﴿فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى﴾ [المزمل: 20]:
حتى لو كنت مريضا، أو كنت في جهاد أو طلب رزقك، لا تقطع صلتك بالقرآن،
فكيف لو كنت فارغا من كل هذه الأشغال؟!
(الأيام الخالية)
يوما ما..
سيكون هذا أدق تعبير لساعات المجاهدة والتعب ..
خلت!
تأمل: ( إن هذا كان لكم جزاءً وكان سعيكم مشكوراً)
لم يكتف سبحانه بالجزاء حتى شكرهم على سعيهم.
وفي هذه الآية أيضا ردّ على من قال: "لا شكر على واجب"
بل من فعل الواجب استحق الشكر.
مكافأة المحسن رائعة، وإضافة الشكر إليها أروع.
"قم فأنذر"
المقصود هنا هو الإنذار
والأمر بالقيام قبله يدل على أهميته،وأنه لا بد من الجد والنشاط في القيام به؛فلا كسل ولا توقف.
( وحملت الأرض والجبال فدكّتا دكّة واحدة )
يالله !
تخيل معي ..
أهوال عظيمة
الأرض على اتساعها والجبال على عظمتها تدك دكة واحدة..
يارب أمنّا يوم الفزع الأكبر .
( فاجتبٰه ربه فجعله من الصالحين )
الصلاح نعمة لا يجتبي الله لها كل أحد ..
إن أنعم عليك بها عضّ عليها بالنواجذ
(وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا) المعارج 21
إذا أنعم الله عليك ، أفض من هذه النعم على خلقه .
"إنا سمعنا قرآنا عجبا " ........
سمعوا سورة واحدة أو بعض سورة فانتفضت أرواحهم الطيبة،
فكيف لو سمعوه كله
﴿ما لكم لا ترجون لله وقارا﴾ .
قال #ابن_القيم .. ولو تمكَّن وقارُ الله وعظمتُه في قلب العبد، لما تجرَّأ على معاصيه
فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ الْيَوْمِ"
المسارعة بالخيرات وإغاثة الملهوف ، وبالذات إطعام الفقراء وتفقد حالهم ،
رصيد قوي يحجبك بمشيئة الله من شدة شرور يوم القيامة وأهوالها .
"إن ضاعت عليك فُرصة، و احترق قلبك عليها ! أطفئ لهيبها بهذه الآية :
﴿ عَسَى رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِّنْهَا ﴾
(قُمْ فَأَنْذِرْ)
قالها الله لرسوله ﷺ فقام بالنذارة خير قام ، ثم انتقل للرفيق الأعلى وورث العلم لأهل العلم ليقوموا بحقه فينذروا ويبشروا ..
فيا له من ميراث ما أعظمه..!!
ويا لها من أمانة ما أثقلها..!!
{وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير . فاعترفوا بذنبهم...}
العاقل حقا من عمل في هذه الدار عملا ينجيه من عذاب السعير في الآخرة، واعترف بذنبه في الدنيا قبل أن يعترف هناك، حيث لا ينفع الندم ولا الاعتراف.
﴿إن الإنسان خلق هلوعا * إذا مسه الشر جزوعا * وإذا مسه الخير منوعا * إلا المصلين * الذين هم على صلاتهم دائمون ﴾
بالمحافظة على الصلاة والمداومة عليها والخشوع فيها تتهذب الأخلاق وتزول الطباع السيئة،
فالصلاة فيها صلاح الدين والأخلاق.
( فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ )
اعلم أن أخذ القرار المناسب لا يكفي بل لابد من أخذه في الوقت المناسب
"قل هو (الرحمن) آمنا به وعليه (توكلنا)"
من أعظم أسباب قوة التوكل: يقيننا أننا نفوض همومنا (للرحمن) الذي هو أرحم بنا من كل أحد
(قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا)
الدعوة إلى الله، ليس لها وقت محدد، ولا زمان ولا مكان معين، بل هي وظيفة العمر كله.
( ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون )
آية مهيبة !
السلامة السلامة ياربنا ..
ذكرها نفسك عند كل صلاة
قمة السعادة حينما تحمل كتابك بيمينك وتنادي(هآؤمُ اٌقرَءُوا كِتابِيَهْ)
هل تأملت المشهد؟
كيف ستكون تعابير الفرح !
يارب أذقنا إياه
(يومئذ تعرضون لاتخفى منكم خافية )
كل ماخفي اليوم سينكشف غدا
فلا تخفي إلا ما يسرك أن تلقى الله به
(فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ*بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ)
يستفاد من قصة أصحاب الجنة أن من أسباب بركة النعم وبقائها الإحسان إلى الخلق بها والعكس بالعكس.