أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء العشرون

جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء العشرون

1. ﴿فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ﴾ [النمل: 57]: الهداية توفيق إلهي قد تُحرَم منه زوجة نبي، وتهتدي إليه قبل موتها امرأة بَغِي!
2. ﴿قل الحمد لله﴾ [النمل: 59]: في الحديث: «أفضل الذكر: لا إله إلا الله وأفضل الدعاء: الحمد لله». صحيح الجامع رقم: 1104
3. ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ﴾[النمل: 62]: جاءت امرأة إلى الإمام الجنيد تشتكي أن ابنها ضاع، فقال لها: اذهبي واصبري، فعادت إليه ففعلت مثل ذلك مرات إلى أن قالت: عيل صبري (أي نفد صبري)، ولم يبق لي طاقة، فادعُ لي، فقال الجنيد: إن كان كما قلت، فاذهبي، فقد رجع ابنك، فمضت ثُمَّ عادت تشكره، فقيل للجنيد: كيف عرفت ذلك؟ فقال: قال الله تعالى: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ﴾ [النمل: 62]
4. ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ﴾[النمل: 62]: قال عبد الله بن أبي صالح المكي: دخل طاووس يعودني (أي في مرض)، فقلت: يا أبا عبد الرحمن .. ادعُ الله لي، فقال: ادع لنفسك، فإنه يجيب المضطر إذا دعاه.
5. ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ﴾[النمل: 62]: قال ابن الجوزي: فإياك أن تستطيل مدة الإجابة، وكن ناظرًا إلى أنه المالك.. وإلى أنه الحكيم في التدبير، والعالم بالمصالح..وإلى أنه يريد اختبارك، ليبلو أسرارك..وإلى أنه يريد أن يرى تضرعك... وإلى أنه يريد أن يأجرك بصبرك إلى غير ذلك.. وإلى أنه يبتليك بالتأخير، لتحارب وسوسة إبليس.وكل واحدة من هذه الأشياء تقوِّي الظن في فضله، وتوجِب الشكر له، إذ أهَّلَك بالبلاء لتلتفِت إلى سؤاله، وإن فقرَ المضطر إلى اللجوء إليه غنًى كله.
6. ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾ [النمل: 74]: أنت أمام الله كتاب مفتوح، فمهما تزينت أمام الخلق لتخفي عنهم سيئاتك، فأنت عند الله مكشوف بحسناتك وسيئاتك.
7 ﴿فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ﴾ [النمل: 79]: لماذا التوكل؟! لأنك على الحق، والله هو الحق، وناصر الحق، وخاذلٌ كلَّ من خذل الحق.
8. ﴿أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ﴾ [النمل: 82]: مرض آخر الزمان هو ضعف اليقين، ولذا قال ﷺ: «صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين، ويهلك آخرها بالبخل والأمل». صحيح الجامع رقم: 3845
9. ﴿أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ﴾ [النمل: 82]: تنزل الدابة ناطقةً كعلامة من علامات الساعة، ولا يُقبَل عندها الإيمان. قال رسول الله ﷺ: «ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض».
10. ﴿وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى﴾ [النمل: 92]: تلاوة القرآن على الناس من أعظم أسباب الهداية، وكم من مهتدٍ في ليلة من ليالي رمضان، بعد أن سمِع القرآن في خشوع بصلاة التهجد أو التراويح.


جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء العشرون




11. ﴿وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ﴾ [النمل: 92]: فيه المواظبة على قراءته على الناس للدعوة والإرشاد، أو المواظبة على قراءته لزيادة الإيمان والاسترشاد، وليكون نعم الزاد.
12. ﴿وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ﴾ [النمل: 92]: في كم تختم القرآن؟! في الحديث: «اقرأ القرآن في كل شهر، اقرأه في خمس وعشرين، اقرأه في خمس عشرة، اقرأه في عشر، اقرأه في سبع، لا يفقهه من يقرؤه في أقل من ثلاث». صحيح الجامع رقم: 1157
13. ﴿وَجَعَل أَهْلَها شِيَعًا ﴾[القصص: 4]: تكريس الفرقة وتقسيم الناس إلى طوائف منهج فرعوني قديم
14. ﴿يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ﴾[القصص: 4]: ا لابد لكل طاغية أن يتخذ جماعة أو فرقة من الناس يُعمِل فيهم سيف بطشَه وانتقامِه، ليردع بهم بقية الشعب، ويضمن إسكاتهم وخضوعهم.
15. ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ﴾[القصص: 5]: وإذا أراد الله أمرا، فمن الذي يقف أمام إرادته؟! ولاحظ أنه استخدم نون العظمة أربع مرات في آية واحدة!
16. ﴿وَنُرِيدُ﴾[القصص: 5]: كن فيكون، فمن العبودية إلى السيادة، ومن الخدمة إلى الرفعة، ومن الرعية إلى الملكية.
17. ﴿وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ﴾[القصص: 6]: أرى الله فرعون وقومه ما كانوا يخافون منه، وهو ما رآه فرعون في رؤياه أن هلاكه سيكون على يد رجل من بني إسرائيل.. بعض الرؤى تتحقق، ولو كانت من كافر!
18. ﴿وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ﴾[القصص: 6]: لا يُغني حذر من قدَر، ولا يوقف إرادة الله بشر، فلا رادَّ لقضائه، ولا معارض لسلطانه.
19. ﴿وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ﴾[القصص: 6]: دوام الحال من المحال، والأيام دُوَل، فلا ييأسْ المستضعفون، ولا يغترَّ المستكبرون.
20. ﴿إنا رادّوه إليكِ﴾ [القصص: 7]: تنتهي مخاوف العبد على عتبة الثقة في وعد الله.



