﴿ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم﴾
قف
مع براعة وبلاغة الآية،
ليس المقصود أن تقف على ما يبهرك ويعجبك منها بل اهم من ذلك إلى امتثالها والالتزام بها.
لفظة ( أخيه ) تقبيح شديد، فلو قدر للمرء أن يأكل لحم إنسان فلن يأكل من لحم أخيه
فالحث بالتجنب نابع من تشبيه جميع الناس بالأخ
نهت في البداية عن الغيبة ثم بينت ما يُكره النفس في الغيبه وذلك بأن سألت هل يحب أحدكم أكل لحم الميت..
فالنفس تكره مجرد التفكير في أكل الميته..فكيف إذا أكل منها..؟
وزادت بأن وضحت أن هذا الميت أخً لك فهنا تزداد كراهة النفس لأكل هذه الميته..
(إنما المؤمنون إخوة..)
مهما اختلفوا ومهما تفرقوا
فهم إخوة ولهم حق الأخوة
﴿ لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴾
أجمل مما تصورت أكبر مما توقعت أعظم مما تمنيت وهناك المزيد
(وَفِي أَنْفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)
في جسدك عالمٌ عظيمٌ فيه من الدقةِ والإتقان والإعجاز ما لا تُدركه أو تشعر به!
﴿وفي أنفسكم أفلا تبصرون﴾
تدبر القرآن يسوقك إلى تدبر الكون وتأمله،
من أقرب شيء إليك=
إلى آفاق السماوات وأفلاكها.
(لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ )
نالوا رضا الله ، لأن سبحانه (فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ )
فما أعظم ثواب أعمال القلوب عند الله.
العقل قرين الأدب
(إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ )
(وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ)
إذا كان رسول الله المتّصل بالوحي السماوي لا يعلم الغيب فكيف يدّعيه قارئ فنجانٍ ومطّلعُ أبراجٍ؟
(حتى إذا بلغ أشدّه ) الأحقاف 15
إياك يا من بلغتَ الأشُدّ أن تنسى من وهَنت قواهما وذابت أجسادهما من أجلك .
(وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ ۚ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَٰذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ)
اعتدوا برأيهم ونسوا أن الهداية للحق اصطفاء رباني محض ، فكتب الله عليهم الضلالة..!!
(فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين)
انظر لحماس من "أسلم حديثا" للدعوة إلى ﷲ..
وبعضنا يتكاسل ويقنع نفسه بأن الدعوة للعلماء فقط !
ويدخلهم الجنة عرفها لهم }يعني
بيّن لهم منازلهم في الجنة حتى يهتدوا الى مساكنهم
لا يخطؤون ولا يستدلون عليها أحدا كأنهم سكانها منذ خلقوا
فيكون المؤمن أهدى إلى درجته وزوجته وخدمه منه إلى منزله وأهله في الدنيا !
{ إنما المؤمنون إخوة}:
أي في الدين والحرمة، لا في النسب. ولهذا قيل:
أخوة الدين أثبت من أخوة النسب
فإن أخوة النسب تنقطع بمخالفة الدين.
القرطبي