أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي الجزء العشرون والأخير من سلسلة «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام»



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



اللعن والسب
وأدبني الإسلام بالخلق الحسن، وحرم علي لعن إنسان بعينه أو دابة، فإن معنى اللعن: الطرد من رحمة الله، وهو ما كان من شأن إبليس اللعين. يقول رسول الله r في حديث حسن صحيح رواه الترمذي: «لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضبه ولا بالنار».
ويقول في حديث متفق عليه: «لعن المؤمن كقتله». أي أن الإثم المترتب على اللعن، كالإثم المترتب على القتل.
لكن يجوز لعن أصحاب المعاصي غير المعينين، فيقول الله تعالى: }أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ{ [هود: 18].
ولعن رسول الله r آكل الربا، والسارق، والمتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال، ولعن اليهود...
ويحرم سب المسلم بغير حق، وهو الشتم والتكلم في عرض الإنسان بما يعيبه. يقول الله عز وجل: }وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً{ [الأحزاب: 58].
ويقول رسول الله r في الحديث الذي رواه الشيخان: «سباب المسلم فسوق» يعني في الإثم والتحريم.
منهيات أخرى
ونهاني الإسلام عن أخلاق أخرى مشينة، تضر بديني ومجتمعي، فنهاني عن التباغض، والتقاطع الذي يؤدي إلى البغضاء والنفور، والتدابر، وهو أن يولي الرجل أخاه إذا لقيه ظهره إعراضاً عنه، فإن الله سبحانه يقول: }إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ{ [الحجرات: 10].
وقال رسول الله r :«لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخواناً، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث» رواه البخاري ومسلم.
· والحسد هو تمني زوال النعمة عن صاحبها، سواء كانت نعمة دين أو دنيا.
· ونهاني ديني عن التجسس والتسمع لكلام من يكره استماعه، وهو التجسس عن عيوب الناس ومتابعتها. يقول الله I: }وَلَا تَجَسَّسُوا{ [الحجرات: 12].
ويقول رسول الله r في حديث صحيح رواه أبو داود: «إنك إن اتبعت عورات المسلمين أفسدتهم، أو كدت أن تفسدهم».
· ونهاني عن سوء الظن من غير ضرورة، فالله سبحانه يقول: }اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ{ [الحجرات: 12].
· ويحرم احتقار المسلم، وهو إهانته وإسقاطه من النظر والاعتبار، فإن الله I يقول: }لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ{ [الحجرات: 11] والسخرية هي الاحتقار. وقال r: «بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم». رواه مسلم.
· كما لا تجوز الشماتة به، وهو الفرح بمصيبة نزلت به.
· ونهى عن الغش والخداع، من ذلك قوله r: «من غشنا فليس منا». رواه مسلم.
· كما يحرم الغدر، وهو نقض العهد، ومن كان غادراً كان رسول الله r خصمه يوم القيامة، كما جاء في حديث رواه البخاري.
· ولا يجوز المن بالعطية ونحوها، فإن الله يقول: }لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى{ [البقرة: 264].
· ولا الافتخار والبغي، وهو التعدي والاستطالة.
· ويحرم الهجران بين المسلمين فوق ثلاثة أيام، إلا لبدعة في المهجور، أو تظاهر بفسق، أو نحو ذلك. وفي حديث رواه أبو داود بإسناد صحيح: «من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه».
· ومن أدب المجلس ألا يتناجى اثنان دون الثالث بغير إذنه، إلا لحاجة، وهو أن يتحدثا سراً بحيث لا يسمعهما، وفي معناه ما إذا تحدثا بلسان لا يفهمه.
· ولا يعذب الإنسان أو الحيوان، ولا يؤذي المرء زيادة على قدر الأدب. ويعرف القارئ حديث المرأة التي عذبت لأنها حبست هرة ولم تطعمها حتى ماتت.
وقال الصحابي الجليل هشام بن حكيم: أشهد لسمعت رسول الله r: «إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا». رواه مسلم.
ولمسلم أيضاً عن ابن عباس رضي الله عنهما: «نهى رسول الله r عن الضرب في الوجه».
ويحرم التعذيب بالنار في كل حيوان حتى القملة ونحوها.
· ويحرم على الغني تأخير حق طلبه منه صاحبه، وهو «المطل».
· كما يحرم أكل مال اليتيم، وهو أحد الموبقات السبع التي شدد الإسلام في الزجر عنها، يقول الله I: }إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً{ [النساء: 10].
· وكذلك الربا من أعظم المحرمات، وقد «لعن رسول الله r آكل الربا وموكله» كما رواه مسلم، زاد الترمذي وغيره: «وشاهديه وكاتبه».
· وكذا الرياء، حيث يقول نبينا r كما رواه الشيخان: «من سمع سمع الله به، ومن يرائي يرائي الله به».
ومعنى الجملة الأولى: من أظهر عمله للناس رياء فضحه الله يوم القيامة.
ومعنى الجملة الأخرى: من أظهر للناس العمل الصالح ليعظم عندهم وليس هو كذلك، أظهر الله سريرته على رؤوس الخلائق.
· ويحرم النظر إلى المرأة الأجنبية والأمرد الحسن لغير حاجة شرعية، يقول سبحانه وتعالى: }قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ{ [النور: 30].
وكذا الخلوة بها، ففي الحديث المتفق عليه: «لا يخلون أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم».
· ويحرم أيضاً تشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال، في لباس وحركة وغير ذلك، ففي الحديث الشريف: «لعن رسول الله r المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء». والمخنث من يشبه خلقه النساء في حركاته وكلماته.
· كما ينهى التشبه بالكفار.
· والنهي أيضاً عن القزع، وهو حلق بعض الرأس دون بعض، والإباحة في حلقه كله للرجل دون المرأة.

· ويحرم وصل الشعر، والوشم، والوشر، وهو تحديد الأسنان...
· وينهى عن ترك النار في البيت عند النوم ونحوه.
· ولا يجوز التكلف، وهو فعل وقول ما لا مصلحة فيه بمشقة.
· وتحرم النياحة على الميت، ولطم الخد، وشق الجيب، ونتف الشعر وحلقه، والدعاء بالويل والثبور، وليس البكاء، فإن رسول الله r يقول: «إن الله لا يعذب بدمع العين، ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا (وأشار إلى لسانه) أو يرحم». متفق عليه.
· ونهينا عن إتيان الكهان والمنجمين والعراف وأصحاب الرمل.
وفي الحديث الشريف: «من أتى عرافاً فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوماً». رواه مسلم.
ومثل هذه الأمور تشوش على المسلم حياته وعقيدته، فيتكل على الظنون والتخرصات، ويستسلم للهواجس والهموم، وينتظر الوعود والأكاذيب سنوات، بدل التخطيط والتفكير السليم والتوكل على الله تعالى، ولذلك نهي عنها.
· ونهينا عن الطيرة، وهو نوع من التشاؤم، وقد أرشدنا رسول الله r إلى أننا إذا رأينا ما نكره تقول: «اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك». رواه أبو داود بإسناد صحيح.

· ويحرم تصوير الحيوان في تفصيلات ذكرها الفقهاء.
· ولا يتخذ الكلب إلا لصيد أو حراسة ماشية أو زرع.





آداب المسجد
أمرنا الإسلام بتنزيه المساجد عن الأقذار، وإزالتها إذا وجدت، فبيوت الله بنيت لذكر الله وقراءة القرآن، وينبغي أن تكون نظيفة بهيجة يرتاح فيها المسلم ويطمئن للجلوس فيها، ولئلا يشغله شيء عن الذكر والدعاء والخشوع.
وتكره فيها الخصومة، ورفع الصوت، ونشد الضالة، والبيع والشراء والإجارة ونحوها من المعاملات. ولا بأس بالكلام المباح.
وينهى لمرتادها أكل ثوم أو بصل أو كرات أو غيره مما له رائحة كريهة عن دخولها قبل زوال رائحتها، إلا لضرورة.
وفي الحديث المتفق عليه: «من أكل ثوماً أو بصلاً فليعتزلنا، أو فليعتزل مسجدنا».
وهي أحب الأماكن إلى الله I. حيث ورد في صحيح مسلم قوله r: «أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها».


الحلف
نهانا الإسلام عن الحلف بمخلوق، كالنبي، والكعبة، والملائكة، والسماء، والآباء، والحياة، والروح، والرأس، وحياة السلطان، وتربة فلان وقبره، والأمانة.
قال رسول الله r: «لا تحلفوا بالطواغي ولا بآبائكم». رواه مسلم. والطواغي هي الأصنام.

وقال r كلاماً جامعاً في هذا، في الحديث المتفق عليه: «من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت».
ومن الكبائر الحلف كذباً، ويسمى «اليمين الغموس» وهي التي تغمس صاحبها في الإثم، أو في النار.
ومن حلف على شيء ورأى غيره أفضل منه، فليأت الذي هو أفضل وليكفر عن حلفه.
والكفارة إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، ومن لم يجد القيمة صام ثلاثة أيام.
ويعفى عن «لغو اليمين» ولا كفارة فيه، وهو ما يجري على اللسان بغير قصد اليمين، كقولك على العادة: لا والله، وبلى والله، ونحو ذلك.
ويكره الحلف في البيع وإن كان صادقاً، يقول رسول الله r: «إياكم وكثرة الحلف في البيع، فإنه ينفق ثم يمحق». رواه مسلم.
يعني أن الحلف يكون سبباً لنفاق المبيع، لكن ذلك منقص للبركة.
ويكره أن يسأل الإنسان بوجه الله عز وجل غير الجنة.











تنبيهات ومحظورات أخرى
· نهانا الإسلام أن نخاطب الفاسق والمبتدع ونحوهما بـ«سيد» ونحوه.
· ويكره سب الحمى، فإنها تذهب خطايا بني آدم.
· ولا يسب الريح، ففي حديث حسن صحيح رواه الترمذي: «لا تسبوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما أمرت به».
· ولا يسب الديك «فإنه يوقظ للصلاة». كما رواه أبو داود بإسناد صحيح.
· ويحرم أن يقال لمسلم يا كافر، أو يا عدو الله، فإن لم يكن فيه ما قيل رجعت إلى قائله هذه الصفة.
· ونهينا عن الفحش وبذاءة اللسان، فإن رسول الله r يقول: «ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء». رواه الترمذي وحسنه.

· ويكره التقعير في الكلام، بالتشدق وتكلف الفصاحة، واستعمال وحشي اللغة ودقائق الإعراب في مخاطبة العوام ونحوهم، فإن المقصود من الكلام هو التبليغ والتفهيم.
· وينهى عن وصف محاسن المرأة للرجل، إلا أن يحتاج إلى ذلك لغرض شرعي، كنكاحها ونحوه.
· ولا يجمع بين مشيئتي الرب والعبد، وإنما يذكر بالترتيب، فيقال: ما شاء الله، ثم شاء فلان، ولا يقال: ما شاء الله وشاء فلان.
· ويكره الحديث بعد العشاء الآخرة إلا لعذر وعارض، وأما مذاكرة العلم وحكايات الصالحين ومكارم الأخلاق، والحديث مع الضيف ومع طالب حاجة ونحو ذلك، فلا كراهة فيه. أفاده النووي رحمه الله، استنتاجاً من الأحاديث الصحيحة.
· وفي السهرات الليلية غير المباحة ضرر على النفس والدين والصحة، ففي الليل النوم والراحة، وفي النهار العمل والحركة، وقلب هذه العادة أو أخذ نصيب هذا لهذا يوجد خللاً في الحياة والمعاش.
· ويحرم على المرأة الامتناع من فراش زوجها إذا دعاها ولم يكن لها عذر شرعي، ولا تصوم تطوعاً وزوجها حاضر إلا بإذنه.

تنبيهات في الصلاة
وفي الصلاة يحرم رفع المأمور رأسه من الركوع أو السجود قبل الإمام، وكذا الركوع والسجود قبله.
ولا يضع المصلي يده على خاصرته.
وتكره الصلاة بحضرة الطعام ونفسه تتوق إليه، وكذا وهو متضايق من البول والغائط.
ولا يرفع بصره إلى السماء في الصلاة.
ولا يتلفت فيها بغير عذر، فإنه «اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد» كما رواه البخاري.
ولا يصلي باتجاه قبر.
ويحرم المرور بين يدي المصلي.





أبواب في المنهيات
· وينهى عن تجصيص القبر والبناء عليه.
· ولا شفاعة في الحدود التي أمر الله بإقامتها، فـ«إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد». كما رواه الشيخان.
· وينهى عن التغوط في طريق الناس وظلهم وموارد المياه ونحوها، فهو نوع إيذاء لهم، والله I يقول: }وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً{ [الأحزاب: 58].

· ويكره تفضيل الوالد بعض أولاده على بعض في الهبة.
· ويحرم إحداد المرأة على ميت فوق ثلاثة أيام إلا على زوجها أربعة أشهر وعشرة أيام.
· ولا يجوز للمرء أن يخطب فتاة مخطوبة إلا بإذن الخاطب الأول أو حتى يدعها. يقول رسول الله r: «المؤمن أخو المؤمن، فلا يحل لمؤمن أن يبتاع على بيع أخيه، ولا يخطب على خطبة أخيه حتى يذر». رواه مسلم.
· وينهى عن إضاعة المال في غير وجوهه التي أذن الشرع فيها.
· كما ينهى عن الإشارة إلى مسلم بسلاح ونحوه، سواء كان جاداً أو مازحاً. يقول النبي الكريم عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه: «لا يشر أحدكم إلى أخيه بالسلاح، فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار».
· ويكره الخروج من المسجد بعد الأذان إلا لعذر حتى يصلي المكتوبة.
· كما يكره رد الطيب والريحان إلا لعذر.
· ويكره المدح في الوجه لمن خيف عليه مفسدة، من إعجاب وكبر، وجوازه لمن أمن ذلك في حقه.
· والسحر من السبع الموبقات التي أمرنا باجتنابها، فهو حرام حرمة مغلظة.
والسبع المذكورات هن: «الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات». متفق عليه.
· ويحرم انتساب الإنسان إلى غير أبيه.

تحذير من العصيان وتذكير بالتوبة
حذرني الإسلام من ارتكاب ما نهى الله Y ورسوله عنه، فإن مآله عقوبات وعذاب في الدنيا والآخرة، والعقوبات الإلهية تكون للأفراد والجماعات والأمم. يقول الله I: }فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ{ [النور: 63].
وهناك أمور مشاهدة، وأخبار وحكايات منقولة صحيحة فيما أصاب ظالمين وقتلة وسارقين، وبعضهم يؤخر إلى يوم عظيم.
وعلى من ارتكب منهياً عنه أن يستغفر الله ويسارع إلى التوبة، فإن الله غفور رحيم. يقول I: }وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ*أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ{ [آل عمران: 135-136].
ويقول أيضاً جل جلاله: }وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً{ [النساء: 110].
ومع كون رسول الله r قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فإنه قد روى ابن عمر رضي الله عنهما فقال: «كنا نعد لرسول الله r في المجلس الواحد مائة مرة: رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم». رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
فكيف بنا ونحن خطاؤون؟
· والتوبة الصادقة من الذنب أن يقلع عنه، ويندم عليه، ويعزم على ألا يعود إليه.











إلى الجنة
وقد أعد الله لعباده المؤمنين جنات فيها من النعيم الخالد ما لا يخطر على البال، جزاءً بما كانوا يعملون من خير وعمل صالح.
يقول الله I: }يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ*الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ*ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ * يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ*وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ{ [الزخرف: 68-72].







في العقيدة
علمني الإسلام أن أوحد الله سبحانه في إيماني به وعبادتي له، فهو الواحد الأحد الذي لا شريك له، وهو الخالق المالك المدبر، والرازق والمحيي والمميت، ومنزل المطر ومنبت الشجر.
والعبادة تكون له وحده، من صلاة وصيام، وتوكل ونذر وذبح.




ويثبت له من الصفات ما أثبته الله ورسوله منها، دون تمثيل ولا تكييف، ولا تحريف ولا تعطيل.
هو الله المعبود بحق وصدق وإخلاص، لا تتوجه العبادة إلا إليه سبحانه.
وهذا هو المعنى العام للفظ (لا إله إلا الله).
والركن الثاني من الشهادة هو الإيمان بنبوة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، المبعوث رسولاً إلى الناس جميعاً من عند الله رب العالمين، لا يكذب، ولا يعبد، فهو عبد الله، والرسول الصادق الأمين.
والمطلوب في العقيدة والعبادة الإخلاص دون أي شائبة من الرياء.
والنفاق يعني التظاهر بالإسلام واستبطان الكفر.
وأن يعلم أن الولاء والمحبة تكون للمسلمين، ولا يحب الكافر ولا يناصر، فالإسلام هو الاستسلام لأحكام الله، بتوحيده وطاعته، ثم البراءة من الشرك وأهله.
وأركان الإيمان هي: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره.
فتؤمن بوجود الملائكة، وما ذكر من صفاتهم، والمهمات الموكلة بهم.
وبالكتب التي أنزلها الله على أنبيائه، كالتوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم، وتصديق ما فيها جميعاً، يعني جميع ما جاء في القرآن الكريم، وما علم أنه لم يبدل من الكتب السابقة، فقد غيرت وبدلت من بعد بأيدي محرفين منحرفين، وبقي القرآن صحيحاً كما أنزل، حيث تكفل الله بحفظه دون الكتب السابقة.
والرسل هم الأنبياء الذين أوحى الله إليهم، فيؤمن بأن رسالاتهم حق، مثل نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد وغيرهم، صلى الله وسلم عليهم جميعاً.
والإيمان باليوم الآخر هو التصديق بأن الله يبعث الناس جميعاً من قبورهم بعد موتهم، ثم يحاسبون ويجازون على أعمالهم، فإما إلى الجنة، أو إلى النار، مع خلود دائم لا موت بعده.
والإيمان بالقدر هو التصديق بأن الله يعلم كل شيء جملةً وتفصيلاً، وأن كل ذلك مكتوب في اللوح المحفوظ، وأن ليس من كائن إلا بمشيئته سبحانه.
ويبتعد المسلم عن البدع والضلالات التي ليست من الدين.
}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً{ [النساء: 136].


من كتاب علمني الإسلام
لمحمد خير يوسف
أرجو الله ان ينفعنا واياكم بهذه السلسلة وجعلها الله في ميزان حساتنا وكل من قرأها
يسمح بنشر السلسلة بشرط ذكر المصدر((
من كتاب علمني الإسلام
لمحمد خير يوسف))))))))
(((((((((((((((فأن من بركة العلم اسناده الي أهله)
وجزاكم الله خير




#2

افتراضي رد: الجزء العشرون والأخير من سلسلة «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام»

بارك الله فيكى حبيبتى
إظهار التوقيع
توقيع : ام سيف 22
#3

افتراضي رد: الجزء العشرون والأخير من سلسلة «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام»

ما شاء الله
موضوع رائع
الحمد لله علي نعمة الاسلام وكفي بها نعمة
بارك الله فيكي

إظهار التوقيع
توقيع : بحلم بالفرحة
#4

افتراضي رد: الجزء العشرون والأخير من سلسلة «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام»

تسلمي حبيبتي بارك الله فيكى

#5

افتراضي رد: الجزء العشرون والأخير من سلسلة «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام»

جزاكي الله خيراً
و جعله الله بميزان حسناتك



قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
الجزء الرابع عشر «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام» راجين الهدي المنتدي الاسلامي العام
الجزء الخامس عشر «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام» راجين الهدي المنتدي الاسلامي العام
الجزء الثالث عشر «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام» راجين الهدي المنتدي الاسلامي العام
الجزء الثالث من «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام» راجين الهدي المنتدي الاسلامي العام
«هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام" الجزء الثانى راجين الهدي المنتدي الاسلامي العام


الساعة الآن 07:16 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل