"أدهم" بسخرية وهو يحدث نفسه : هه! مش شكل الابن بس هو الى معجب بيها .. لا ده طلع الاب كذلك !
"إبراهيم" وهو ينظر الى "أدهم" : خلاص يا "أدهم" اسمع كلام اخوك بقي وكلموها
"أدهم" : ماشى يابابا حاضر .. بس خلى سكرتيرة حضرتك تكلمها عشان تديها خلفية و انا يبقي اروحلهم اتفق معاها فى شركتها .. ثم أردف متسائلا : مش هي بتشتغل فى شركة جدها بردو؟
أومأ له "مراد" راسه
وقف "إبراهيم" قائلا لهم : يارب متتخنقوش تانى مع بعض .. انا حروح اشوف شغلي وياريت انتوا كمان تشوفوا شغلكم !
ثم انصرف وهو يدعى الله ان يهديهم لانفسهم قبل ان يهديهم لبعضهم البعض
وترك "مراد" وهو يحاول ان يخفي فرحته التى نتجت عن معرفته ان "قمر" هي التى ستتحمل تصميم الدعايا لمنتجاته
وترك "أدهم" وهو يتذكر من جديد الاحداث التى سردها على والده
***-
لم يكن "أدهم" فقط من يتذكر هذه الاحداث فكانت "قمر" شاردة هى الاخرى فى تذكرها
أفات على صوت جدها وهو يقول لها بحنان : مالك يا "قمر"؟
"قمر" بإتسامة : سلامتك ياجدو .. مفيش حاجة
- طيب ياحببتى انتى خلصتي الشغل ولا لسه؟
- اه خلصته من كام ساعة كده
الجد بعتاب : طيب مقولتليش ليه يابنتى كان زمانك روحتى
"قمر" وهى تضيق عينها وتقول بمزاح : زهقت منى ولا ايه يا "مجدى" !
ضحك "مجدى" ثم قال : لا يابنتى مش قصدي .. انا قصدي انك من الصبح هنا وبتتعبى فى الشغل فقولت اقولها تروح تستريح بقي
"قمر" بإبتسامة : ماشي ياجدو انا مروحة اهو
"مجدى" بتساؤل : حتروحى ازاى طيب؟
- حركب تاكسي
- لا بلاش احسن يابنتى .. انا حكلم السواق ياخد العربية بتاعتى ويوصلك
"قمر" بجدية : ولو السواق اخد العربية بتاعت حضرتك عشان يوصلني حضرتك حتروح ازاى؟ .. انا حركبت تاكسي وخلاص
اومأ لها رأسه ثم قال : ماشي ياحببتى .. خدى بالك من نفسك
اومأت له رأسها ثم اخذت هاتفها ووضعته فى حقيبتها ثم أنصرفت
أوقفت سيارة أُجرة وأمرت السائق إن يوصلها الى الفيلا التى تقطن بها عائلتها
وبعد وقت قليلا وصلت السيارة الى الفيلا فأعطته المال الذي يريده ثم نزلت
وهى مازالت تفكر فى هذا الحدث التى كانت تفكر فيه قبل ان تحث جدها
وكان سؤال واحد يجول فى ذهنا : "إذا لم تكن انا التى قامت بتصميم هذه الدعايا فمن صممها؟ .. انا متأكدة إننى لم أصممها ! .. ولكن من فعل إذاً؟
----
الحلقة الخامسة
وهى مازالت تفكر فى هذا الحدث التى كانت تفكر فيه قبل ان تحث جدها
وكان سؤال واحد يجول فى ذهنا : "إذا لم تكن انا التى قامت بتصميم هذه الدعايا فمن صممها؟ .. انا متأكدة إننى لم أصممها ! .. ولكن من فعل إذاً؟
توجهت الي باب الفيلا واخرجت مفاتيحها وقامت بفتح الباب
لتستقبلها "سما" بإبتسامة ثم تقول لها : انتي جيتي !
نظرت لها "قمر" بنفاذ صبر ثم قالت بسخرية : لا لسه مجتش !
- ياه تصدقي دمك شربات
"قمر" بضيق: مانتى الى بتسألي سؤال غبي اعمل ايه
نظرت لها "سما" بإستغراب ثم قالت بجدية : مالك فيكي ؟ اول مرة تيجي من الشغل وتكونى مضايقة كده
- لا مضايقة ولا حاجة .. ثم أردفت بضيق : بس فى موضوع فى دماغى حيجننى !
"سما" بتساؤل : موضوع ايه ده ؟
لم تبالي "قمر" بسؤال "سما" ثم قالت لها بتساؤل : فاكرة اليوم الى جالي فيه راجل ولقيته بيقولى التصاميم الى انتى عملاهلنا ديه فى غلطات كتير وياريت تعدليها.. وانا قولتله ان ده مش شغلى وبعدين قولتلك انى حروح افهم من الشركة الى الراجل ده جي منها ايه التصاميم ديه بالظبط ؟ .. فاكرة اليوم ده ؟
شعرت "سما" بالارتباك ثم قالت بصوت مضطرب : اه ماله اليوم ده !
- انتى كنتى اكيد موجودة فى الشركة مش كده ؟
- اه .. ايوة كنت موجودة !
- طيب كنتي الفترة ديه على طول بتروحى مش كده؟
- ايوة انا الشهر ده كله كنت موجودة فى الشركة
نظرت لها "قمر" بنصف عين ثم قالت بغضب مكتوم : أوعى تقوليلى انك انتى الى عملتى التصاميم ديه وعكتيها بالمنظر ده !
كادت ان ترد على سؤالها ولكن أنقذها صوت الخادمة وهى تقول : "هدى" هانم بتقول لحضرتكم إن الغدا أتحضر
أبتسمت لها "قمر" ثم قالت : طيب قوللها يا "زينب" انى حغير هدومى وبعدين حاجى أكل
أومأت "زينب" رأسها ثم أنصرفت
نظرت "قمر" الي "سما" ثم قالت بجدية : أعملي حسابك كلمنا لسه مخلصش
ثم صعدت إلي غرفتها وتركتها دون ان تسمع ردها حتى
بدلت ملابسها ثم نزلت الى غرفة السفر
لتجد "هدى" تنظر لها بغضب ثم تقول : مانتى جاية من الصبح مهانش عليكى تقومى تغيري هدومك غير وقت الغدا؟
أتجهت "قمر" نحوها وقبلت يديها ثم قالت بإبتسامة : معلش ياماما الكلام خدنى مع "سما"
"هدى" بغضب : ماهو انتوا كده مفيش حاجة مهمة عندكوا قد ما الكلام مهم !
"سما" لتهدئت الوضع : خلاص ياماما معلش .. خليها تقعد تاكل معايا بقي
"هدى" ببرود : هو انا مسكاها يعني
نظرت "سما" ل"قمر" لتجلس
فجلت وشرعوا فى تناول الطعام
وبعد الانتهاء من الطعام طلبت "قمر" من "سما" ان يصعدوا الي غرفة "قمر" ليكملوا حديثهم الذي قطعته "زينب"
وبعدما صعدوا جلست "قمر" على حافة السرير و"سما" بجوارها
لتنظر لها "قمر" وتقول بجدية : مجوبتيش على السؤال
"سما" وهى تحاول ان تخفي توترها : سؤال ايه يا"قمر"؟؟
تنهد "قمر" بغضب ثم نظرت لها وقالت بهدوء : طيب انتى فاكرة كنا بنتكلم فى ايه اصلا!
- اه طبعا فاكرة
- طيب .. متقوليليش بقي انك انتى الي عملتى التصاميم ديه وعكتيها كده !
ظلت صامتة لا تعرف بماذا تجيبها
فحركت "قمر" يدها امام عيون "سما" فنظرت لها بارتباك
"سما" بتوتر : لو قولتلك حتزعلي !
"قمر" بعصبية : يبقي انتى ياسما !
"سما" بخوف : أهدى بس يا "قمر" وأفهمى انا ليه عملت كده
"قمر" وهي تحاول التحكم فى أعصابها : ليه ياسما !
- طيب أهدى بس .. تنهدت بتوتر ثم أردفت : اصلي شوفتك في اليوم ده تعبانة من الشغل لانه كان يامه عليكى فقـــ..
قاطعتها "قمر" بغضب : هو انا أشتكتلك يا "سما" ! أو حتى طلبت منك تسعديني !
"سما" بدهشة : يعني انا غلطانة انى سعادتك !
"قمر" بحزن : مامسعدتك ديه ضرتنى انا !
"سما" بإستغراب: ضرتك ازاى
- منا لسه قيلالك انك عكتيه يا "سما"
- ايوة ايه الى حصل بعد ماعكيته يعني !
-----