قد يضطر الشخص، في بعض المواقف، إلى التصرّف بعدوانية تجاه الآخر بسبب فظاظته في التعامل. لكن، ومهما كانت الظروف، لا بد من السيطرة على ردة الفعل السلبية التي تسيء للشخص وللآخرين.
تابعي القصة القصيرة الآتية، وتعلمي طرق السيطرة على السلوك السلبي العدواني:
عندما دخلت الصالة الرياضية الصغيرة في مبناي السكني الساعة 7:30 صباح يوم الاثنين، كان هناك حصيرة يوغا وأداوت رياضية في مساحة مفتوحة حيث خططت للقيام بتماريني. وكانت ماري تجري على آلة المشي.
فسألت: "مرحبا ماري. هل هذه الحصيرة لك؟ .
أجابت: "نعم، وسوف أستخدمها قريبا".
فبدأت ممارسة تماريني في مساحة صغيرة محصورة.
وبعد أربعين دقيقة، انتهيت من تماريني، ونزلت ماري عن آلة المشي وبدأت في استخدام المساحة التي حجزتها .
طوال تلك الدقائق الأربعين وجدت نفسي أركّز اهتمامي على ما شعرت به من فظاظتها وعدم لباقتها ولكني لم أتفوه بأية كلمة.
هذا لا يعني أنني لم أكوّن رد فعل. على العكس من ذلك، كنت غاضبة بصمت: كيف يمكن لها أن تكون مستهترة جداً؟ ولماذا لم أستطع الدفاع عن نفسي؟
قد يتساءل البعض لماذا لم أقل فقط "ماري، هل تمانعين إن نقلت حصيرتك خلال استخدامك لجهاز المشي وبعد ذلك سوف أضعها مرة أخرى مكانها عند الانتهاء؟" المشكلة هي أنه في حين يبدو هذا واضحاً، في تلك اللحظة لم أشعر بهذه الطريقة. ربما كان خوفي من الشجار، أو الطريقة التي تتصرف بها ماري كما لو أنها تملك المكان، ولكن لم أستطع أن أتحلى بالشجاعة لدعم نفسي.
فكروا في مدى تكرار حصول هذا الأمر: يقوم شخص بما يزعج الآخرين، كالصراخ، وترك الناس خارجاً، وتجاهل رسائل البريد الإلكتروني، القيام بأعمال غير مطابقة للمواصفات، الحضور في وقت متأخر، إرسال رسائل أثناء الاجتماعات، ولعب ألعابهم المفضلة والناس من حولهم لا يقولون أي شيء. هؤلاء الناس يكوّنون رد فعل على هذه السلوكيات، ولكن ليس علناً.
كنت أعتقد أن السلبية والعدوانية كانت ببساطة طريقة بعض الناس البغيضين. ولكن أثناء ممارسة الرياضة لمدة 40 دقيقة في مكان ضيق قليلاً، واجهت ما يسبب الكثير من العدوانية، والسلبية والشعور بالعجز في تربة خصبة بين الغضب والصمت.
العدوان السلبي هو محاولة لاستعادة السلطة وتخفيف التوتر الناجم عن هذه الفجوة بين الغضب والصمت. يشكوا الناس لبعضهم البعض. ينسحبون، ويقومون باستخدام السخرية، ومقاومة الشخص السلبي العدواني بطرق هادئة ذكية.
يعتبر التعامل مع الشخص السلبي العدواني تحدياً، ولكن ماذا لو كنت أنت الشخص السلبي العدواني؟
على سبيل المثال، فكرت في عدد من الطرق للرد على ماري، واندرجت كلها في واحدة من أربع فئات: _ عدم فعل شيء: التعايش مع استيائك. وسيكون هذا النهج مناسباً، لو لم أتضايق من سلوك ماري. فالصمت قد يكون مثمراً. ولكن بما إنني لم أفعل شيئاً، زاد غضبي، وعلى الأرجح كنت سأرد بشكل سلبي وبقوة.
_ القيل والقال: في نهاية المطاف جرت محادثة حول ماري مع صديق لي، وكان داعماً لي، مما جعلني أشعر بشكل أفضل. على الجانب الآخر، خلقت تلك المحادثة بعض البلبلة في الصالة الرياضية.
_ المطالبة بالمكان: فكرت في مجرد تحريك المعدات وأخذ المساحة، ولكن ذاك كان سيكون لئيماً، وسيتسبب حتماً بشجار، وهو ما كنت أحاول تجنبه.
_ الصراحة: هي الطريقة الأكثر نضجاً للرد ولتجنّب النمط السلبي العدواني. لكن فعلها أصعب من الخيارات الأخرى، لأنها تتطلب أن نتحدث عما يزعجنا ونطلب من الشخص الآخرتغيير سلوكه. والتحدي يكمن بالقيام بذلك برقي في حين نكون بحالة شحن عاطفي.