﴿وَقولوا آمَنّا بِالَّذي أُنزِلَ إِلَينا وَأُنزِلَ إِلَيكُم وَإِلهُنا وَإِلهُكُم واحِدٌ وَنَحنُ لَهُ مُسلِمونَ﴾
عند الجدال مع المخالفين ابحث أولاً عن المُشتركات
حينما أقرأ فى سورة الروم المكية هذا التوجيه الربانى العظيم
﴿فَآتِ ذَا القُربى حَقَّهُ﴾
وفى سورة الشعراء المكية
﴿وَأَنذِر عَشيرَتَكَ الأَقرَبينَ﴾
أدرك بأن العناية بالأقربين من أولى اهتمامات الداعية ؛
حيث أن هؤلاء يشكلون له عامل استقرار ، ومصدر دعم عظيم
﴿وَجَعَلَ بَينَكُم مَوَدَّةً وَرَحمَةً﴾
وهل تطاق الحياة وتحلو العشرة بدون مودة ورحمة ..؟؟
فى فن التخطيط للمستقبل قال تعالى ..
﴿وَمَن عَمِلَ صالِحًا فَلِأَنفُسِهِم يَمهَدونَ﴾
﴿اللَّهُ الَّذي خَلَقَكُم مِن ضَعفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعدِ ضَعفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعدِ قُوَّةٍ ضَعفًا وَشَيبَةً﴾
فالحاصلُ .. أن قوتك محفوفةٌ بضَعفين ، فتنبه وحاذر من الطغيان والاستكبار
﴿وَأمُر بِالمَعروفِ وَانهَ عَنِ المُنكَرِ وَاصبِر عَلى ما أَصابَكَ﴾
لأن الآمر بالمعروف والناهى عن المنكر سيلحقه أذى ، فلا دواء له إلا الصبر
﴿وَاغضُض مِن صَوتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصواتِ لَصَوتُ الحَميرِ﴾
فالحمار ينهق إذا رأى شيطاناً ، وبعض الناس إذا سمعتهم يتكلمون تيقنت أن الشيطان بال فى عقولهم
﴿تَتَجافى جُنوبُهُم عَنِ المَضاجِعِ﴾
حباً للِّقاء ، وطمعاً فى الثواب ، فالليل زمان الأحباب
﴿ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِن قَلبَينِ في جَوفِهِ﴾
فالقلب إذا اشتَغل بشئ شُغل عما سواه
﴿قُل لَن يَنفَعَكُمُ الفِرارُ إِن فَرَرتُم مِنَ المَوتِ أَوِ القَتلِ وَإِذًا لا تُمَتَّعونَ إِلّا قَليلًا﴾
فما يدخره العبد عن الله عزوجل من مالٍ أو نَّفْسٍ أو نفيسٍ أو غالٍ أو قريبٍ لا يُبارك له فيه ،ولا يتحقق له به غرض ، ولا يجد له متعة
﴿مِنَ المُؤمِنينَ رِجالٌ صَدَقوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيهِ﴾
وعلامة صدقهم ثباتهم وعدم فرارهم حينما يكون الأمر جداً
﴿وَيُعَذِّبَ المُنافِقينَ إِن شاءَ أَو يَتوبَ عَلَيهِم﴾
إذا لم يجزم للمنافق بعقوبة ، وعلق له الأمل فى التوبة
فماذا عساه عزوجل أن يفعل بعبده المؤمن ..؟
﴿وَرَدَّ اللَّهُ الَّذينَ كَفَروا بِغَيظِهِم﴾
فلم يشمتهم فى المؤمنين ، وهذا من عظيم فضل الله تبارك وتعالى
﴿يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِأَزواجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدنَ الحَياةَ الدُّنيا وَزينَتَها﴾
عند التخيير ظهرت التربية ، ولم تتلعثم أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها فى اختيار حبيبها ﷺ والباقيات اقتدينّ بها ، ونسجنّ على منوالها
( قد يعلم الله المعوقين منكم)
هؤلاء المثبطون ستجدهم في كل وقت ... لاتلتفت إليهم .. وامضِ
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ...)
إذا كان سيدُ البشر صلى الله عليه وسلم وأتقى الناس لله تعالى مأموراً بالتقوى فغيره من باب أولى وأحرى، كائناً من كان، فينبغي للمؤمن أن يتواضع لهذه الكلمة العظيمة ويتَّعِظ بها.
(وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمةإذا فريق منهم بربهم يشركون)
لاتحزن اذا تناسى الناس جميلك وإحسانك بهم فقد جحدوا ربهم مع عظيم إنعامه عليهم
(يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله ) لقمان 16
في هذه الآية الكريمة خوف ورجاء : لا يغيب عن علم ربنا أقل سيئة ارتكبناها ،
ولا أقل حسنة وفّقنا الله إليها .
(وكأين من دابة لا تحمل رزقها (الله يرزقها)
تدبر ماحولك من الطيور ليس لها قائم يتكفل بها من الخلق ولا تملك ارصدة ولا خزائن تكنز فيها ارزقها تغدو خماصًا وتروح بطانًا سبحان من تكفل بها
{ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس}
الذنوب والمعاصي سبب كل بلاء ونقص وسبب في زوال النعم وحلول النقم وتسلط الأعداء.
وبقدر تمسك المسلمين بدينهم وكتاب ربهم ؛ تصلح أحوالهم ويزدادوا قوة ورفعة.
حصاد التدبر