يتبع
جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء العشرون



#2

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء العشرون

21. ﴿فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ﴾: سبحان الله! التقطوه من البحر الذي أغرقهم الله فيه.
22. ﴿ليَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا﴾ [القصص: 8]: اللام للتعليل، أي أن الله ألهم آل فرعون ليلتقطوه ليكون لهم عدواً وعقوبة على ظلمهم، أو هي لام العاقبة والصيرورة، أي أن الوليد الذي التقطوه سيكون سبب القضاء على ملكهم وسلطانهم.
23. ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ﴾ [القصص: 8]: الثلاثة في الخطأ سواء، فرعون الملك، وهامان الوزير، وسائر الجند، لعنة الظلم حين تحل على الكُلِّ!
24. ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ﴾ [القصص: 8]: قال أبوحيان في البحر المحيط: «أضيف الجند إلى فرعون وهامان، وإن كان هامان لا جنود له، لأن أمر الجنود لا يستقيم إلا بالملك والوزير، إذ بالوزير تحصل الأموال، ولا يكون قوام الجند إلا بالأموال».
25. ﴿قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ﴾ [القصص: 9]: قال الألوسي: «وعدلت عن قولها (لنا) (إلى قولها: ﴿لِي وَلَكَ﴾) لتفخيم شأن القُرَّة، وقدَّمت نفسها عليه لما تعلم من مزيد حب فرعون إياها، وأن مصلحتها أهم عنده من مصلحة نفسه، فيكون ذلك أبلغ في ترغيبه بترك قتلة».
26. ﴿قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ﴾ [القصص: 9]: مغاليق القلوب لا تنفتح إلا لمن أذن الله له، فيلقي الله محبتك في قلوب الخلق إن اختارك وقرَّبك.
27. ﴿لا تقتلوه﴾ [القصص: 9]: كم ستزن هذه الكلمة يوم القيامة في ميزان آسيا بنت مزاحم؟! لا تستهِن يوما بكلمة حق!
28. ﴿لَوْلا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِهَا﴾ [القصص: 10]: لولا أن الله ربط على قلبها لذهب عقلها، ولا سلطان لأحد على قلب أحد إلا الله.
29. ﴿وأصْبَحَ فؤادُ أمِّ موسى فارِغًا﴾ [القصص: 10]: أصح الآراء أي فارغاً من كل شيء في هذا الوجود إلا من موسى.. إنها عاطفة الأمومة.
30. ﴿قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ﴾ [القصص: 17]: النعمة التي ترفل فيها ستزول إذا نصرت ظالما أو مجرما!!


رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء العشرون
31. ﴿قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ﴾ [القصص: 17]: أيكون شكر نعمة الله عليك أن توالي مجرما وتؤيَّد طاغية؟! لا تكن ممن بدَّلوا نعمة الله كفرا!
32. ﴿وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنْ النَّاصِحِينَ﴾ [القصص: 20]: لم يمنعه بعد المسافة ومشقة الطريق من السعي بالخير، فهنيئا لمن غبَّر قدمه ساعة في طريق الخير.
33. ﴿وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى﴾ [القصص: 20]: الناصح يسعى .. يبادر .. لا يتأخر .. لا يتكاسل .. ينتهِز الفرص .. يثب إلى مواطن الأجر .. يبحث عن طرق الخير.
34. ﴿قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ﴾ [القصص: 22]: موسى وحيدا طريدا فقيرا ضعيفا ولا يعلم الطريق إلى مدين، فاستغاث بالله فأغاثه، واستجاب دعاءه، فكلما ازداد فقر العبد، غمره غنى الرب.
34. ﴿وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمْ امْرَأتَيْنِ﴾ [القصص: 23]: العفيفات المؤمنات لا يزاحمن الرجال في الطرقات!
35. ﴿قَالَ مَا خَطْبُكُمَا﴾ [القصص: 23]: أصحاب الهمم العالية وحدهم من يسعون في قضاء حوائج الآخرين.
36. ﴿قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ﴾ [القصص: 23]: إجابة مختصرة في ثمان كلمات دون كلمة زائدة! فحشمة المرأة في كلامها كما في ثيابها.
37. ﴿فسقى لهما ثم تولى إلى الظل﴾ [القصص: 24]: لم ينتظر كلمة ثناء، فالصادق لا يبحث عن الأضواء، بل يؤثر الظل والخفاء!
38. ﴿فسقى لهما ثم تولى إلى الظل﴾ [القصص: 24]: قالوا في تعريف الجواد أن الذي يعطي قبل السؤال صيانة للآخذ من ذل الطلب، فإن تصدقت فأسرع بالانصراف قبل أن ترى ذل الطلب على وجه السائل.
39. ﴿رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾ [القصص: 24]: دعاء عظيم يفيض بالافتقار، علَّمنا الله أن ندعوه به كما دعا به موسى عليه السلام.
40. ﴿رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾ [القصص: 24]: تعلَّموا فنَّ الدعاء، لم يقل: أنا جائع فأطعمني وعطشان فاسقني، بل قال: أنا فقير إلى الخير الذي عوَّدتني إياه، فتوسَّلَ إلى الله بأمرين: فقره وحاجته، وفضل الله عليه وكرمه، فقد آتاه الله العلم والحكمة، ونجَّاه من فرعون وجنوده.

يتبع

#3

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء العشرون

بارك الله فيك حبيبتي
إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5
#4

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء العشرون

بارك الله فيكم وجزاكم خير الجزاء
#5

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء العشرون

تشرفت بمروركن العطر
جزاكن الله خيراً

#6

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء العشرون


41. ﴿فَجَاءَتْهُ﴾ [القصص:25]: الفاء تفيد الترتيب والتعقيب، أي: فأجاب الله دعاءه حالاً، فما أسرع لطف الله بمن افتقر إليه ورجاه. ﴿ تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء﴾ [القصص:25]: الأنوثة حياء لا أزياء!!
42. ﴿َجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء ﴾ [القصص:25]: رغم ازدحام القصة بالأحداث إلا أن الله ذكر الحياء، ليدلنا على عظيم مكانته وأنه أجمل زينةٍ للمرأة.
43. ﴿ تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء﴾ [القصص:25]: مشيتك أيتها الفتاة كلام يخبر عن كثير من خصالك وأحوالك.
44. ﴿إِنَّ خَيْرَ مَنْ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ ﴾ [القصص:26]: قال ابن جزي: «روي أن أباها قال لها: من أين عرفت قوته وأمانته؟! قالت: أما قوته ففي رفعه الحجر عن فم البئر، وأما أمانته فإنه لم ينظر إليَّ».
45. ﴿إِنَّ خَيْرَ مَنْ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ ﴾ [القصص:26]: أصغِ لأصوات الناصحين، فرُبَّ نصيحة أورثت خيرا كثيرا، والدليل في هذه الآية!
46. ﴿وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ﴾[القصص:27]: انظر حسن معاملة الرجل الصالح، وهو عكس سلوكِ غيرِ الصالح، ففي الحديث: «ومن شاقَّ شَقَّ الله عليه يوم القيامة» صحيح الجامع رقم: 6304
47. ﴿وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَامُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ﴾[القصص:31]: هذه آية أراها الله لموسى قبل لقاء فرعون ليكون يقينه أقوى، ويصبح أجرأ في مواجهته وأقوى وأصلب، ثم وعده بالأمن، فاندفع موسى غير خائف ولا وجِل، مطمئنا واثقا بوعد ربه.
48. ﴿وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً﴾ [القصص:34]: ما أجمل التجرد، والاعتراف بفضل الآخرين، والتكامل بين الإخوان، وغياب الحسد بين الأقران.
49. ﴿قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ﴾ [القصص:34]: هذه وظيفة الأخ الصالح: أن يشدَّ عضدك، و(إذا سألته أعطاك، وإنْ سكت ابتداك، وإنْ نزلت بك نازلة واساك).
50. ﴿فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى﴾[القصص:38]: يبلغ الغرور بالمتجبرين أن يفقدوا عقولهم، ويطلبوا المستحيل، أعراض ما قبل النهاية!
رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء العشرون

51. ﴿فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ﴾[القصص:40]: (أنا عبدٌ مأمور) .. كم أضاعت هذه الكلمة من رجال، وأهلكت من أجيال، وجلبت لأصحابها النار والوبال.
52. ﴿ َأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ﴾[القصص:40]: هي عاقبة كل ظالم في كل زمان، وما فرعون إلا مثال، فبشِّر بها المظلوم، وأنذر بها كل ظالم.
53. ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ﴾[القصص:40]: فرعون وجنوده هم قدوة كل ظالم، وفي الآخرة سيرتفع لهم لواء ينضوي تحته كل المتجبِّرين الذين ساروا في ركابهم.
54. ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ﴾[القصص:40]: كم من مشهور كانت شهرته من متطلبات هذه الوظيفة غدا: الإمامة إلى النار .
55. ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾[القصص: 43]: قال ابن تيمية: «إن الله كانت سنته قبل إنزال إذا كذب نبي من الأنبياء ينتقم الله من أعدائه بعذاب من عنده، كما أهلك قوم نوح بالغرق، وقوم هود بالريح الصرصر، وقوم صالح بالصيحة، وقوم شعيب بالظلة، وقوم لوط بالحاصب، وقوم فرعون بالغرق».
56. ﴿وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ﴾[القصص:47]: ما وقع بلاء إلا بذنب، ولا كُشِف إلا بتوبة. قال ﷺ: «ما اختلج عرْقٌ ولا عين إلا بذنب، وما يدفع الله عنه أكثر». صحيح الجامع رقم: 5521
57. ﴿فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ﴾[القصص:50]: إما الاستجابة للوحي أو اتباع الهوى، ولا احتمال ثالث.
58. ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾[القصص:50]: أشد عقوبات الظالم على الإطلاق هي حرمانه من الهداية، واستدراجه إلى الغواية، حتى يهلكه الله، وهو عقاب مستحق له على ظلمه وعدوانه.
59 قال ابن عباس : «لقد قال موسى عليه السلام: ﴿رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾ وهو أكرم خلقه عليه، ولقد افتقر إلى شق تمرة، ولقد لصق بطنه بظهره من شدة الجوع». ليس الفقر إذن علامة هوان، ولا الغنى علامة إكرام.


#7

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء العشرون

60. ﴿وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمْ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾[القصص:51]: وصَّل الله لنا القرآن، وعهِد إلينا أن نوصله للعالم، فهل نفَّذنا وصيته؟ وهل وصَّلنا القرآن لدنيا الناس؟! هل وصَلْنا دنياهم بآخرتهم؟!
61. ﴿أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا﴾[القصص:54]: تمدح الآية قوما من أهل الكتاب أسلموا، وذكروا أكثر من سبب في أنهم أوتوا أجرهم مرتين:
. الأول ـ إنهم صبروا على الإيمان بمحمد ﷺ قبل أن يبعث، ثُمَّ على اتباعه حين بُعِث.
. الثاني: مرة بإيمانهم بأنبيائهم قبل محمد ﷺ، ومرة أخرى بإيمانهم به ﷺ.
. الثالث: أن هؤلاء لما آمنوا بمحمد ﷺ شتمهم المشركون، فصفحوا عنهم فلهم أجران، أجر الصفح، وأجر الإيمان.
62. ﴿أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا﴾[القصص:54]: في الصحيح: «ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين: رجل من أهل الكتاب آمن بنبيئه وأدركني فآمن بي واتبعني وصدَّقني فله أجران، وعبدٌّ مملوك أدى حق الله تعالى وحق سيده فله أجران، ورجل كانت له أمة فغذاها فأحسن غذاءها، ثم أدَّبها فأحسن تأديبها، ثم أعتقها وتزوجها فله أجران».
63. ﴿وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ﴾[القصص:54]: اغمر ذنبك بوابل الحسنات، فهذا أفضل طريق لمكافحة السيئات.
64. ﴿وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ﴾[القصص:54]: على قولين: الأول: يدفعون بالاحتمال والكلام الحسن الأذى، والثاني: يدفعون بالتوبة والاستغفار الذنوب.
65. ﴿إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ﴾ [القصص:56]: حتى نفسك التي بين جنبيك لا تملك هدايتها إلا أن يشاء الله، فأكثر من سؤال الله الهداية لك ولغيرك.
67. ﴿وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ﴾ [القصص:59]: ‏سبب هلاك المجتمعات الظلم، والظلم فقط، وطالعوا القرآن يا سادة قبل كتب علم الاجتماع: ﴿وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ﴾
رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء العشرون

68. ‏﴿وما عند الله خيرٌ وأبقى﴾ [القصص:60]: قال سعيد بن المسيب: «كنا عند سعد بن أبي وقاص فسكت سكتة، فقال: إنه قد قلت في سكتتي هذه خير مما يسقي الفرات والنيل، فقيل له: وما هو؟
قال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر».
69. ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ﴾ [القصص:68]: يخلق من خلقه خلقا كثير، ويختار منهم لدينه وحمل رسالته خيارَ خلقه ومن يحب، فاللهم اجعلنا من هذه الصفوة.
70. ﴿مَا كَانَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ﴾ [القصص:68]: قال القرطبي: «لا ينبغي لأحد أن يقدر على أمر من أمور الدنيا حتى يسأل الله الخيرة في ذلك، بأن يصلي ركعتين صلاة الاستخارة».
71. ﴿إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ﴾[القصص:76]: قال مجاهد في معنى عدم الفرح: «لا تبغِ» من البغي، وأما الفرح مع العدل والطاعة فلا شيء فيه.
72. ﴿وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ﴾[القصص:80]: الفتنة إذا اقبلت لم يعرفها إلا العلماء، فإذا أدبرت عرفها كل الناس.
73. ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ﴾[القصص:1]: سُئل الإمام الشافعي: يا أبا عبد الله.. أيها أفضل للرجل: أن يُمَكن أو يُبتلى؟ فقال: لا يُمَكَّن حتى يُبتلى.
74. ﴿وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾[العنكبوت:3]: قال الحسن البصري: «كانوا يتساوون في وقت النعم، فإذا نزل البلاء، تباينوا».

#8

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء العشرون


75.﴿فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾[العنكبوت:3]: قال البغوي: «والله أعلم بهم قبل الاختبار. ومعنى الآية: فليظهرن الله الصادقين من الكاذبين حتى يوجَد معلومُه، وقال مقاتل: فليرين الله».
76. ﴿مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لآتٍ وَهُوَ السَّمِعُ الْعَلِيمُ﴾[العنكبوت:5]: قال ابن جزي: «ومعنى الآية: من كان يرجو ثواب الله فليصبر في الدنيا، على المجاهدة في طاعة الله حتى يلقى الله، فيجازيه، فإن لقاء الله قريب الإتيان، وكل ما هو آت قريب».
77. ﴿وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ﴾[العنكبوت:6]: قال السعدي: «لأن نفعه راجع إليه، وثمرته عائدة إليه، والله غني عن العالمين، لم يأمرهم بما أمرهم به لينتفع به، ولا نهاهم عما نهاهم عنه بُخْلا عليهم».
78. ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ﴾[العنكبوت:10]: والمعنى: يقول بلسانه دون أن يواطئ هذا القول قلبه. سأل رجلٌ الحسن: يا أبا سعيد، أمؤمن أنت؟! فقال له: «الإيمان إيمانان، فإن كنت تسألني عن الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والجنة والنار والبعث والحساب فأنا به مؤمن. وإن كنت تسألني عن قول الله: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ..﴾ إلى قوله: ﴿أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا﴾، فوالله ما أدري أنا منهم أم لا».
79. ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ﴾[العنكبوت:10]: قال مجاهد: «نزلت في ناس من المنافقين بمكة، كانوا يؤمنون، فإذا أوذوا رجعوا إلى الشرك».
80. ﴿وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ ﴾[العنكبوت:11]: لا ذكر هنا للكفار، ليس أخطر على المسلمين من المنافقين.
82. ﴿فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمْ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ﴾[العنكبوت:14]: العام يطلق على الخصب والخير، والسنة تُطلَق على الشِّدة والقحط .. 950 عاما قضاها نوح في شدة وقحط.
رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء العشرون

83. ﴿وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ﴾[العنكبوت:22]: أي ما أنتم بقادرين على أن تفلتوا من لقاء الله وحسابه، سواء كنتم في الأرض أو في السماء، وقال الفراء: ولا من في السماء بمعجزين الله فيها.
84. ﴿إِلا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ﴾[العنكبوت:24]: متى يلجأ الظلمة إلى استعمال القوة؟! قال ابن كثير: «قام عليهم البرهان، وتوجَّهت عليهم الحجة، فعدلوا إلى استعمال جاههم وقوة ملكهم».
85. ﴿وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ﴾[العنكبوت:27]: قال القرطبي: «الصالح في الآخرة هو الفائز».
86. ﴿وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ﴾[العنكبوت:27]: قال معاوية بن قُرَّة: «اللهم إن الصالحين أنت أصلحتهم ورزقتهم أن عملوا بطاعتك فرضيت عنهم، اللهم كما أصلحتهم فأصلِحنا، وكما رزقتهم أن عملوا بطاعتك فرضيت عنهم، فارزقنا أن نعمل بطاعتك، وارض عنا».
87. ﴿أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ ﴾[العنكبوت:29]: مع فداحة جريمة قوم لوط ذكر قطع الطريق معها، لأن إيذاء الناس كبيرة من الكبائر.
88. ﴿فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ﴾[العنكبوت:29]: الذنوب سبب الإهلاك، ولا عقوبة بغير سبب.
89. ﴿فكُلّا أخذنا بذنبه﴾[العنكبوت:29]: لن يؤاخذك الله بذنب غيرك ، فاشتغل بذنوبك عن ذنوب غيرك.
90. ﴿مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا﴾[العنكبوت:41]: قال صاحب الكشاف: «الغرض تشبيه ما اتخذوه متكلا ومعتمدا في دينهم، بما هو مثَلٌ عند الناس في الوهن وضعف القوة، وهو نسج العنكبوت، فإن قلت: ما معنى قوله: ﴿لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ﴾، وكلُّ أحد يعلم وهن بيت العنكبوت؟ قلت:معناه: لو كانوا يعلمون أن هذا مثَلُهم، وأن أمر دينهم بالغ هذه الغاية من الوهن»

#9

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء العشرون

رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء العشرون
.
.91 ﴿وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ ﴾[العنكبوت:43]: في القرآن ثلاثة وأربعون مثلا، لا يتدبرها إلا العالِم، فمن العالم؟! تلا جابر بن عبد الله هذه الآية، ثم قال: «العالم الذي عقل عن الله أمره، فعمِل بطاعة الله، واجتنب سخطه».
92. قال عمرو بن مُرَّة رحمه الله: أكره أن أمر بمثل في القرآن فلا أعرفه، لأن الله تعالى يقول: ﴿وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ﴾.
.93 ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾[العنكبوت:45]: لو صلينا بحق، لاختفت كثير من المنكرات من حولنا.
.94 ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾ [العنكبوت:45]: يقول ابن القيِّم: «إنّ أفضل أهل كلِّ عمل أكثرهم فيه ذكرًا لله عز وجل، فأفضلُ الصُّوَّام أكثرهم ذكرًا لله عز وجل في صومهم، وأفضل المتصدّقين أكثرهم ذكرًا لله عز وجل، وأفضلُ الحجّاج أكثرهم ذكرًا لله عز وجل، وهكذا سائر الأعمال».
.95 ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾ [العنكبوت:45]: قال ابن عباس وابن مسعود: «ذكرُ الله لكم أكبرُ من ذكركم له في عبادتكم وصلواتكم، وهو ذاكرٌ مَن ذكَرَه».
96. قيل لسلمان الفارسي: أي الأعمال أفضل؟ فقال: ألا تقرأ القرآن؟! ألم تقرأ : ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾.
. 97﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾: قال ابن تيمية: «الصحيح في معنى الآية أن الصّلاة فيها مقصودان عظيمان، وأحدهما أعظم من الآخر، فإنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، وهي مشتملة على ذكر الله تعالى، ولما فيها من ذكر الله أعظم من نهيها عن الفحشاء والمنكر».
98. أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (النمل 64)من الخالق؟ من المحيي؟! من الرازق؟! تعرفوا إلى الله من أسمائه وصفاته، وإلا فكيف تعبدون من لا تعرفون؟!

رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء العشرون

99. وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (النمل 75)أنت مراقب، لكن رقابة لطيفة، لا تشعر بها، ولو شعرت بها لاختنقت من ضيق المراقبة والملاحقة.
وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (النمل 80):
100. وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (النمل 81)أنت تهدي من حيث الدعوة والدلالة، لكنك لا تهدي أحدا من نزع الباطل من القلب وجذبه نحو الإيمان، إذ ليس هذا بمقدورك وأنت نبي، فكيف يظن ذلك في نفسه من هو دونك؟
101. وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ (النمل 83) فوج من كبار طُغَاتهم، ليرى التابعون مصارع المتبوعين، ويشهد الضعفاء مصارع الأقوياء، فتنقطع كل آمالهم في النجاة.فهم يوزعون معناه يحبس أولهم على آخرهم حتى يجتمعوا فيكبكبوا في النار، وهذه عبارة عن كثرة العدد وتباعد أطرافه.
102. وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (النمل 88) العلامة الثالثة لقيام القيامة وهي تسيير الجبال في ذلك اليوم بعد أن تُنزع من الأرض وتُسير بين السماء والأرض. ثم إنّ رب السماوات والأرض يطحن تلك الجبال بقوته، فقساوة الجبال وشدتها عنده لا شيء لعظمته وكمال قدرته فيطحنها (جل وعلا) ويفتتها؛ وبعد تفتيتها مرّة شُبهت بالبسيسة - والبسيسة: دقيق ملتوت بسمن - وهو قوله: {وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (5)} [الواقعة: آية 5] أي: فُتت حتى صارت كالبسيسة. وتارة شبهها في لينها وانتزاع القسوة منها بالعهن المنفوش، كقوله: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ} [القارعة: آية 5]. وتارة شبّهها بالرمل الليّن المتهايل في قوله: {وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَّهِيلاً}
103. مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (النمل 89) قدم معروف واحد يأتيك عشر امثاله - المعاملة مع البشر :معروفك ان لم ينسى يجحد أن الجزاء على الحسنة خير من الحسنة؛ لأنك تفعل الحسنة فِعْلاً موقوتاً، أمّا خيرها والثواب عليها، فسيظل لك خالداً بلا نهاية.


#10

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء العشرون



104. وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (90)ابن كثير:أي من لقي الله مسيئا لا حسنة له، أو قد رجحت سيئاته على حسناته كل بحسبه،
105.﴿وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ﴾[القصص: 11]: سين: ما الغرض من التعبير القرآني بلفظ (لأخته) دون أن يقال: (لبنتها)؟قال أبو السعود: «للتصريح بمدار المحبة الموجبة للامتثال بالأمر» .
10​6. ﴿فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾[القصص: 11]: قال المراغي: «أي وهم لا شعور لهم بما خبَّأه لهم القدر، وبما يؤول إليه أمرهم معه من عظائم الأمور التي تؤدي إلى هلاكهم، وإنما علم ذلك لدى علام الغيوب».
107. ﴿فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ ﴾[القصص: 13]: قد يتأخر الفرج أو يتعجَّل! قال ابن كثير: «ولم يكن بين الشدة والفرج إلا القليل: يوم وليلة». وقد يتأخر الفرج لعشرات السنين كما حدث في عودة يوسف لأبيه يعقوب عليهما السلام، وكما تأخر الفرج لأيوب بعد أن لازمه مرضه سنين عديدة.
108. ﴿فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾[القصص: 13]: لتعلم أم موسى ونعلم جميعا! قال ابن كثير: «أي: في ما وعد من ردِّه إليها، وجعله من المرسلين، فحينئذ تحقَّقَتْ بردِّه إليها إنه كائن من المرسلين».
109​. ﴿فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ﴾[القصص: 18]: الدنيا ممتلئة بأناس يعشقون المشاكل ويحبون الصراع، فهنيئا لمن ابتعد عنهم.
110. ﴿قَالَ يَامُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ﴾[القصص: 19]: قال أبو حيان: «وشأن الجبّار أن يقتل بغير حق»، وقال الشعبي: «من قتل رجلين فهو جبار»، يعني بغير حق، ولما أثبت لموسى الجبروتية نفى عنه الصلاح.
111. وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا(46):من رحمة الله بهذه الأمة إخبارها بأنباء الغيب وأخبار الأنبياء السابقين وما جرى لهم مع أممهم، لنأخذ العظة والعبرة.
112. ﴿وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾[القصص:69]:ألا يخاف المنافقون ممن يعلم ما تُكِن الضمائر؟ ألا يحذر المخادعون من الخبير بما تنطوي عليه السرائر؟!
113. كم نحن مكشوفون أمام الله! قال سلمان الفارسي : «إن لكل امرئ جَوانيا [باطن] وبَرانيا [ظاهر]، فمن أصلح جُوّانيه أصلح الله بَرّانيه، ومن أفسد جُوَّانيه أفسد الله بَرّانيه».

رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء العشرون

114. ﴿وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾[القصص:70]:إلى كل من قال: لا إله إلا الله!قال الإمام عبد القادر الجيلاني:«يا قوم..أضنوا (أتعِبوا) شياطينكم بالإخلاص في قول لا إله إلا الله، لا بمجرد اللفظ،التوحيد يُحرِق شياطين الإنس والجن؛ لأنه نار للشيطان ونور للموحدين.كيف تقول: لا إله إلا الله، وفي قلبك كم إله؟!كل شيء تعتمد عليه وتثق به دون الله فهو صنمك.لا ينفعك توحيد اللسان مع شرك القلب.لا ينفعك طهارة القالب مع نجاسة القلب.الموحِّد يُضني شيطانه، والمشرك يضنيه شيطانه.الإخلاص لب الأقوال والأفعال؛ لأنها إذا خلت منه كانت قشرا بلا لب.والقشر لا يصلح إلا للنار».
115. ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا﴾[القصص:77]:انظر كيف قدَّم عمل الآخرة على الدنيا، لأن الآخرة فرض، والدنيا فضل!
116. ﴿وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ﴾[القصص:77]:ما أجمل أن يكون إحسانك من جنس إحسان الله إليك، إن أحسن الله إليك بالمال، تصدَّق، وإن أحسن إليك بالعلم، فعلِّم غيرك، وإحسان بالجاه أن تشفع في من لجأ إليك.
117. ﴿ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾[القصص:83]: قال أبو بكر الصديق: ما دخل قلبي رعبٌ بعد ليلة الغار، فإن النبي ﷺ لما رأى حزني قال لي: «لا عليك.. فإن الله تكفَّل لهذا الأمر بالتمام».
118. ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾[القصص:88]: كل أحد أو شيء تشبثت به وتعلق به قلبك، عن قليل مفارقك (وأحبب من شئتَ فإنك مفارقه)، الله وحده الذي يبقى.
119. ﴿وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾[العنكبوت:3]: من دلائل نسبة الفتنة إلى الله أنه سبحانه وتعالى القادر وحده على صرف الفتن عنهم، مما يستلزم منهم اللجوء إلى الله ودعاءه أن يقيهم شر الفتن.
120. ﴿فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾[العنكبوت:3]: قال ابن عطاء: «يتبين صدق العبد من كذبه في أوقات الرخاء والبلاء، فمن شكَر في أيام الرخاء وصبر في أيام البلاء فهو من الصادقين، ومن بَرَّ في أيام الرخاء، وجزع في أيام البلاء فهو من الكاذبين».
​​


#11

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء العشرون


121 ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا﴾[العنكبوت: 4]:البعض يرتكب السيئات، ثم يحكم لنفسه بالنجاة، وهؤلاء يحسبون أن يفوتوا الله، فلا يقدر على مجازاتهم على مساوئ أعمالهم.
.122 ﴿سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ﴾[العنكبوت: 4]:كل من ظن أنه يعصي الله ويخالف أمره، ثم لن يعاقبه الله، فبئس ما حكَم به بأن ربه مسبوق، والله هو القادر على كل شيء.
123. (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا) ولم يقل إحساناً كما في سورة الأحقاف؟ الإحسان أكرم من الحُسن، فتعاملك بشكل حسَن درجة، لكن الإحسان درجة أعلى، بل هو أعلى مراتب حسن التعامل واللين واللطف وخفض الجناح، فالحسن كان مع الوالدين الكافرين، والإحسان في سورة الأحقاف مع الوالدين المؤمنين.
124. ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَـٰهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِى مَا لَيْسَ لَكَ بِهِۦ عِلْمٌۭ فَلَا تُطِعْهُمَآ ۚ ﴾[العنكبوت:8]: فتنة الأهل شديدة، وأمر الله المؤمن أن يواجهها بشيئين: الإحسان إليهما مع عدم الطاعة في المعصية .
125. ﴿فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾[العنكبوت:8]: إن الله عز وجل لم يجعل الابن ندا لوالده ولو كان كافرا، فقال: ﴿إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ﴾، ولم يقل: فأحكم بينكم، لأن التحاكم يقتضي الندِّية والمساواة، وهذه لا تجوز بين الابن ووالده.
126. {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ} [العنكبوت من الآية:13]: القاعدة المطردة ألا تزر وازرة وزر أخرى إلا هنا، فتضاف إليهم أثقال أخرى، ربما لم يعرفوا شيئًا عنها، وكأنهم نسوا أو تناسوا ما خاطبوا به غيرهم: ﴿اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُم بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُم مِّن شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُون﴾ [العنكبوت من الآية:12].
127. ﴿وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ﴾[العنكبوت:16]:كل خير في الدنيا والآخرة هو من آثار عبادة الله وتقواه.
128. ﴿وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ﴾[العنكبوت:16]: التقوى لا تأتي إلا بخير
129. ﴿إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا﴾[العنكبوت:17]: ذكر بطلان مذهبهم بأبلغ وجه، وذلك لأن المعبود إنما لكونه مستحقا للعبادة بذاته، أو كونه نافعا في الحال أو المآل.فنسف الحجة الأولى أنه مستحق للعبادة بذاته، بأنهم أوثان لا تنفع ولا تضر: ﴿إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا﴾.ونسف الحجة الثانية من أن المعبود نافع في الحال أو المآل بأنهم لا يرزقون من يعبدونهم: ﴿لا يملكون لكم رزقا﴾.

رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء العشرون

130. ﴿فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ﴾[العنكبوت:17]:الرزق عند الله وحده، لا عند غيره، فلا تذلَّ لغير الله.
131. ﴿وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ﴾[العنكبوت:18]:لا يكفي منك البلاغ، لكن لابد من إتقان هذا البلاغ بالإبانة، والإبانة هي إقامة البرهان عليه.
. وقد بلَّغ النبي ﷺ البلاغ المبين، وأشهد الله على أمته كما جعل في حجة الوداع يقول: «ألا هل بلغت؟» فيقولون: نعم، فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء، وينكتها إلى الناس: «اللهم أشهد، اللهم أشهد» ثلاث مرات. رواه مسلم رقم: 1218
132. ﴿ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا﴾ [العنكبوت:25]:ذكر ابن العربي أن لعن العاصي المعين لا يجوز اتفاقا، وأما لعن العاصي مطلقا فيجوز إجماعا.
133. (فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي﴾[العنكبوت:26]: هذه أول هجرة في الدين، ويُستفاد منها أن الإنسان إذا لم يجد في بلده سبيلاً لإقامة دين الله وعبادته، فالأَوْلى له أن يهاجِر.
134. ﴿لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ﴾ [العنكبوت:32]:لماذا امرأته؟! قال جمال الدين القاسمي: «ومن رضي عمل قوم حشر معهم. كما حشرت امرأة لوط معهم. ولم تكن تفعل فاحشة اللواط. فإنه لا يقع من المرأة. ولكن لما رضيت فعلهم، عمّها معهم العذاب».
135. ﴿وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ﴾ [العنكبوت:33]: كيف يسوؤه حضور الملائكة؟! والجواب: كان هذا قبل أن يعلم لوط أنهم ملائكة لأنهم جاءوا في صورة رجال، فاعترته المساءة والأحزان لخوفه من اعتداء قومه عليهم.


#12

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء العشرون



136﴿وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا﴾ [العنكبوت:33]:من الذَّرع، وأصله أن يذرع البعير بيديه في سيره ذرعا، على قدر سعة خطوته، فإذا حُمِّل عليه أكثر من طاقته ضاق ذرعه، أي ضعف عن ذلك، وهو تعبير عن نفاد حيلته، وعجزه عن أن يجد مخرجا للمكروه الذي حل به.
137. ﴿وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا﴾ [العنكبوت:33]:قال القشيري: «أقرب ما يكون العبد في البلاء من الفرج إذا اشتدّ عليه البلاء، فعند ذلك يكون زوال البلاء، لأنه يصير مضطّرا، ووعد الله للمضطرين وشيك الاجابة، كذلك كان لوط في تلك الليلة، فقد ضاق بهم ذرعا ثم لم يلبث أن وجد الخلاص من ضيقه».
138. ﴿وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ﴾ [العنكبوت:33]:تعلم من الملائكة أن تكون دائما مصدر تفاؤل لمن حولك، تنهاهم دائما عن الخوف والحزن.
139. ﴿إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ﴾ [العنكبوت:34]: لابد للفاسق من عقوبة، دنيوية أو أخروية.. قال صاحب الكشاف: «الرِّجْز والرِّجس: العذاب، من قولهم: ارتجز وارتجس إذا اضطرب، لما يلحق المعذَّب من القلق والاضطراب».
140​. ﴿وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ [العنكبوت:35]:آيات الله في إهلاك الظالمين حاضرة، لكن عقول البعض غائبة!
141​. ﴿وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ﴾ [العنكبوت: 36]:الرجاء هنا بمعنى الخوف أي خافوا يوم القيامة أو بمعنى: افعلوا ما ترجون به ثوابه، فلا قيمة لرجاء ولا خوف من غير عمل.
142​. ﴿فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ﴾ [العنكبوت: 37]:قال الإمام الرازي:«قال ها هنا وفي الأعراف: ﴿فأخذتهم الرجفة﴾، وقال في هود: ﴿وأخذت الذين ظلموا الصيحة﴾، والحكاية واحدة! نقول: لا تعارض بينهما، فإن الصيحة كانت سببا للرجفة، إما لرجفة الأرض، إذ قيل إن جبريل صاح فتزلزلت الأرض من صيحته، وإما لرجفة الأفئدة، فإن قلوبهم ارتجفت منها».
رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء العشرون

143​. ﴿وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ﴾ [العنكبوت: 38]:قال ابن كثير: «فعاد قوم هود عليه السلام كانوا يسكنون الأحقاف، وهي قريبة من حضرموت بلاد اليمن، وثمود قوم صالح كانوا يسكنون الحجْر قريبا من وادي القرى، وكانت العرب تعرف مساكنهما جيدا، وتمر عليها كثيرا». وكأن الله تعالى يقول: لن أحكي كثيرا من تفاصيل ما حاق بهم؛ بل سأترككم تشاهدون من ديارهم وآثار دمارهم بما يردعكم عن السير في مثل طريقهم، ومع الثورة العلمية اليوم نستطيع جميعا أن نشاهد أفلاما كثيرة على اليوتيوب تعرض لآثار هذه القرى المدمَّرة.
145​.​. ﴿وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ﴾ [العنكبوت: 38]:التزيين من أسلحة الشيطان الخطيرة، يزِّن الحرام القبيح في أعين ضحاياه، حتى يحبوه ويؤثِروه ويدعوا غيرهم إليه.
146​.​. ﴿وكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ﴾ [العنكبوت: 38]:سلوا الله العافية! كانوا ذوو عقل وذكاء وأفهام، لكن ما نفعتهم مع غياب الإيمان، فكانوا كما قال ابن تيمية:«أُوتُوا ذكاءً وما أُوتوا زكاءً، وأُعطوا فُهومًا وما أُعْطُوا علومًا، وأُعطوا سمعًا وأبصارًا وأفئدة ﴿فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ﴾».
147​.​. ﴿وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ﴾ [العنكبوت: 39]:قال الآلوسي: «وتقديم قارون، لأن المقصود تسلية النبي ﷺ في ما لقى من قومه لحسدهم له، وقارون كان من قوم موسى- عليه السلام- وقد لقى منه ما لقى. أو لأن حال قارون أوفق بحال عاد وثمود، فإنه كان من أبصر الناس وأعلمهم بالتوراة، ولكنه لم يفده الاستبصار شيئا، كما لم يفدهم كونهم مستبصرين شيئا».
148​.​. ﴿فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ﴾ [العنكبوت: 39]:لماذا تخصيص: (في الأرض)؟ قال الرازي:«إشارة إلى ما يوضِّح قلة عقلهم في استكبارهم، وذلك لأن من في الأرض أضعف أقسام المكلَّفين، ومن في السماء أقواهم، ثم إن من في السماء لا يستكبر على الله وعن عبادته، فكيف يستكبر من في الأرض».
149​.​. ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾[العنكبوت: 40]:ما كان الله ليظلمهم بالإهلاك، لكنهم ظلموا أنفسهم بالإشراك.. ظلموا أنفسهم بمنعها من حقها، وسر راحتها في الدنيا والآخرة، وذلك بطاعة ربها، وعذَّبوها بشهواتها ومعصيتها، فأضروها من حيث ظنوا أنهم ينفعونها.
150​. ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ﴾ [العنكبوت:45]: في هذه الآية بيان زاد الأتقياء في طريق المحن والبلاء، وهي تلاوة القران والصلاة وذكر الله.
​​رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء العشرون



قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
أبو بَكر الصّدِّيق عبد الله بن أبي قُحافة التَّيمي القُرَشيّ حياه الروح 5 شخصيات وأحداث تاريخية
جوانب من الحياة الشخصية والاجتماعية لسيف الله (خالد بن الوليد)رضي الله عنه المشتاقة الى رسول الله قصص الانبياء والرسل والصحابه
خــالـــد بن الولـــيـــد الـمـتـألـقـة شخصيات وأحداث تاريخية
[قصص مرعبة] روايه صائد الإنس كامله , قصص وروايه رعب عن الجن حياه الروح 5 قصص - حكايات - روايات
قصة (( الحمو )) الموت الـمـتـألـقـة قصص - حكايات - روايات


الساعة الآن 08:27 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل