الدعاءٍ لا تُعبّر عنه الكلماتُ ﴿إنك كنتَ بنا بَصِيرا﴾.. لكلّ الأمنيات ﴿هو عليّ هيّن﴾.. لطموحٍ كدنا نيأس منه ﴿وأخرى لم تَقْدروا عليها؛ قد أحاط اللهُ بها﴾.. لِلّيالي الموحشات.. والسّير بلا رفيق ﴿لا تحزن إن الله معنا﴾.. ولكل قلب كسير.. ﴿اللّطيفُ﴾ مع المُنكَسرة قلوبهم..
ان يمشي في الأرض.. يجبر قلوبَ الناس ﴿قال: ما خطبكما؟﴾.. من غير أن "يتوقّع" شيئا ﴿فسقى لهما، ثم تولّى إلى الظل﴾.. فسخّر اللهُ له من يُخفّفُ عنه ﴿قال: لا تخَف﴾.. بل رزقه الله من يجبر قلبَه إلى آخر العمر.. في الظلام ﴿وسارَ بأهله﴾.. ومعا إلى النور ﴿يا موسى: إني أنا الله﴾..
تبتعد خطواتٍ لتقتربَ أكثر.. تصبر.. وتُضحّي الآن.. ليدومَ القربُ بعد ذلك.. تُواجه خوفَك بالخوف نفسِه.. ﴿فإذا خفتِ عليه؛ فألقيه﴾..
أن تشعرَ بأن هناك من يَهْتمّ بك؛ مطلب فطري ..
الحبُّ والمشاعر حاجة إنسانية .. ﴿يَخْلُ لكم وجهُ أبيكم﴾..
﴿فإن تَولّوا؛ فقل: حسبي الله﴾.. وفيك أجمل العزاء.. وعندكَ العوضُ الجميل ..
وكأنّ دروب الحياة كلّها ليستْ سوى رحلة إلى النور .. إلى ذاك القبس ..
﴿لعلي آتيكُم منها بقبس﴾ ..
الحُبّ وإن كان يُوهب: ﴿وألّفَ بين قلوبهم؛ لو أنفقت ..﴾، إلا أن "الاهتمام" عامل مؤثر في تأليف القلوب، وتولد الحُبّ واستمراره؛ تأمّل: ﴿والمؤلفة قلوبهم﴾، و(تهادوا؛ تحابوا)؛ فالعطاء المادي -في الآية والحديث- إنما هو رمز وصورة وتجسيد لفكرة أعمق: الاهتمام
أن تستمر .. ألا تتوقّف .. أن تمضي .. رغمَ كل شيء .. وبأيّ حال تكون ..
﴿انفِروا خفافا وثقالا﴾ ..
ما أقسى الشّعور بالوحدة ..
﴿فاذهب؛ فإنّ لك في الحياة أن تقولَ: لا مساس﴾ ..
ولابد أحيانا من التمسك بفكرتك .. والإيمان التام بقناعاتك .. وإن خالفوك .. لم يفهموا مرادَك .. أو أساؤوا بك الظنّ .. ﴿قالوا: أضغاثُ أحلام﴾ .. فأنت لا تدري متى يصادف كلامك محلا .. ومتى يسخّرُ الله لك من يفهمك .. ﴿يوسف، أيُّها الصديق، أفتِنا﴾ ..
الأشياء تأتي في وقتها المناسب ..
﴿وادَّكرَ بعد أُمّة﴾
لابد أن تُبنى العلاقات على "الوضوح" من البداية .. ﴿قال: إنك لن تستطيعَ معي صبرا﴾ .. فالوضوح فيه منحى أخلاقي إنساني .. وأما "التعليق" فليس من المروءة .. والشعورُ بالضياع قاس جدا على النَّفس .. ﴿فتذروها كالمُعلّقة﴾ ..
﴿وخُلِقَ الإنسانُ ضعيفا﴾ ..
إدراكُ طبيعة الضّعف البشري .. يساعد كثيرا على قراءة النفس .. والتَّصالح معها .. وتَقَبّلها .. وربما كذلك التماس الأعذار للنفس وللآخرين .
ذكر الرّاغبُ في (المفردات) أن التنافس هو: "مجاهدة النفس للتشبه بالأفاضل.."، وعليه؛ ربما يصحُّ لنا أن نقول إنَّ من معاني قول الله ﷻ ﴿فليتنافس المتنافسون﴾= هو أن ينافس الإنسانُ نفسَه.. وألا يكون همُه أن يتفوق أو يسبق غيره .. فالقمة تتسع الجميع.. ﴿نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا﴾.
﴿قد كنتَ فينا مرجُوّا قبل هذا﴾ ..
هذا الموقف شديد .. وهذه الكلمات تؤلم كثيرا .. تؤلم من كان أسيرَ نظرةِ الناس .. وأما من يحاول -مستعينا بالله- أن يتحرّر من كلام الناس .. فلن تضره .. ومبادئُه هي التي ستَصْمد في النهاية ..
﴿وَاللهُ مَعَكُم﴾ ..
وارزُقنا يا ربّ استِشْعارَ مَعيّتك .. وامنَحْنا الأُنسَ بقُربك .
الحُبّ سرٌّ لا يُدرَكُ كُنْهُه .. الحُبّ متَجاوزٌ لقواعد المنطق ..
﴿إذ قالوا: ليوسف وأخوه أحبّ إلى أبينا منّا ونحن عصْبة﴾ ..
لن يفتح أحدٌ قلبَه.. إلا إذا شعر بالأمان.. تخيّل موسى -عليه السلام- في أرض غريبة.. يلتقي رجلا غريبا.. فيفتح له قلبَه.. ويحكي له كلَ شيء: ﴿فلما جاءه، وقصّ عليه القصص؛ قال: لا تخف﴾.. كأنها إشارةٌ إلى أنّ العلاقة الإنسانية إنما تقاسُ بتلاقي الأرواح.. بالعمق ليس بطول السّنين..
مهما عظم قدرُ الإنسان الذي تُكلّمه.. ولو كان قريبا منك ﴿تُجادلك في زوجها﴾.. فإن هناك أشياءَ لا تُقال إلا إلى الله.. لا يسكن القلب إلا بالحديث مع الله ﷻ ﴿وتشتكي إلى الله﴾..
ومضت السنوات العشر.. بحلوها ومرّها.. أحلام تحقّقَت.. وأخرى تنتظر.. ما بين ابتسامة الوصول.. وخيبات الأمل.. ذكريات في أرض الله الواسعة.. أناس رائعون.. لطف خفي أدركت حكمته.. وألطافٌ أرجو أن أفهمَها.. حين تكتمل القصةُ يوما ما ﴿هذا تأويلُ رُؤياي من قبل﴾..
من أعظم ما تُقَدّمه لِمَنْ حولك.. لمُحبّيك.. والعزيزين عليك؛ أن تكون صالحا في نفسك.. القدوة الصامتة تأثيرها كبير.. الصلاح أثره خفيّ.. وبركته ممتدة ﴿وكان أبوهما صالحا﴾.. مَنْ يُحبك حقا سيضع هدايتَك بين عينيه.. وفي قلبه ﴿إنّك لا تهدي من أَحْبَبت﴾..
الكلام على المشاعر ليس ترفا؛ مَنْ يفتقد الدفءَ العاطفي قد يُقدم على أي فعل ﴿يخل لكم وجه أبيكم﴾.. المضطرب عاطفيا يعيش بين الحياة واللاحياة ﴿كالمعلقة﴾.. الاستقرار العاطفي ضرورة لمواجهة قسوة الأيام ﴿المدثر﴾.. والحُب ﴿هب لنا [..] قرةَ أعين﴾ منطلقٌ للنجاح في الحياة ﴿إماما﴾..
الوحشة التي بداخلنا أحيانا.. تحتاج سعةً من لدنه ﷻ ﴿فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته﴾.. معيّته ﷻ ﴿إني معكم﴾.. تحتاج معنى تستند إليه.. حلما تتشبت به ﴿وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم﴾.. تحتاج نفحةً من الحب ﴿إني أنا أخوك﴾.. وعينا تنظر بإشفاق ﴿فَبَصُرت به عن جُنُبٍ﴾..
سأل إبراهيمُ ربّه ﷻ شيئين: أن يُحبّبَ مكةَ للناس ﴿فاجعل أفئدةً من الناس تهوي إليهم﴾، وأن يجعل فيها من أنواع ﴿الثّمرات﴾.. ولاحظ أنه قدّم "حنين" القلوب إليها.. لأنه قيمة ثابتة، يبذل الإنسان في سبيلها الكثير.. بينما وجود "الثمرات" أمر ثانوي.. مَنْ يشتاق لشيء سيأتيه على كل حال..
أودّ أن أهمسَ في قلب كل محزون.. في قلب كل مُثقل: هو ليس ذنبك.. لست أنت السبب.. كثيرا ما تكون أشياء أكبر منا.. ﴿فلا يحزنك﴾.. ﴿ولا تحزني﴾.. واعلم أن الله ﷻ لا يكلف ﴿نفسا إلا وسعها﴾.. فارفق بنفسك.. إن الله رفيق يُحبّ الرّفْقَ..
من أحب الأدعية إلي.. دعاء علي شريعتي: "إلهي امنحني الخلوة بك حين أكون بين جموع الناس".. ومن معانيه سؤال الله ﷻ أن يبقى قلبُه متّصلا به.. مهما أخذته الحياة.. ولعل الآية الأخيرة في المزمل تشير له.. إذ علّمتنا أنه -مهما انشغلنا- لابد ألا ننسى العالم الأعلى ﴿فاقرؤوا ما تيسر منه﴾..