أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (22) الامتثال لله وللرسول

تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (22) الامتثال لله وللرسول



﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ (34) سورة البقرة﴾
مادام الله أمر، انتهى الأمر، علة أي أمرٍ أنه أمر.
يحدث أحياناً أن إنساناً تغلق أمامه كل الطرق المشروعة، يفتح له باب واسع، لكن فيه شبهة، الكسب غير مشروع، هذا امتحان صعب، فحينما تقول: أنا لا أعصِ الله وليكن ما يكن، امتحنك الله ونجحت، يخضعك الآن لقانون العناية الإلهية المباشرة، فيكسبك شيئين ؛ يكسبك أجر العابدين، ثم يكشف لك عن الحكمة فتكون من العلماء، تجمع بين العبودية والعلم، إذا كشف لك حكمة الأمر قبل أن تفعله ضعف فيه عنصر العبودية لله، أما إذا أقبلت عليه دون أن تفهم حكمته طاعةً لله عزَّ وجل، فلما أقبلت عليه ونفذته، كافأك الله فكشف حكمة هذا الأمر، إذا كشف لك الحكمة بعد التنفيذ جمعت بين الشيئين ؛ بين العبودية لله، وبين علم العلماء، صرت عابداً عالماً بآن واحد
تتضح أحياناً حكمة الأمر الإلهي بشكلٍ جلي، وأحياناً تختفي حكمته، كلما اتضحت حكمة الأمر الإلهي ضعف فيه عنصر العبودية لله عزَّ وجل

﴿ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ (102)﴾( سورة الصافات: آية " 102 " )
هو لا يذبح مجرماً !! بل نبياً:
ابنه:
﴿ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) ﴾( سورة الصافات: 102)
هذا الأمر غير واضح على الإطلاق، صعب فهمه، تذبح ابنك النبي،،امتثل ابراهيم لأمر الله، وسارع إلى طاعته فلما وجده الله قد امتثل لأمره دون كسل واعتراض كشف الله هذا البلاء، ...
فكلما اختفت حكمة الأمر ارتفع فيه عنصر العبودية لله عزَّ وجل،


تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (22) الامتثال لله وللرسول


أنت حينما يأمرك الله أمراً إنما تطيع أمر الله، قال لك: قَبِّل الحجر الأسود ـ حجر لا ينفع ولا يضر ـ تقبله تنفيذاً لأمر الله، قال لك: ارجم هذا الحجر، ترجمه تنفيذاً لأمر الله، ولكن لو قال لك أبوك: أطع الله، صلِّ يا بني وصليت، هل تنفذ أمر أبيك ؟ لا أبداً إنك تنفذ أمر الله عزَّ وجل، أي إنسان يدعو إلى الله لا يُنَفَّذُ أمره الشخصي، إنما يُنَفَّذ أمر الله الذي نقله لك عن كلام الله، وعن سنة رسول الله، وحينما قال الله عزَّ وجل:
﴿ أطيعوا الله وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (59) ﴾( سورة النساء )
أي أنت مُلْزَم أن تطيع رسول الله من دون نظرٍ لمقياسٍ آخر،كأن يقول لك: يا أخي أنا أطيع الحديث بعد أن أتحقق وأجد له أصلاً في القرآن،لا،ليس لك هذا،أنت مكلفٌ أن تطيع رسول الله استقلالاً،بنص أمر الله عزَّ وجل:
﴿ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا (7) ﴾(سورة الحشر: آية " 7 " )
لأنَّه معصوم ولأنه لا ينطق عن الهوى.




موسوعة النابلسي للعلوم الإسلامية











تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (22) الامتثال لله وللرسول



#2

افتراضي رد: تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (22) الامتثال لله وللرسول

بارك الله فيكِ وسلمت يداكِ
إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#3

افتراضي رد: تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (22) الامتثال لله وللرسول

تسلم ايدك
إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (20) معان متعددة لكلمة (خليفة) امانى يسرى القرآن الكريم
تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (19) الدنيا ساعة اجعلها طاعة امانى يسرى القرآن الكريم
تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (18) النهي عن التباهي بحظوظ الدنيا امانى يسرى القرآن الكريم
تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (2) الباطل يتعدد و الهدى واحد امانى يسرى القرآن الكريم
تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (1) لماذا سميت سورة البقرة بهذا الاسم؟ امانى يسرى القرآن الكريم


الساعة الآن 07:36 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل