أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (24) خطورة الكبر

تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (24) خطورة الكبر


{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ (34) }
ليس متاحاً للملائكة أن يعصوا ، الملائكة غير مكلفين ، المَلَك غير مكلف ، المَلَك مسيَّر ، اسجد يسجد ،
لا يوجد بين المخلوقات كلها إلا نوعان مخيَّران ؛ الإنس والجن ،
الإنس يتلقَّى الأمر ، يطيع ، أو يعصي ، أو يرد ، ثلاثة مواقف ، إذا أطاع فهو طائع ، إن لم يطع فهو عاصٍ ، إن احتقر الأمر ورده فهو كافر ، مطيع ، عاصٍ ، كافر ، قال لك : صلِّ ، الذي صلى مطيع ، والذي لم يصلِّ تهاوناً وتكاسلاً ـ الله يتوب علينا ، والله أنا مقصر ، إن شاء الله سوف أصلي ـ هذا عاصٍ ، أما لماذا الصلاة ؟ فهذا كافر ،
فرقٌ بين أن تطيع الله ، وبين أن تعصيه ، و بين أن ترد أمره ، هذا متاحٌ فقط للإنس والجن


{ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ (34) }
قد يقول قائل : الملائكة سجدوا ، وإبليس مستثنى منهم ، هل المعنى أنه مَلَك ؟
لا الاستثناء نوعان ؛ هناك استثناء متصل ، واستثناء منقطع ، إذا قلنا : دَخَلَ الطلاب إلا خالداً ، هذا استثناء متصل ، خالد طالب ، أما إذا قلنا : دخل الطلاب إلا المدرس ، هذا استثناء منقطع المدرس ليس من جنس الطُلاَّب ، لكن دخول الصف يشمل الجميع ، الطلاب والمدرس ، فهذا الاستثناء لا يعني أن إبليس مَلَك ، لا أبداً *! إبليس كان من الجن ، ولو كان مَلَكَاً لما عصى أبداً ، لما عصى ، لأنه مسيّر لا يستطيع أن يعصي


{ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ (34) }
معصية الكبر عند الله كبيرةٌ جداً : الكبر أن ترفض الحق ، ألا تقبله ، ألا تعبأ بالصلاة ، ألا تعبأ بالزكاة ، ألا تعبأ بالحج ، أن ترى نفسك فوق الشرع ، معصية الاستكبار كبيرة جداً ، إبليس استكبر
هناك ألف معصية سببها الغَلَبَة، يُغلَب الإنسان، وفي معصية سببها الكبر، معصية الكبر عند الله كبيرةٌ جداً:

﴿ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً (172) ﴾( سورة النساء )

الاستكبار في الطاعة مشكلة، لذلك ما الكبر ؟
قال:

(( الكبر بطر الحق وغمط الناس.)[مسلم عن عبد الله بن مسعود]
الكبر أن ترفض الحق، ألا تقبله، ألا تعبأ بالصلاة، ألا تعبأ بالزكاة، ألا تعبأ بالحج، أن ترى نفسك فوق الشرع

لذلك ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل:

((الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِداً مِنْهُمَا قَذَفْتُهُ فِي النَّارِ ))
[أحمد عن أبي هريرة]


ذنوب الَغَلَبة يسهل التوبة منها أما ذنوب الكبر فيصعب التوبة منها:





اعتقد اعتقاداً جازماً أن عندك يومياً عشرات الدروس من بدر وحنين، في كل قضية تعزو هذا الفضل إليك هذه حنين ـ تخلي ـ تعزو هذا الفضل إلى الله هذه بدر ـ تولي ـ أنت بين التخلي والتولي، وإذا كان أصحاب النبي وهم على ما هم عليه من رفعة الشأن، تخلى الله عنهم في حنين ـ مؤقتاً طبعاً ـ تأديباً لهم، فمن نحن ؟
إذاً:

﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) ﴾
ذنوب الَغَلَبة يسهل التوبة منها، أما ذنوب الكبر يصعب التوبة منها،
المعاصي بسبب الكبر يصعب التوبة منها، المعاصي بسبب الغَلَبَة والضعف يسهل التوبة منها، انتهت العملية

موسوعة النابلسي للعلوم الإسلامية


تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (24) خطورة الكبر



#2

افتراضي رد: تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (24) خطورة الكبر

بارك الله فيكِ وافادك
إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#3

افتراضي رد: تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (24) خطورة الكبر

بارك الله فيكِ

إظهار التوقيع
توقيع : ام مالك وميرنا
#4

افتراضي رد: تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (24) خطورة الكبر

شكرا والله اول مرة سامع
#5

افتراضي رد: تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (24) خطورة الكبر

اعجبني جدا
#6

افتراضي رد: تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (24) خطورة الكبر

رد: تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (24) خطورة الكبر


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (20) معان متعددة لكلمة (خليفة) امانى يسرى القرآن الكريم
تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (18) النهي عن التباهي بحظوظ الدنيا امانى يسرى القرآن الكريم
تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (10)تجارة المؤمن رابحة امانى يسرى القرآن الكريم
تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (5) النفاق امانى يسرى القرآن الكريم
تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (1) لماذا سميت سورة البقرة بهذا الاسم؟ امانى يسرى القرآن الكريم


الساعة الآن 08:36 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل