أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثالث عشر

جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثالث عشر


﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي﴾ [يوسف: 53]: هذا من قول امرأة العزيز.
قال ابن تيمية: «إنما يناسب حال امرأة العزيز لا يناسب حال يوسف، فإضافة الذنوب إلى يوسف في هذه القضية فرية على الكتاب والرسول، وفيه تحريف للكلم عن مواضعه، وفيه الاغتياب لنبي كريم، وقول الباطل فيه بلا دليل، ونسبته إلى ما نزَّهَه الله منه».

﴿وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ﴾ [يوسف: 56]:
وما أحسن قول البحتري يواسي المسجونين ظلما:أما في رسول الله يوسف أسوة .. لمثلك محبوسا على الجَوْر والإِفك أقام جميل الصبر في السِّجن برهة .. فآل به الصبر الجميل إلى المُلْكِ

﴿ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ﴾ [يوسف: 59]: إتقان التخفي!
نكَّر يوسف الإشارة إلى أخيهم، فقال:﴿ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ﴾، فلم يقل: (ائتوني بأخيكم)؛ لأن التعريف يفيد سابق المعرفة، بخلاف التنكير، ولو فعل، لأثار الشكوك في نفوسهم، ولن يستبعدوا حينها أنه يوسف أخوهم.

﴿ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ﴾ [يوسف: 59]: لماذا لم يطلب يوسف الإتيان بأبيه يعقوب؟!
قال أبو حيان: «وظاهر كل ما فعله يوسف عليه السلام معهم أنه بوحي، وإلا فإنه كان مقتضى البر أن يبادر إلى أبيه ويستدعيه، لكن الله تعالى أراد تكميل أجر يعقوب ومحنته، ولتتفسر الرؤيا الأولى».

. ﴿سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ﴾[يوسف: 61]:
ولم يقولوا أبانا، إشارة إلى الحاجز النفسي الذي بينهم وبين أخيهم لأبيهم، فاستعمال ضمير المفرد الغائب بدلا من ضمير جماعة المتكلمين معبِّر عن نار حقدهم التي لم تنطفئ.

﴿حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ﴾ [يوسف: 66]: ما هذا الموثق؟!
هو يمين الله وعهده، فطلب منهم أبوهم أن يجعلوا الله شاهدا عليهم، بأن يقولوا مثلا: لك منا ميثاق الله أو عهد الله، وقد جعله موثقا، لأنه تُوثَّق به العهود وتؤكَّد.


جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثالث عشر



﴿جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ﴾ [يوسف: 70]: كيف جاز ليوسف أن يروِّع أخاه بنيامين بغير وجه حق؟!
والجواب: كان هذا بالاتفاق معه.
قال ابن كثير: «وتواطأ معه أنه سيحتال على أن يبقيه عنده معزَّزا مكرَّما معظَّما».

. ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾[يوسف: 76]:
معناه أن كل عالم هناك مَنْ هو أعلم منه، فيوسف عليه السلام أعلم من إخوته، وفوق يوسف الأعلم منه، وهكذا حتى ينتهي الأمر إلى الله عز وجل.

. ﴿قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ﴾ [يوسف: 77]: قولهم: ﴿أَخٌ لَهُ﴾ إصرار منهم على اعتبار يوسف وأخيه جبهة مستقلة عنهم، فزعَموا أن السرقة ليست غريبة على بنيامين، فإن أخاه الذي هلك كان أيضا سارقا! وهما ضالعان في السرقة لأنهما من أم أخرى غير أمِّنا، وقد اقتدى الأخ بأخيه، ولاشك أن الاشتراك في الأنساب يؤدي إلى الاشتراك في الأخلاق!

. ﴿قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ﴾ [يوسف: 77]:
من الكلام ما هو أشد وقعا على المرء من الحسام!

. ﴿قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ﴾ [يوسف: 77]:
رمتني بدائها وانسلَّت! كذبة جديدة يفترونها على يوسف، فينعتونه بالكذب وهم الكاذبون، وكأنهم لم يكذبوا من قبل على أبيهم في شأن يوسف مع الذئب. نفوس عجيبة!






جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثالث عشر



. ﴿قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ ﴾[يوسف: 77]: غالبا ما تأتي كلمة: ﴿تَصِفُونَ﴾ في القرآن للتعبير عن الكذِب، كقوله تعالى: ﴿سبحانه وتعالى عما يصِفون﴾، فيوسف أسرَّ في نفسه هذا القول:
الله يعلم كذب اتهامكم لي بالسرقة، وأني وأخي برءاء مما تدَّعون.

. ﴿قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ﴾ [يوسف: 79]:
ما يفعله بعض الظلمة من إلقاء القبض على بعض أقارب المتهم حتى يسلِّم نفسه هو عدوان لا يقره شرع ولا عرف.

. ﴿وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ ﴾ [يوسف: 81]: اتفق العلماء على أن القاضي يحكم بالظاهر والله يتولى السرائر، لذا يستند الحكم على البيِّنة وشهادة الشهود وغيرها من أحكام الظاهر، ولو كان الباطن والحقيقة على خلاف ذلك.

. ﴿وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا﴾ [يوسف: 81]:
آفة الأخبار رواتها، فلا تنقل إلا ما رأيتَ وتأكدت من صحته، وأكثر الناس يحدِّث بما فهم لا بما سمع أو رأى، وفارق شاسع بين الأمرين.

. ﴿فَصَبْرٌ جَمِيلٌ﴾ [يوسف: 83]: كيف اجتمعت مرارة الصبر مع الجمال؟!
والجواب: ليس هذا حاصلا إلا في نفوس الموقنين، فإن حلاوة الأجر لديهم طغَت على مرارة الصبر.

﴿قال إنما أشكو بثِّي وحزني إلى الله﴾ [يوسف: 86]:
قال ابن تيمية: «أعظم ما يكون العبد قدرا وحرمة عند الخلق: إذا لم يحتج إليهم بوجه من الوجوه، ومتى احتجت إليهم - ولو في شربة ماء - نقص قدرك عندهم بقدر حاجتك إليهم».


يتبع
جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثالث عشر





#2

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثالث عشر

﴿وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ﴾ [يوسف: 88]:
ما أبأس الحال التي وصل إليها إخوة يوسف!
وصفوا بضاعتهم بأنها مزجاة، ومعنى المزجاة على خمسة أقوال: قليلة أو رديئة أو كاسدة أو رثَّة أو ناقصة، والبضاعة المزجاة من مظاهر الضُّر الذي نزل بهم، وقدَّموا هذا الوصف لترقيق القلوب بين يدي طلبهم للطعام.


. ﴿قالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنا وَإِنْ كُنَّا لَخاطِئِينَ﴾[يوسف: 91]:
هنا كانت بداية الإفاقة لهم جميعا!
وقد جمعوا بهذا القسَم بين فضيلتين:
الإقرار ليوسف بالفضل، والاعتراف بالخطأ.


. ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ﴾[يوسف: 111]:
لن تعيش مئات الأعوام، لكنك تستطيع الحصول على خبرة مئات الأعوام، وذلك بالنظر في قصص السابقين وتجارب الماضين، وصدق الشاعر:. ليس بإنسانٍ ولا عاقل .. من لا يعي التاريخ في صدره


. ﴿المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ﴾[الرعد: 1]:أخبر عن االقرآن بأنه الحق بصيغة القصر، أي هو الحق لا غيره، فلا اعتداد بغيره من الكلام إذا تعارض معه.

رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثالث عشر



. ﴿وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾[الرعد: 3]: آيات الله مبثوثة حولك في كل مكان، لكن دون التفكر لن تصل إلى كنزها المخبوء وثمرتها الجنية. قال أبو الدرداء: تَفَكُّر ساعة خير من قيام ليلة.


. ﴿وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ﴾[الرعد: 4]:
الصنو: النخلة المجتمعة مع نخلة أخرى، نابتتين في أصل واحد أو نخلات، الواحد صنو، والمثنى صنوان.


. ﴿يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ﴾[الرعد: 4]: ماء واحد وتربة واحدة، وطعوم مختلفة، ومذاقات متنوعة، ليس واحد منها يشبه الآخر.


. ﴿ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ﴾[الرعد: 10]:
قال ابن عباس: «هو صاحب ريبة (إثم) مستخف بالليل، وإذا خرج بالنهار أرى الناس أنه بريء من الإثم».


. ﴿هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا﴾[الرعد: 12]:
البرق صديق المؤمن، أهداه لكل مؤمن هديتين،
الأولى: بذر الخوف من الله في قلبه، والثانية: تبشيره بالمطر.



رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثالث عشر


. ﴿وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ﴾[الرعد: 12]:
هي المثقلة بالماء. لا تستبطئ الفرَج؛ فإن العرب تقول: أبطأُ الدلاء فيضا أملؤها، وأثقل السحاب مشيا أَحفلُها (أي بالمطر).


. ﴿إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ﴾[الرعد: 14]:كل من دعا غير الله في دفع ضر أو جلب منفعة، فهو كالقابض على الماء، لا يبقى في كفه منه شيء.


﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ﴾[الرعد: 16]:
قال مجاهد: «أما الأعمى والبصير فالكافر والمؤمن، وأما الظلمات والنور فالهدى والضلال».


. ﴿أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ﴾[الرعد: 16]:
الاستفهام هنا للتهكم والتغليط. فالمعنى: لو جعلوا لله شركاء يخلقون كما يخلق الله لكانت لهم شبهة في الاغترار بهم واتخاذهم آلهة، أما اليوم فلا عذر لهم في عبادتهم.


الحسنى هي المنفعة العظيمة في الحُسْن، وهي المنفعة الخالصة عن شوائب المضرة، والدائمة الخالية عن الانقطاع، المقرونة بالتعظيم والإجلال، وهذه لا تكون إلا في الجنة. قال ابن عباس في هذه الآية: الحُسْنى: الجنة.
. ﴿لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى﴾[الرعد: 18]: على قدر استجابتك لأمر الله، يكون حسن جزائك ومثوبتك، فاستشرف مُلكَك المستقبلي.


. ﴿أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ﴾[الرعد: 18]:
قال إبراهيم النخعي: «سوء الحساب أن يُحاسَبَ الرجل بذنبه كله لا يغفر له من شيء».


. ﴿إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾[الرعد: 19]:
كل من لا يرى الحق في الوحي، فهو مسلوب العقل.


. ﴿إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾[الرعد: 19]:
إِذا لم يَكُنْ للمرء عَيْنٌ بَصِيرَةٌ ... فلا غَرْوَ أن يرتاب والصُّبح مُسْفِر


. ﴿الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ﴾[الرعد: 20]:
﴿ولا ينقضون الميثاق﴾ تعميم بعد تخصيص، لتشمل عهودهم مع الله ومع غيره من عباده.


. ﴿وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ﴾[الرعد: 25]:
قال قتادة: فقطَع والله ما أمر الله به أن يوصل بقطيعة الرحم والقرابة.


يتبع




#3

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثالث عشر

جزاك الله خيرا
إظهار التوقيع
توقيع : نور الأصيل
#4

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثالث عشر

تقييم ممتاز
إظهار التوقيع
توقيع : نور الأصيل
#5

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثالث عشر

جزاكم الله خيرا
اللهم إنصر المستضعفين في كل مكان
اللهم كن معهم وﻻ تكن عليهم
اللهم ثبت أقدامهم
اللهم إبعث على المسلمين السكينه والثبات

#6

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثالث عشر

بارك الله فيكن وجزاكن الفردوس الاعلى بإذن الله

#7

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثالث عشر


رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثالث عشر


﴿وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ﴾[الرعد: 25]:
اللعنة من الله هي الإبعاد من خيري الدنيا والآخرة إلى ضدهما من عذاب ونقمة، وسوء الدار هي جهنم، وليس فيها إلا ما يسوء داخلها.

. ﴿وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾[الرعد: 26]:
ليس بالضرورة أن ما أفرحك في الدنيا يسعدك في الآخرة

. ﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ﴾[الرعد: 27]:
إن الله يضل من يشاء ممن كان على صفتكم من التصميم وشدة البأس في الكفر، فلا سبيل إلى اهتدائهم، وإن أنزل الله عليهم كل آية، ويهدي الله إليه مَنْ كان على خلاف صفتكم، ممن أقبل على الحق.

. ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ﴾[الرعد: 28]:
هجرك الذكر هو ما جعل قلبك مرتعا للقلق والهموم؛ وإقبالك على الذكر هو دواؤك، وفيه شفاؤك.

. ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ﴾[الرعد: 29]:
طابت في الدنيا أوقاتهم، فطاب في الجنة مقامهم، فطوبى لهم في الحال، وحسن مآب في المآل.

. ﴿طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ﴾[الرعد: 29]:
طوبى لمن قال له الله: طوبى.

. ﴿وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمنِ ﴾[الرعد: 30]:
يكفرون بالذي وسعت رحمته كل شيء، ومن رحمته إنزال الوحي الذي هو سبب المنافع الدينية والدنيوية.

رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثالث عشر
. ﴿وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمنِ ﴾[الرعد: 30]:
كانوا يتجافون هذا الاسم الكريم، لذا خصَّه الله بالذكر هنا، ولذا لم يرضوا يوم الحديبية أن يكتبوا: (بسم الله الرحمن الرحيم)، وقالوا: ما ندري ما الرحمن الرحيم؟!

. ﴿وَإِلَيْهِ مَتَابِ﴾[الرعد: 30]:
المتاب: أي التوبة، والمتاب يتضمن معنى الرجوع إلى ما أمر الله به، لذا استعمل معه حرف: ﴿إِلَيه﴾.

. ﴿وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ﴾[الرعد: 31]:
ما أبرد وقع هذه التسلية على القلب! تسلية بما جرى في الماضي للأنبياء من استهزاء، فلست الأوحد في هذا الميدان، وأبشِر بسوء عاقبة المستهزئين في كل العصور والأزمان.

. ﴿لَهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ﴾[الرعد: 34]:
أشد الناس بؤسا من فقد الراحة في الدارين.

. ﴿أُكُلُهَا دَائِمٌ ﴾[الرعد: 35]:
إذا نزع الرجل ثمرة من الجنة عادت مكانها أخرى.

. ﴿أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا﴾[الرعد: 35]:
دوام الظل كناية عن التفاف الأشجار بحيث لا يوجد بينها فراغ تنفذ منه الشمس، كما قال في سورة النبأ: ﴿وجنات ألفافا﴾ [سورة النبأ: 16].




رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثالث عشر



. ﴿يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ﴾[الرعد: 39]:
من آثار المحو محو الوعيد بأن يلهم المذنبين بالتوبة، ومن مشيئة التثبيت أن يصرف قلوب قوم عن التوبة.

﴿وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ﴾[الرعد: 40]:
هلاك أعداء الدين قد يراه النبي ﷺ، وقد يؤخرهم الله إلى الآخرة حيث العذاب الأشد.

﴿يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ﴾[الرعد: 42]:
هذا سبب من أسباب أن مكر الله أشد من مكر كل نفس: أنه يعلم ما تكسب كل نفس، ما ظهر منه وما بطن، فلا يفوته شيء مما تضمره نفوس الماكرين، لذا يبطل كيدهم، بعكس البشر، فقد تجد منهم القوي الشديد، لكنه لا يعلم الغيب، لذا قد يغلبه الضعيف بحيلته.

﴿يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ﴾[الرعد: 42]:
ما الذي يترتب على علم الله؟
يعلم ما تكسب كل نفس، ويجازي كل نفس بما كسبت.

﴿وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ﴾[الرعد: 42]:
علم لا ينفع، لأنه في الوقت الضائع.
.
﴿قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ﴾[الرعد: 43]:
قال ابن كثير: «﴿وَمَنْ عِنْدَهُ﴾ اسم جنس يشمل علماء أهل الكتاب الذين يجدون صفة محمد ﷺ ونعته في كتبهم المتقدمة، من بشارات الأنبياء به».

​. ﴿ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ﴾[إبراهيم: 14]:
خير ما يمنع العبد من الظلم اليوم: خوفه من مقامه غدا بين يدي الله.​



يتبع



رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثالث عشر

#8

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثالث عشر

﴿وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ﴾[إبراهيم: 15]:
استفتح الكفار أي طلبوا واستعجلوا فتح الله وفرقانه بين أوليائه وأعدائه، فليس عجيبا ما نراه اليوم من ظن أهل الباطل أنهم على الحق!

. ﴿وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ﴾[إبراهيم: 15]:
لم يقل: وخاب الذين كفروا، كما هو مقتضى السياق، للتنبيه على أن الذين كفروا كانوا جبابرة معاندين للحق، وأن كل من كان كذلك، فلا بد أن تكون له نفس العاقبة: الخيبة والخسران.

. ﴿تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ﴾[إبراهيم: 23]:
هذه تحية الملائكة لهم، وهي كذلك تحية بعضهم لبعض: ﴿دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام﴾

. ﴿تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ﴾[إبراهيم: 23]:
سلِم أهل الجنة من آفات الدنيا الحسية، فلا مرض ولا أوجاع.ومن آفاتها المعنوية، فلا هموم ولا غموم، ولا شك أن السلامة من هذه الآفات من أعظم نعيم الجنات،
لا سيما إذا حصل بعد الخلاص منها الفوز بالملذات المادية والروحية في دار والسعادة الأبدية.

(قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلالٌ)
أعظم ما يحض الناس على إقام الصلاة والإنفاق في سبيل الله تذكير هم باليوم الذي تستحيل فيه الطاعات، ولا يمكن استدراك ما فات.

. ﴿وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ﴾[إبراهيم: 32]:
كيف تطفو السفن ولا تغرق رغم أنها مصنوعة من معادن كثافتها أعلى من كثافة ماء البحر، ورغم حجمها الضخم؟ بينما تغرق إبرة من الحديد؟
والجواب: سخر الله البحار وفق قانون ثابت عرفه الإنسان وفق تسخير الله له.

﴿وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ﴾[إبراهيم: 34]:
﴿ مِّن كُلِّ ﴾ كل ما يفصلك عن فضل الله: دعوة صادقة من قلبٍ يُحسِن الظن بالله.


رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثالث عشر


. ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾[إبراهيم: 34]:
قال الحسن البصري: «إن فيها لمعتبرا، ما نرفع طرفا ولا نرده إلا وقع على نعمة، وما لا نعلمه من نعم الله أكثر».

. ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾[إبراهيم: 34]:
ما يدفع الله عن العبد من البلايا والمنايا لا حصر له، وهذا من نعم الله المنسية، فإن الدفع من نعم الله الخفية كما أن النَّفع من نعمه الظاهرة.

. ﴿وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ﴾[إبراهيم: 35]:
خاف خليل الرحمن من الكفر بعد الإسلام،
فكيف لا يخاف غيره؟!

. ﴿وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾[إبراهيم: 36]:
رحمة الأنبياء!
ولم يقل: فإنك عزيز حكيم، لأن المقام مقام استعطاف، أي إن تغفر له وترحمه، توفِّقْه للرجوع من الشرك إلى التوحيد،
كما قال النبي ﷺ: «اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون».

. ﴿رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ﴾[إبراهيم: 37]:ق
ال القرطبي: «خصَّها من جملة الدين لفضلها فيه، ومكانها منه، وهي عهد الله عند العباد».


رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثالث عشر


. ﴿فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ﴾[إبراهيم: 37]:
رحلة الحج والعمرة رحلة قلوب لا أبدان.

. ﴿أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ﴾[إبراهيم: 37]:
البيت الحرام مغناطيس يجذب قلوب المشتاقين

. ﴿وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ﴾[إبراهيم: 45]:
رؤية مصارع الظالمين ومعاينة مساكنهم بمثابة جرعة مناعية ضد السقوط في هاوية الظلم.

. ﴿إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾[إبراهيم: 51]:
احذروه!
قال البقاعي:«ولما كان أسرع الناس حسابًا أعلمهم بفنونه خطأ وصوابًا، فكان التقدير: فالله عالم بخفي أعمالهم وجَلِيِّها، وتمييز جيدها من رديئها، فهو يجازيهم على حسب ذلك».

. ﴿إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾[إبراهيم: 51]:
قال ابن عطية: «قيل لعلي كيف يحاسب الله العباد في يوم؟
فقال: كما يرزقهم في يوم».



#9

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثالث عشر

[ وما أبرئ نفسي ]
أعلى درجات الصدق، أن تبدأ بإلقاء اللائمة على نفسك قبل أن تتهم غيرك.

. (فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين)..
الدعاة المصلِحون شخصيات مخلصة ومبهرة ومقنعة، لذا يحرص المفسدون في كل عصر على الحيلولة بينهم وبين الوصول لصُنّاع القرار.

. الابتلاء أول درجة في سُلَّم التمكين ،
لذا قال الله بعد ذكر إلقاء يوسف في الجب وبيعه بثمن بخس:
(وكذلك مكَّنا ليوسف).

. (فأرسل معنا أخانا) ( إن ابنك سرق )
عندما كانت لهم مصلحة قالوا: ( أخانا )، وعندما انتهت قالوا: ( ابنك )، فتغيرت لغة الخطاب بتغير المصلحة!

. قال يعقوب: (وأخاف أن يأكله الذئب) فغاب عنه ابنه، ولما قال: (فالله خير حافظا) عاد إليه..
احذر كلماتك وراقب ألفاظك!

. (وما أغني عنكم من الله من شيء):
أعلن عجزك أمام أولادك حتى يتعلقوا بالله وحده، ولا يعتمدوا في كل شيء عليك.

رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثالث عشر



. (إني أنا أخوك فلا تبتئس):
وجود الأخ يذهب البؤس ويعين على نوائب الدهر ويبرد حرارة القلب .. من فوائد الأخوة.

. [ كذلك كدنا ليوسف ]
عندما يكيد لك الخلق بغير الحق ، فانتظر كيد الله بهم،
فالجزاء من جنس العمل.

. (كذلك كدنا ليوسف):
صبر على كيد إخوته، فكاد الله له.

. ﴿ قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم ﴾
أحيانا يكون الصمت أبلغ من كثير من الكلام.

. (فأسرها يوسف في نفسه)،
فكما قيل: صدرو الأحرار قبور الأسرار.

. ( فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم):
رحم الله امرءًا كتم سرًا، وتنازل عن حق؛ ليؤلِّف القلوب وينزع الأضغان.

. (فأسرها يوسف في نفسه):
احمل الكلمات الموجعة، وضعها تحت ثرى الذاكرة، وادفنها في قبر النسيان.

رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثالث عشر



. (فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم!)
ليست الصراحة ممدوحة على الدوام، فالمداراة مطلوبة أحيانا تأليفا للقلوب أو اتقاء للشرور.

. التغافل من أخلاق العظماء، وتدبَّر: (فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُم)

. (وابيضت عيناه من الحزن):
ابيضت عينا يعقوب ولم تبيض عينا يوسف،
فهل عرفت الفارق بيني وبينك يا بني!

. [ قال إنما اشكو بثي وحزني الى الله ]
بعض أوجاعك لايفهمها البشر، وليس بمقدور أحد منها تخفيفها.

. ( قال إنما أشكو بثِّي وحزني إلى الله )
لاتبث شكواك ، إلا للقادر على كشف بلواك!!

. الأولياء يلتمسون الفرج عند اشتداد الابتلاء،
فشيخ كبير يوصي أبناءه بعد أن كفّ بصره من الحزن على أبنائه الثلاثة:
(ولاتيأسوا من روح الله}

. ﴿ فأوفِ لنا الكيل وتصدق علينا ﴾
قال ابن الجوزي: مـن تـأمّل ذلَّ إخوة يـوسف ؛ عـرف شؤم الزلل!


#10

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثالث عشر

(وَتِلْكَ الايام نُدَاوِلُهَا بَيْنَ الناس)
الأيدي التي ألقت يوسف في الجب هي نفس الأيدي التي امتدت إليه تسأله: ﴿وتصدَّقْ علينا﴾

. الكريم لا يُكثر عتاب من يحب بل يعذره:
﴿ قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم (جاهلون) ﴾؛
فنسب محاولة قتلهم له إلى الجهل!

. خلاصة (أحسن القصص: سورة يوسف)
وأهم دروسها في عشر كلمات:
(إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين).

. (إنه من يتق ويصبر)
تعليل لجملة (منَّ الله علينا)، فبسبب التقوى والصبر منَّ الله عليهم.

. على الواعظ أن يغتنم الفرصة لإلقاء الموعظة، وهي عند تأثر السامع وانفعاله كما فعل ذلك يوسف حين قال:
(إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين)

. [ قال لاتثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم ]
من أتاك نادما معتذرا ، فلا تكثر عليه اللوم، يكفيه ما به من ندم.

. ﴿ قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم﴾
النفوس الكبيرة تتسامى على الجراح، وتتناسى الآلام، وتغفر زلات الكرام.

. ﴿ إني لأجدُ ريح يوسف ﴾
لم يقل: أشم أو أحس دلالة على يقينه وثقته، فللفرج رائحة لا يجدها إلا المتفائلون.

رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثالث عشر
. (إن ربي لطيف لما يشاء):
لا يلمح لطفه إلا من نظر في حكمته، وأيقن أن قضاءه كله خير.

. (من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي)
وصف محاولات قتلههم له بأنها نزغات شيطان! نفوس كبيرة.

. (تَوفَني مُسلِماً و أَلْحقني بالصّالحين )
هـذه أسمى أمنيات الأنبياء، ومع هذا لا تخطر ببال كثير من الخلق!

. (توفني مسلما وألحقني بالصالحين)
دعوة يوسف عليه السلام بعد أن تربع عرش مصر وملك خزائنها، دلالة على الزهد في الملك، والشوق إلى لقاء الرب، وإيثار الآخرة.

. ﴿حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كُذبوا جاءهم نصرنا﴾
لا يوجد أداة عطف بين (كُذِّبوا) و (جاءهم) إشارة إلىنزول النصر فورا ، وبلا تريث أو تأخير.

. ﴿يدبر اﻷمر﴾:
أي أمر، مهما كان عظيما أو حقيرا، سيدبره الله، ويسخِّر لك مِنْ مخلوقاته من يقضي حاجتك، ويفتح لك اﻷبواب المغلقة.

. ﴿ وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم ﴾:
قال ابن عباس: أرجى آية في القرآن، قول الله (وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم).

. (وكل شيء عنده بمقدار):
خطوات حياتك مرسومة بأدق مما تتصور، ولحكمة بالغة لا يبصرها إلا أصحاب البصائر لا الأبصار.

رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثالث عشر
. (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ):
علت المغفرة على الظُّلم، فالظلم يتطلب العقاب، ولكن رحمة الله لم تُعامِل الظالم بما يستحق، لأن رحمتة سبقتْ غضبه.

. {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ }:
قال ابن كثير: قرن هذا الحكم بأنه شديد العقاب، ليعتدل الرجاء والخوف.
. (له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه): أنت في موكب حفظ إلهي وحراسة ملائكية خاصة، فلا تقلق!

. (له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه):
قال الألوسي: فوائد الحفظة للأعمال أن العبد إذا علم أن الملائكة عليهم السلام يحضرونه ويحصون عليه أعماله، كان أقرب إلى الحذر عن ارتكاب المعاصي،
كمن يكون بين يدي أناس أجِلّاء من خُدّام الملك، مُوَكَّلين عليه، فإنه لا يكاد يحاول معصيةً بينهم.

﴿ إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾:
كلنا يشكو أحوال الأمة، وينسى أنه إنما من أسباب الغُمَّة، فلو تغير لتغيرنا.

. قال ابن الجوزي: ومتى رأيت تكديرًا في حال، فاذكر نعمة ما شكرت، أو زلة قد فُعِلت،
قد قال الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ).

. (ويسبح الرعدبحمده):
نظام كوني بأكمله يسبِّح الله،فكن جزءا من هذا النظام. كان عبد الله بن الزبير إذا سمع صوت الرعد ترك الحديث:
وقال: (سبحان من يسبح الرعد بحمده، والملائكة من خيفته).

. (وظلالهم بالغدو والآصال):
ظلال ساجدة، وأجساد جاحدة قال مجاهد: «ظل المؤمن يسجد طوعا وهو طائع، وظل الكافر يسجد طوعا وهو كارِه»..

. العمل الصالح هو الذي يبقى أثره في الأرض ما دام نفعه للناس باقيا:
(وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض)

. اصنع في حياتك ما ينفع الناس بعد موتك:
(وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض).

. (فأما الزبد فيذهب جفاء):
ولو انخدعت به الجماهير، وانجرفت معه زمنا طويلا، سيبقى الزبد عند الله زبدا.

. (أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ مَاءً فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياً):
قال القرطبي: ضرب مثلا للحق والباطل، فشبَّه الكفر بالزبد الذي يعلو الماء، فإنه يضمحل ويعلق بجنبات الأودية، وتدفعه الرياح، فكذلك يذهب الكفر ويضمحل.


رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثالث عشر
. {وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ}:
أبشِروا: قال ابن كثير: يجمع بينهم وبين أحبابهم فيها من الآباء والأهلين والأبناء، ممن هو صالح لدخول الجنة من المؤمنين؛ لتقر أعينهم بهم،
حتى إنه ترفع درجة الأدنى إلى درجة الأعلى، من غير تنقيص لذلك الأعلى عن درجته، بل امتنانا من الله وإحسانا.

. ‏﴿جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم﴾:
هو اللقاء الذي لا فراق بعده، ونهر الحب الذي لا ارتواء منه، وإلقاء أوجاع الفراق إلى غير رجعة.

‏﴿ ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم﴾:
تأمل هذه الإيماءة اللطيفة إلى شرط الصلاح عند اختيار الزوج، وكيف أن بركة هذا الاختيار تمتد إلى جنات الخلود.

. (والملائكة يدخلون عليهم من كل باب):
كناية عن كثرة دخول الملائكة عليهم بحيث لا يخلو باب من أبواب قصورهم لا تدخل منه ملائكة، فهو دخولٌ من أماكن كثيرة، ومتكرر كذلك في أزمان كثيرة، وكثرة الأبواب دليل على كثرة الملائكة، فما دخلوا من كل باب إلا لأن كل باب مشغول بطائفة من الملائكة، مما يضاعف سرور المؤمنين.

. ( والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم):
الأعمال كلها لابد أن تكون خالصة لوجه الله حتى الصبر، فبعض الصبر يكون لمجرد ألا يُشمِت الأعداء، ، وبعض التجلد حتى يُقال شجاع.

#11

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثالث عشر

﴿سَلامٌ عَلَيكُم بِما صَبَرتُم فنعم عُقبَى الدّارِ﴾ :
اذكروا أن هذا التكريم لم تكونوا لتنالوه لولا صبركم، فاعرفوا قيمة البلاء إن صاحبه الصبر.

. ﴿ أَلاَ بذكر الله تَطْمَئنُّ القلوب﴾:
قلب بلا ذكر هو قلب خائف مضطرب حزين تائه.

. ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ):
وَالذِّكرُ فيه حياةٌ للْقُلُوب كما ... تَحْيا البلاد إذا ما جاءها المطَرُ

. ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ):
قال ابن عون: ذِكْرُ الناسِ داءٌ، وذكْرُ الله دواءٌ. قال الذهبي معلِّقا: إي والله،

فالعجبُ منا ومن جهلنا كيف ندعُ الدواء ونقتحمُ الداء؟!

. عندما يعترضك أمر فيضطرب قلبك حتى ينخلع؛ فانتبه إلى سلاح الذي أمدك به من خلقك، واستعمله في الحال:
(ألا بذكر الله تطمئن القلوب)

. (أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت):
قال ابن جزي: أي حفيظ رقيب على عمل كل أحد، والخبر محذوف تقديره:

أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت أحق أن يعبد أم غيره؟
ويدل على ذلك قوله: (وجعلوا لله شركاء قُلْ سَمُّوهُمْ)


رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثالث عشر


. (أو تحُل قريبا من دارهم)
حلول الكوارث قريبا من بلادنا إنذار رباني لإصلاح قلوبنا وأحوالنا.

﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها﴾:
والخطاب لمشركي مكة، ومن كان على شاكلتهم في الكفر والضلال في كل زمان، والمراد بالأرض هنا: أرض الكفار والظالمين، سينقصها الله بانتشار الإسلام، فالآية بشارة للمؤمنين، وإنذارٌ للكافرين.

. ﴿الله الذي له مافي السماوات وما في الارض﴾:
فكيف تقف على باب غيره؟!
وتلتمس النجدة من فقير مثلك؟!

. ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ﴾:
تعرفوا على لغة الشباب اليوم أيها الدعاة، فجيل اليوم غير أجيالكم، وإلا لم يقع البيان فوقعوا في حبائل الشيطان.

. ﴿وذكرهم بأيام الله ﴾:
ليس المقصود أيام الأسبوع بل المقصود تذكيرهم بالنعم والنقم التي حلت بالأمم السابقة كي تكون لهم عبرة.

. ﴿وذكرهم بأيام الله﴾:
التاريح دورات مكرورة، فمن عرف الماضي فهم الحاضر والمستقبل.

﴿ويستحيون نساءكم ﴾:
ليس من الحياء؛ بل من الحياة؛ أي يتركونهن على قيد الحياة ولا يقتلونهن كقتلهم الصبيان.

. ﴿لئن شكرتم لأزيدنكم ﴾
يشمل شكر النعم الدنيوية والأخروية، فيدخل فيه شكر الطاعات، فمن شكر الله على الطاعات زاده الله أعمالاً صالحات.

. أي نعمة تخشى عليها أن تفقدها أحدث لها شكرا، وأبشر بوعد الله: (لئن شكرتم لأزيدنّكم)..
أنفق من المال وسيزداد، ومن الصحة وستقوى.

رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثالث عشر


. ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُم﴾:
ألا تعرف نعمة الله عليك إلا عند فقدها،

وقد قيل: الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى.

. ﴿فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ﴾:
إما أنهم ردوا أيديهم في أفواه أنفسهم غيظا من الرسل كعض الأنامل من الغيظ، أو استهزاء وضحكا،

كمن غلبه الضحك فوضع يده على فمه،
وإما أنهم ردوا أيديهم في أفواه الأنبياء تسكيتا لهم، وردا لقولهم، فاصبر أخي الداعية!

. ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُم﴾:
الشكر يسمَّى الجالب والحافظ، لأنه جالب للنعم المفقودة، وحافظ للنعم الموجودة.

. ﴿ فاطر السماوات والأرض ﴾ :
قال ابن عباس: لم أكن أعرف معنى فاطر حتى تخاصم أعرابيان في بئر لأي منهما تعود، فقال أحدهما:
أنا فطرتها أي بدأتها!

. ﴿يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ﴾ :
إذا أخطأت في حق بشر، فيحرص على ألا يراك أو يقابلك،

وأما الله فمع أنك كثير الخطأ في حقه إلا أنه يناديك ليغفر عنك.

. ﴿ وعلى الله فـليتوكل المؤمنون ﴾
كلما زاد الإيمان كان التوكل أكمل.

. ﴿وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾:
هل تعرف ما هو أكمل أنواع أنواع التوكل؟!
قال السعدي: واعلم أن الرسل عليهم الصلاة والسلام توكلهم في أعلى المطالب وأشرف المراتب، وهو التوكل على الله في إقامة دينه ونصره وهداية عبيده وإزالة الضلال عنهم، وهذا أكمل ما يكون من التوكل.

. ﴿لنخرجنكم من أرضنا﴾:
طرد الدعاة من بلادهم عادة قديمة جرت سابقا على الأنبياء والمرسلين، وتسري على أتباعهم من المؤمنين إلى يوم الدين.

#12

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثالث عشر

رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثالث عشر

﴿لنخرجنكم من (أرضنا)﴾:
يرى الطغاة أن الأرض ملكٌ لهم،
وأنهم إنما يتفضلون على غيرهم بأن سمحوا لهم بالإقامة فيها.


. ﴿ويأتيه الموت من كل مكان﴾:
قال الضحاك: «يأتيه الموت من كل مكان وناحية، حتى من إبهام رجليه»،
وهذا عذاب نفسي رهيب بالرعب يفوق العذاب الحسي.


. ﴿وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعاً ﴾:
كانوا يخفون فواحشهم ويظنون أنها تخفى على الله، فإذا كان يوم القيامة انكشفوا، وإنما ذكر بلفظ الماضي لتحقق وقوعه.

. ﴿إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا﴾:
أسوأ حماقة يرتكبها إنسان أن يتبع شخصا لا فكرة، وأفرادا لا منهجا.

﴿وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ﴾:
لم خطب إبليس في أهل النار؟!
ليزيدهم حزنا إلى حزنهم، وحسرة إلى حسرتهم، فهذه الخطبة جزء من عذاب أهل النار.


. ﴿وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ﴾:
قال الألوسي: وحكى الله تعالى عنه ما سيقولهفي ذلك الوقت ليكون تنبيها للسامعين، وحثا لهم على النظر في عاقبتهم، والاستعداد لما لا بد منه،
وأن يتصوروا ذلك المقام الذي يقول فيه الشيطان ما يقول، فيخافوا ويعملوا ما ينفعهم هناك.


. الهداية كنز متوفر بين يديك اليوم، فاحرص عليه قبل أن يحال غدا بينك وبينه:
﴿قالوا لو هدانا الله لهديناكم﴾.


. الصبر اليوم على الطاعات أو عن المعاصي هو خيار من خياراتك،
﴿سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص﴾.

. ﴿ وَآتَاكُم مِّن (كل) ما سألتموه﴾:
الإجابة أكيدة!
قال ابن حجر: «كل داع يستجاب له لكن تتنوع، الإجابة فتارة تقع بعين ما دعا به، وتارة بِعوَضه».

. ﴿وإن تَعدوا ( نعمة ) الله لا تُحصوها ﴾: سين: كيف نعُدُّ نعمة واحدة؟!
جيم: النعمة الواحدة مشتملة على آلاف النعم. قال ابن القيم: «ويكفي أن النَّفَس من أدنى نعمه التي لا يكادون يعدونها، وهو أربعة وعشرون ألف نفَس في كل يوم وليلة، فلله على العبد في النفس خاصة أربعة وعشرون ألف نعمة كل يوم وليلة، دع ما عدا ذلك من أصناف نِعَمِه على العبد».

. ﴿رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام﴾:
خاف خليل الرحمن من الكفر بعد الإسلام، وغيره لا يخاف؟!

. ( رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي)
كم يداوي هذا الدعاء فينا من أدواء!
تهاوننا وتثاقلنا وتكاسلنا وتأخيرنا للصلاة، وخاصة صلاة الفجر.


رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثالث عشر


. ﴿الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء﴾:
ظل طيلة عمره يدعو ربه بالولد، ولم ييأس إلى أن زاره الفرج.

﴿ ربنا اغفر لي و لوالدي﴾
قال رسول:ﷺ: «إن الرجل لترفع درجته في الجنة فيقول: أنى لي هذا؟
فيقال: باستغفار ولدك لك». صحيح الجامع رقم: 1617

. ﴿وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ﴾:
من باب التشبيه البليغ الذي حذفت فيه الأداة، والتقدير: وقلوبهم كالهواء في الخلو من الإدراك من شدة الهول.

. ﴿وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ﴾:
قارن بين تجبر الظلمة اليوم وقسوتهم على المؤمنين وبين شخوص أبصارهم فلا تطرف من الرعب يوم القيامة،وخروج قلوبهم عن صدورهم حتى تبلغ الحناجر من شدة الهول والفزع.

. ﴿مقرنين في الأصفاد﴾:
جُمِعوا مع غيرهم في قيد وواحد، قد ضُمَّ كل قرين إلى من يشبهه في الكفر والفسوق والعصيان، فعابد الصنم مع عابد الصنم، وشارب الخمر مع شارب الخمر، والظالم مع الظالم، كما قال:﴿احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ﴾.



. ﴿(وترى) المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد﴾
هؤلاء المجرمين مقصود غدا لشفاء صدور المؤمنين.



﴿ سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ ﴾:
وجعلت من قطران لأنه شديد الحرارة، فيؤلم الجلد الواقع عليه، فيعذَّبون بهذا اللباس قبل دخول النار، فيبدأ عذابهم مبكِّرا قبل دخولها.

. ﴿وتغشى وُجُوهَهُمْ النار﴾:
وقد ذكروا أن تخصيص الوجوه بالإحراق مع عمومه لسائر الأعضاء:
- لكونها أعزَّ الأعضاء الظاهرةِ وأشرفَها.
- ولأنها مجمعَ المشاعرِ والحواسّ التي خُلقت لإدراك الحق، وقد أعرضوا عن الحق، ولم يستعملوها في استقباله وتدبره، فعوقبوا فيها.
- أو لخلوُّها عن القطِران الذي يعذِّب الجسد، فذكر تعذيبها بالنار بدلا منه، ولعل تخلية الوجوه من القطِران ليتعارفوا عند انكشافِ ألسنة اللهب، ويتضاعف عذابُهم بالخزي على رءوس الأشهاد.



رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثالث عشر



قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
أبو بَكر الصّدِّيق عبد الله بن أبي قُحافة التَّيمي القُرَشيّ حياه الروح 5 شخصيات وأحداث تاريخية
جوانب من الحياة الشخصية والاجتماعية لسيف الله (خالد بن الوليد)رضي الله عنه المشتاقة الى رسول الله قصص الانبياء والرسل والصحابه
خــالـــد بن الولـــيـــد الـمـتـألـقـة شخصيات وأحداث تاريخية
[قصص مرعبة] روايه صائد الإنس كامله , قصص وروايه رعب عن الجن حياه الروح 5 قصص - حكايات - روايات
قصة (( الحمو )) الموت الـمـتـألـقـة قصص - حكايات - روايات


الساعة الآن 05:19 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل