أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثانى و العشرون

جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثانى و العشرون





1.(وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْن (الأحزاب 31 )
قال الآلوسي: «ويستدعي هذا أنه إذا أثيب نساء المسلمين على الحسنة بعشر أمثالها؛ أُثِبْن على الحسنة بعشرين مثلاً لها، وإذا زيد للنساء على العشر شيء؛ زيد لهن ضعفه».
2. وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (الأحزاب 31 )
الرزق الكريم هو الجنة، ولا يستحق الوصف بالرزق الكريم إلا رزق الجنة، فرزق الدنيا لا يأتي بنفسه بل يجريه الله على أيدي الناس، بعكس الآخرة، فرزقها يأتينا بنفسه، فتدنو منك ثمار الجنة لتأكلها (وجنى الجنين دانٍ).وتشتهي الطير، فيخِرُّ بين يديك مشويا. فرزق الآخرة كأنه شخص كريم، لا يُمسِكه أحد، ولا يُرسِله أحد، بل يأتي بنفسه.
3. وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34)
الآيات هي القرآن، والحكمة ما جاء به النبي ﷺ من أقوال وأفعال وأحوال.
4. هذا أمر بتلاوة الآيات في جميع البيوت حتى التي لم ينزل فيها الوحي، لتشمل تلاوة أمهات المؤمنين، وتلاوة غيرهن من النساء تعلُّما وتعليما.
5. وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44)
تحلية بعد التخلية في الآية السابقة، والأجر الكريم هو الجنة، ولا أروع.
6. ﴿وَبَشِّرِ** الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّـهِ فَضْلًا كَبِيرً**ا ﴾[الأحزاب: 47]:
قال ابن عطية: «قال لنا أبي رضي الله عنه: هذه من أرجى آية عندي في كتاب الله تعالى؛ لأن الله تعالى أمر نبيه أن يبشر المؤمنين بِأَنَّ لَهُمْ عنده فَضْلًا كَبِيراً، وقد بين تعالى الفضل الكبير ما هو في قوله تعالى: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ﴾[الشورى: 22]، فالآية التي في هذه السورة خبر، والتي في حم عسق تفسير لها».
7. وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (48)
قال الفضيل بن عياض: «يا ربِّ .. إني لأستحي أن أقول: (توكلتُ عليك)، لو توكلتُ عليك لما خفتُ، ولا رجوتُ غيرك».
8. (آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ) إشارة إلى أن إعطاء المهر كاملا للزوجة دون تأخير شيء منه، وهذا هو الأكمل والأفضل، وأن تأخير بعضه إنما هو أمر مُستَحْدَث.
9. ﴿فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا } [الأحزاب53]:
كن ضيفا خفيفا! ليس في بيت النبي ﷺ فحسب، بل وفي بيوت غيره، فمن تناول طعاما عند من أضافه، فلينصرف بعدها تخفيفا على صاحب البيت وأهله.
10. { ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ** لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} [الأحزاب53]:
يقول صاحب الظلال: «فلا يقل أحد غير ما قال الله !
لا يقل أحد إن الاختلاط وإزالة الحجب ، والترخص في الحديث والمشاركة بين الجنسين أعوان على تصريف الغريزة المكبوتة ..إلى آخر مقولات الضعاف المهازيل
الجهال الحجوبين ، لا يقل أحد هذا والله يقول { وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَ**اءِ حِجَابٍ} [الأحزاب53] يقول هذا عن نساء النبي الطاهرات، وعن رجال الصدر الأول ممن لا تتطاول إليهن وإليهم الأعناق».


جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثانى و العشرون

11. التقليد الأعمى من أسباب العذاب، وقد عرف كثير منهم الحق، لكن وافقوا الرؤساء والزعماء والكبراء في الكفر به.
12. رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا (68) يوم القيامة يطالبون لهم بمضاعفة العذاب، وبالأمس كانوا يستقبلونهم بالبِشْر والترحاب.. هذه لعنة من أطاع غيره في معصية الله.
13. يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا(سبأ 2)
لو أن أهل الأرض جميعا حاولوا إحصاء كل ﴿ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها﴾، ﴿وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها﴾ لما استطاعوا، لكن الله أحصاها.
14. ربٌّ يعلم كل قطرة ماء تسقط من السماء أين تستقر، ويعلم كل نبتة خرجت في صحراء قاحلة، أفلا يعلم همَّك وشكواك، وتفاصيل بلواك؟!
15. (وما يعرج فيها) (2): قال الحسن: «الملائكة وأعمال العباد»، فانظر بِمَ تعرج الملائكة من عملك اليوم، واطرد عنك الكسل والنوم.
16. ﴿ما يلج في الأرض وما يخرج منها﴾: يدخل فيها الموتى عند ولوجهم إلى القبور، وعند خروجهم منها.
17. ﴿وما ينزل من السماء وما يعرج فيها﴾: يدخل في ذلك عروج الأرواح إلى السماء عند مفارقة الأجساد، ونزول الأرواح لتُرَدَّ إلى الأجساد يوم القيامة، فكان هذا خير ردٍّ على إنكار المشركين للحشر، وهذا من أهم مقاصد السورة.
18. أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
يحتمل أن يكون المراد بالرؤية: المكان أو الزمان.
أما المكان، أي ما حولهم من الأماكن التي خسف الله بأهلها.
وأما الزمان، فيكون المراد بما بين أيديهم أي المستقبل، وما خلفهم أي ما مضى من الأمم، فهل أهلكنا منهم إلا من كذَّب بآياتنا.
19. من مقاصد السورة الرد على إنكار البعث. قال ابن كثير:
«من قدر على خلق هذه السموات في ارتفاعها واتساعها، وهذه الأرضين في انخفاضها، وأطوالها وأعراضها، إنه لقادر على إعادة الأجسام ونشر الرميم من العظام».
20. إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (9):
شرط الانتفاع بالآيات وجود نية التوبة والرجوع إلى رب الأرض والسماوات.

يتبع






جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثانى و العشرون





#2

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثانى و العشرون

21. فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ:
ساعة موتك معروفة قبل ميلادك بآلاف السنين، والمنتظر منك أن تعمل لها استعدادا لما ينتظرك بعد الموت.
22. مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ
دابة دلَّت على موت سليمان، وغراب علَّم ابن آدم كيف يدفن أخاه، وهدهد كان سبب إسلام أمة كاملة، فلا تحتقر نفسك، ولا تستقل جهدك.
23. فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14)
لا أحد من الخلق يعلم الغيب، لا من الجن ولا من الإنس.
24. بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15)
مهما حاولت أن تشكر نعمة الله عليك، سوف يلاحقك التقصير، لذا كنت أحوج ما تكون إلى مغفرته سبحانه.
25. فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ (16)
يذنبون ولا يتوبون، ثم يردِّدون: الدنيا تغيرت، وهذا صحيح، لأن طاعتكم تبدَّلت!
26. وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ (21)
علم الله علمان: علم يعلم به الأمور قبل أن تقع، وهذا لا يترتب عليه الثواب والعقاب، وعلم الشهادة أو علم الظهور، ولا يقع إلا بعد اختبار العباد، وظهور طاعتهم أو معصيتهم، وهو الذي تقع به الحجة على العباد، ويوجِب الثواب والعقاب.
27. وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (21):
معرفة أسماء الله تعصمك من الخطأ، فمن علم أن الله حفيظ على كل شيء أي يعلم كل شيء مهما خفي أو دقَّ، خاف ولم يخالف أمر ربه.
28. قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ (22)
29. وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (28)
ليس شرطا أن تكون الأغلبية على صواب، بل العكس هو الصحيح، فلا تنجرف مع التيار إلا بعد التفكر والاعتبار، فقد يكون أهله يسوقونك نحو النار.
30. وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (29)
قال قتادة:«قال أصحاب رسول الله ﷺ ورضي عنهم: إن لنا يوما نوشك أن نستريح فيه ونتنعم فيه. قال: المشركون: ﴿متى هذا الوعد إن كنتم صادقين﴾، أي تكذيبا».

رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثانى و العشرون




31. استعجال العذاب صفة المجرمين!
لكثرة ما كانوا يقولون هذا ويردِّدونه: ﴿متى هذا الوعد إن كنتم صادقين﴾، كرّره الله في كتابه خبرا عنهم 6 مرات!
32. قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ لَا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ (30)
هذا الميعاد قادم إما بالموت أو بيوم القيامة، وكل من مات فقد قامت قيامته.
33. يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ (36)
أي لحكمة بالغة، فيوسِّع الرزق لحكمة، ويضيِّقه لحكمة، والمؤمن موقن بحكمة الله مُسلِّم لها وإن لم تظهر له، والمنافق والكافر جاهلان، فيسخطان.
34. ما اتسع رزق ولا ضاق إلا بإذن الرزاق.
35. وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا
ليست الزُّلفى عند الله بالمال والأولاد، ولكن بالأعمال الصالحة والأرواح الصافية والنفوس الزاكية والعيون الباكية.
36. قال الزمخشري:
«والمعنى: أن الأموال لا تقرِّب أحدا إلا المؤمن الصالح الذي ينفقها في سبيل الله، والأولاد لا تقرِّب أحدا إلا من علَّمَهم الخير، وفقَّهم في الدين، ورشَّحهم للصلاح والطاعة».
37. وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا
اذكر يوم الرحيل!
جلس معروف الكرخي في مجلس، فاغتاب رجل منهم رجلا، فقال معروف: يا هذا .. اذكر يوم يوضع القطن على عينيك!
38. ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ (40):
هذا الكلام خطاب للملائكة التي عُبِدت من دون الله، وتقريع للكفار الذين عبدوها، وذلك على المثل السائر: (إياك أعني واسمعي يا جارة).
39. قَالُوا سُبْحَانَكَ (41)
تعلم من الملائكة أن تسبِّح الله وتنزِّهه إذا سمعت ما لا يليق به.
40. قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ (46):
قال ابن عباس: «هِيَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه»
إيجاز البلاغ في كلمة واحدة أحيانا يكون أبلغ في البيان، وأقرب إلى حصول المراد، ومن الأساليب المتنوعة للدعوة..


يتبع

#3

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثانى و العشرون

مشكـــورة
تسلم ايدك

إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5
#4

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثانى و العشرون

رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثانى و العشرون

#5

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثانى و العشرون


41. أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ (46):
أول المنازل اليقظة!
قال صاحب المنازل ما ملخصه: هي القومة لله المذكورة في قوله: {قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى} [سبأ: 46]، والقومة لله هي اليقظة من سِنة الغفلة، والنهوض عن ورطة الفترة، وهي على ثلاثة أشياء:
- ملاحظة القلب للنعمة، مع اليأس من عدِّها، والوقوف على حدِّها.
- والتفرغ إلى معرفة منة الله عليه بها من غير استحقاق ولا دفع ثمنها.
- والعلم بالتقصير في حقها والقيام بشكرها.
42. أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى (46):
الحق قد تصل إليه وحدك أو بمعونة غيرك! وإن بَحْث مثل هذا الأمر الهام يحتاج إلى فرديْن يتبادلان النظر والدليل ويتقصيَّان المسألة، وسيقنع أحدهما الآخر بالحجة والمنطق، وسيصلان إلى الحق المنشود، أو يصل إليه فرد واحد عاقل بنفسه إن كان متجرِّدا للحق.
43. فضل الصحبة! قدَّم الاثنين في القيام على المنفرد، لأن تفكير الاثنين في الأمور بإخلاص واجتهاد، أجدى في الوصول إلى الحق من تفكير الشخص الواحد.
44. ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا
ساعة من ساعات التفكر النافع قد تكون أفضل من ساعات من عبادات أخرى كثيرة.
45. إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (46):
خرج رسول الله ﷺ يوما حتى أتى الصفا، فصعد عليها ثم نادى:
«يا بني فهر! يا بني عدي! يا بني عبد مناف! يا بني عبد المطلب! أرأيتكم لوأخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي؟ قالوا: ما جربنا عليك إلا صدقا قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد». صحيح الجامع رقم: 7902
46. قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ
فيه التلطف في الدعوة، ومجاراة الخصم في زعمه الباطل، والتنزل إلى ما افترضه من سؤال الأجر، وهذا كله من وسائل الإقناع والبيان.
47. إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ
الأجر على قدر المشقة، فكلما أوذيت في سبيل الله أكثر، كانت مكافأتك عنده أعظم وأكبر.
48. إن كان أجرك كاملا على الله، فهل يضرك في شيء إن لم تجد ثناء أو عطاء من الناس؟!
49. ﴿وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ﴾[سبأ:54]:
إذا تحسَّرتَ يوما على أرباح ضائعة أو تجارة خاسرة؛ فاذكر أشد الحسرات: حسرة أهل النار على ما فات من حسنات، وضاع من فرص النجاة، ثم اغتنم ما فات!
50. الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ
كل الملائكة لها أجنحة، اثنان أو ثلاثة أو أربعة أو ما يزيد، فجبريل مثلا له ستمائة جناح.

رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثانى و العشرون

51. يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ
قال صاحب الكشاف: «والآية مطلقة تتناول كل زيادة في الخلق: من طول قامة، واعتدال صورة، وتمام الأعضاء، وقوة في البطش، وحصافة في العقل، وجزالة في الرأى، وجرأة في القلب، وسماحة في النفس، وذلاقة في اللسان، ولباقة في التكلم، وحسن تأن في مزاولة الأمور، وما أشبه ذلك مما لا يحيط به الوصف».
52. إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1):
يزيد في الخلق ما يشاء، ومن ذلك زيادة خلق الملائكة، بزيادة الأجنحة، لأنه على كل شيء قدير.
53. هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
نعم الله على كثرتها تنحصر في قسمين: نعمة الإيجاد، ونعمة الإبقاء.
وقوله: ﴿هل من خالق غير الله﴾ إشارة إلى نعمة الإيجاد في الابتداء.
وقوله: ﴿يرزقكم من السماء والأرض﴾ إشارة إلى نعمة الإبقاء عن طريق الرزق حتى الموت وهو الانتهاء.
54. لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (3)
من الأَفْك بمعنى الصَّرف عن الحق، أو الإفك بمعنى الكذب بمعنى التكذيب بتوحيد الله بعد أن أقررتم بأنه خلقكم ورزقكم.
55. وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ
عموم البلاء فيه تسلية لسيد الأنبياء ومن تبعه من المصلحين والأتقياء.
56. جاء لفظ ﴿رسل﴾ بصيغة التنكير، للإشعار بكثرة عددهم، دلالة على أنها سُنة جارية.
57. يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (5)
الناس ثلاثة أقسام:
قسم قليل العقل سخيف الرأي، يغتر بالدنيا، فيقصِّر في عمل الآخرة.
وقسم ثان يوسوس له شيطان الإنس أو شيطان الجن، فيزيِّن له الدنيا، فيُغَرّون بها على حساب الآخرة.
والقسم الثالث: لا يغترون بالدنيا، ولا يُغَرّون بمن يزيِّن في عيونهم الدنيا، جعلنا الله وإياكم منهم.
58. وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى:
من الأحاديث الموضوعة التي ذكرها ابن الجوزي في (الموضوعات): «لا يدخل الجنة ولد زِنية»، وهو من الأحاديث المكذوبة على رسوله الله ﷺ، ويخالف نص هذه الآية.
59. هل يُعذَّب الميت بكاء أهله عليه؟!
ذهب جمهور الفقهاء إلى أن الميت لا يعذَّب بذلك إلا إذا وصى بذلك فنُفِّذت وصيته؛ وأما من بكى عليه أهله وناحوا من غير وصية منه فلا يُعذَّب بذلك، لقوله تعالى: ﴿ولا تزر وازرة وزر أخرى﴾، وحملوا حديث: «إن الميت ليُعذَّب ببكاء أهله عليه» على ما إذا وصَّى بذلك.

#6

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثانى و العشرون



60 .وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى
قال الفضيل بن عياض: «يعني الوالدة تلقي ولدها يوم القيامة، فتقول: يا بني .. ألم تكن بطني لك وعاء؟ ألم يكن لك ثديي سقاء؟ فيقول: بلى يا أماه. فتقول: يا بني .. قد أثقلتني ذنوبي فاحمل عني ذنبا واحدا، فيقول: يا أماه .. إليك عني، فإني اليوم عنك مشغول».
61. إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ
لا ينفع التخويف إلا لصاحب الخوف، أي الذين يخشون ربهم في خلواتهم، وعند غيبتهم عن العيان، غير مرائين أحدا.
62. إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ
إنما تبلغ الموعظة مداها لمن جمع بين عمل الباطن: ﴿يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ﴾، وعمل الظاهر: ﴿وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ﴾.
63. وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (19) وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (20) وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (21) وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22)
ما فائدة تكثير الأمثلة هنا حيث ذكَر الأعمى والبصير، والظلمة والنور، والظل والحرور، والأحياء والأموات؟!
المثل الأول: مثل للمؤمن والكافر، فالمؤمن بصير، والكافر أعمى.
المثل الثاني: لكن البصير لا يبصر إن لم يكن هناك ضوء، لذا ذكر مثلا للإيمان والكفر بالظلمة والنور، فالإيمان نور والمؤمن بصير لا يخفى عليه النور، والكفر ظلمة، والكافر أعمى غارق في الظُّلمات.
المثل الثالث: ذكر مثلا لمصير المؤمن والكافر، فالمؤمن في ظِلٍّ ونعيم، والكافر في حر وجحيم.
المثل الرابع:مثل آخر للمؤمن والكافر، فالإيمان حياة تنفع صاحبها، والكفر موت لا ينتفع صاحبه بشيء مما يراه.
وقدَّم الظل على الحرور، لأن رحمته سبقت غضبه، وعفوه سبق عقابه.
64. إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ (23):
ليكن شعار كل داعٍ إلى الخير: أنت لا تملك قلوب العباد، وإنما تبلغ كلماتك الآذان، فتنال أجرك على البلاغ والبيان.
65. إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (24)
صوت الدعوة لم ينقطع يوما، فهنيئا لمن كان من ورثة الأنبياء، ودعا إلى الله في زمن اختلط فيه الحلال بالحرام، وكثر المنافقون والأدعياء.
66. وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (25)
كما أن سُنَّة الأولين الماضية هي الإعراض والتكذيب، فإن سُنة الله الجارية هي الخزي والتعذيب.
67. جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (25)
قال الإمام الشوكاني: «والأَوْلى تخصيص البيِّنات بالمعجزات، والزُّبُر بالكتب التي فيها مواعظ، والكتاب بما فيه شرائع وأحكام».
68. وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ
القرآن هو الحق، وكل مبدأ أو رأي أو فكر يصادم حقيقة قرآنية ثابتة، فهو باطل.
69. ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا
كن من الصفوة! كن من أهل القرآن.
70. ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ
دخل عقبة بن صهبان على عائشة رضي الله عنها، فقال لها: يا أم المؤمنين، أرأيت قول الله عز وجل: ﴿ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير﴾ [فاطر: 32]، فقالت عائشة رضي الله عنها: «أما السابق، فمن مضى في حياة رسول الله ﷺ، فشهد له بالحياة والرزق، وأما المقتصد، فمن اتَّبَع آثارهم، فعمل بأعمالهم حتى يلحق بهم، وأما الظالم لنفسه فمثلي ومثلك ومن اتبعنا، وكُلٌّ في الجنة».

رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثانى و العشرون

71. وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33)
في الحديث: «إنما يلبس الحرير في الدنيا من لا خَلاق (نصيب) له في الآخرة» صحيح الجامع رقم: 2387
72. أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا (44)
السير سيران: سير الأبدان بالأقدام، وسير القلوب بالتأمل وصحة الأفهام، وسير القلوب أهم!
73. يس (1)
لم يرد في فضل سورة يس حديث صحيح، لكن قال الآلوسي:«وذُكِر أنها تُسمَّى المُعِمَّة، والمدافِعَة، والقاضية، ومعنى المُعِمَّة: التي تَعُمُّ صاحبها بخير الدنيا والآخرة، ومعنى المدافِعَة: التي تدفع عن صاحبها كل سوء، ومعنى القاضية: التي تقضي له كل حاجة- بإذن الله وفضله».

74. أرجح الأقوال أن هذه الكلمة ﴿يس﴾ من الألفاظ المقطعة التي افتتحت بها بعض سور القرآن، وليست اسما من أسماء النبي ﷺ.
75. لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6)
أي أباؤهم الأقربون، وإلا فآباؤهم الأبعدون قد أُنذِروا، فآباء العرب الأقدمون أنذرهم الله بإسماعيل عليه السلام.
. قال صاحب الظلال:«الغفلة أشد ما يفسد القلوب، فالقلب الغافل قلب مُعطَّل عن وظيفته، مُعطَّل عن الالتقاط والتأثر والاستجابة، تمر به دلائل الهدى، أو يمر بها دون أن يحسها أو يدركها، ودون أن ينبض أو يستقبل، ومن ثم كان الإنذار هو أليق شيء بالغفلة».
. من رحمة الله بعباده أنه كلما نزلت الغفلة في قوم، بعث الله إليهم رسولا ينتشلهم منها.
76. لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7)
المؤمنون قلة دوما! قال ابن جرير:«لقد وجب العقاب على أكثرهم، لأن الله قد حتم عليهم في أم الكتاب أنهم لا يؤمنون بالله، ولا يصدقون رسوله».
77. إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (8)
قال قتادة: «مغلولون عن كل خير»، لذا فبعض الناس لا ينقاد إلى الخير مهما نصحته!
78. إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24)
نسب الضلال إلى نفسه إن عبَد غير الله، وأرادهم بقوله، لكنه تلطف في دعوتهم.

#7

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثانى و العشرون


79. ﴿إِنْ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ﴾ [الأحزاب: 32]: كلما
زادت التقوى اختفى خضوع النساء بالقول، وما رقَّقت امرأة صوتها لرجل إلا
لقلة تقواها.
80. ﴿فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ﴾ [الأحزاب:
32]: والمرض هنا هو شهوة الزنا والفجور، فإن صاحبها مستعد متربص، ينتظر
أدنى إشارة ليتحرك، فأدنى سبب يدعوه إلى الحرام يجيبه، ومن ذلك الخضوع
بالقول.]
81 ﴿وَقُلْنَ قَوْلا مَعْرُوفًا﴾ [الأحزاب: 32]: قال السعدي:
ولما نهاهن عن الخضوع في القول، فربما توهم أنهن مأمورات بإغلاظ القول، دفع
هذا بقوله: {وَقُلْنَ قَوْلا مَعْرُوفًا} أي: غير غليظ، ولا جاف كما أنه
ليس بِلَيِّنٍ خاضع.
82. ﴿ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى﴾ [الأحزاب:
33]: تبرج المرأة ارتداد ورجعية إلى عصور الجاهلية، قبل أن تعرف البشرية
ستر العورات، واليوم انقلبت الموازين، فصار العري تحضرا، والحجاب تخلفا!
83. ﴿وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ﴾ [الأحزاب: 35]:
لم يأت الأمر بالذكر ولا وصفه إلا بالكثرة، فهذه الكثرة علامة الإيمان،
وإلا فإن المنافق أيضا يذكر الله لكن قليلا.

رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثانى و العشرون
84. سئل الإمام أبو عمرو ابن الصَّلاح عن القَدْر الذي يصير به العبد من ﴿الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ﴾، فقال: «إذا واظبَ على الأذكار المأثورة المثبتة صباحًا ومساءً، وفي الأوقات
والأحوال المختلفة، ليلا ونهارا، وهي مُبيَّنة في كتاب: عمل اليوم والليلة،
كان من ﴿الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ﴾».
85. ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ
أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾ [الأحزاب: 36]:
كلما زاد إيمانك زادت ثقتك بحسن اختيار الله ورسوله، ورأيت أنه الأفضل
والأصلح لك دنيا وآخرة.. والخير أجمعُ فيما اختار خالقنا ... وفي اختيار سواه اللؤم والشؤم. الاعتراض على حكم الله وعدم الانقياد لأمره هو قرع لباب الشّرك، فمن لم يتب منه في الحال وقع في ما هو أخطر. . روى أبو نُعيم في الحلية عن الشافعي أنه أتاه رجل، فسأله عن مسألة
فقال: قضى رسول الله ﷺ بكذا وكذا، فقال الرجل للشافعي: ما تقول أنت؟ فقال
الشافعي: سبحان الله! أتراني في كنيسة؟ تراني في بيعة؟ تراني على وسطي
زناراً؟ أقول: قضى رسول الله ﷺ كذا وكذا وأنت تقول لي: ما تقول أنت؟!
86﴿وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ﴾[الأحزاب: 37]:
نخاف من الناس أكثر من خوفنا من الله. وفي الحديث: «أوصيك أن تستحي من
الله تعالى كما تستحي من الرجل الصالح من قومك». صحيح الجامع
87.{فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا} [الأحزاب:37]: إن الله عز
وجل لما منع زيداً من ذلك الشرف الذي شرَّفه الله به بكونه كان يُدعَى زيد
بن محمد، فعوَّضه عن هذا بأن ذكر اسمه صراحة في القرآن، قال الله:
{فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا} [الأحزاب:37]، وكذلك ربك إذا سلب
عبداً نعمة فصبر عوضه الله عز وجل بأحسن منها.
88. ﴿زَوَّجْنَاكَهَا﴾[الأحزاب:37]: كانت زينب تفتخر على أمهات المؤمنين أن أهاليهن زوجوهن، وأن
الله جل وعلا زوجها من فوق سبع سماوات.
89. ﴿لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا
مِنْهُنَّ وَطَرًا﴾ [الأحزاب:37]، أي: السبب في ذلك لكي يزول هذا الحكم
الباطل، وهذه البنوة الباطلة، وهذا الأثر الذي لا يكفي فيه القول، بل لا بد
من التمثيل بمثال عملي.
90. ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 41]: قال كعب: «من أكثر ذكر اللهبرىء من النفاق
91. ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾ قال مجاهد: «لا يكون الرجل من الذاكرين الله كثيرا حتى يذكر الله قائما وقاعدا ومضطجعا».
92. الذكر الكثير هو أن تقوم الليل مصليا مع زوجتك تعينها وتعينك. قال رسول الله ﷺ: «من استيقظ من الليل وأيقظ امرأته، فصلَّيا ركعتين كُتِبا من
الذاكرين الله كثيرا والذاكرات» صحيح الجامع رقم:6030 قال أبو عثمان الحيري: «الذكر الكثير أن تذكر في ذكرك له أنك لا تصل إلى ذكره إلا به وبفضله».
93﴿ وَسِرَاجًا مُنِيرًا﴾ [الأحزاب: 46]:وصف الله القمر فقال : ﴿ قمرا منيرا ﴾ ،ووصف الشمسفقال: ﴿ سراجاً وهاجا ﴾، لكنه حين وصف الحبيب ﷺ قال : ﴿ وَسِرَاجًا مُنِيرًا﴾ [الأحزاب: 46]
94. ﴿وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾[الأحزاب: 47]: سيروا على خطى الحبيب، بشِّروا ولا تنفِّروا، يسِّروا ولا تعسِّروا، تفاءلوا ولا تتشاءموا، وكونوا مفاتيح خير مغاليق شر.
95﴿وسرحوهن سراحا جميلا﴾: حسن الخلق عملة نادرة لا تظهر إلا عند الخلاف. قال القشيري: «لا تذكروهن بعد الفراق إلا بخير، ولا تستردوا منهن شيئا تخلّفتم به معهن، فلا تجمعوا عليهن الفراق بالحال والإضرار من جهة المال».

#8

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثانى و العشرون


96. ﴿ إنَّ اللهَ و ملائكتَهُ يُصَلُّونَ على النبيّ ﴾[الأحزاب: 56]: شـــارِكْـــهُــم نفس الصلاة، وأطلق لسانك، وثقِّل ميزانك، ورمِّم إيمانك.
97. ﴿يا أيها الذين آمنوا صَلُّوا عليه وسلّموا تسليمًا﴾[الأحزاب: 56]: في الحديث: «من صلى علي من أمتي صلاة مخلصاً من قلبه؛ صلى الله عليه بها عشر صلوات، ورفعه بها عشر درجات، وكتب له بها عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات» . صحيح الجامع رقم: 3360
98. ﴿إن الله وملائكته "يصلّون" على النبي﴾[الأحزاب: 56]: يصلون فعل مضارع يفيد الاستمرار وعدم التوقف، فلماذا توقفتم؟! صلوا عليه.
. قال الرازيّ: «إذا صلّى الله وملائكته عليه، فأي حاجة إلى صلاتنا؟. نقول: الصلاة عليه ليس لحاجته إليها، وإنما هو لإظهار تعظيمه كما أن الله تعالى أوجب علينا ذكر نفسه، ولا حاجة له إليه، وإنما هو لإظهار تعظيمه منا، رحمة بنا، ليثيبنا عليه، ولهذا جاء في الحديث: (من صلى عليّ مرة، صلى الله عليه بها عشرا)» .
99. ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ﴾[الأحزاب: 57]: قال ابن جزي: «وليس معنى إذايته أنه يضره الأذى، لأنه تعالى لا يضره شيء ولا ينفعه شيء،
. إنها على حذف مضاف تقديره: يؤذون أولياء الله، والأوّل أرجح، لأنه ورد في الحديث يقول الله تعالى: «يشتمني ابن آدم وليس له أن يشتمني، ويُكذِّبني وليس له أن يكذِّبني، أما شتمه إياي فقوله: إن لي صاحبة وولدا، وأما تكذيبه إياي فقوله: لا يعيدني كما بدأني» وأما إذاية رسول الله ﷺ، فهي التعرض له بما يكره من الأقوال أو الأفعال».
100. ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ﴾[الأحزاب: 59]: آية الحجاب، وأمر الله نبيه أن يبدأ بنسائه أولا، لأن الآمر لغيره يجب أن يبدأ بنفسه.
101. ﴿اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾[الأحزاب: 70، 71]: من طاب قوله حسن عمله.
قال يونس بن عبيد: «ما من الناس أحد يكون لسانه منه على بال إلا رأيتَ صلاح ذلك في سائر عمله».
102. ﴿وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ﴾ [سبأ: 1]: يظهر من حمد الله في الآخرة ما لا يظهر في الدنيا، بعد أن يرى كل الخلق كمال عدله وحكمته، فيحمدوه على ذلك.


رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثانى و العشرون



103. ﴿وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ﴾ [سبأ: 6]: وعبَّر الله بكلمة يرى بدلا من يعلم للإشارة للعلم اليقيني لا الظني، فكأنهم يرونه بأعينهم.
104. ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا﴾ [سبأ: 10]: قال ابن عاشور: «وتنكير ﴿فَضْلًا﴾ لتعظيمه، وهو فضل النبوة، وفضل الملك، وفضل العناية بإصلاح الأمة، وفضل القضاء بالعدل، وفضل الشجاعة في الحرب، وفضل سعة النعمة عليه، وفضل إغنائه عن الناس بما ألهمه من صنع دروع الحديد، وفضل إيتائه الزبور، وإيتائه حسن الصوت، وطول العمر في الصلاح، وغير ذلك».
105. ﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا﴾ [سبأ: 13]: كيف أشكره! الشكر ثلاثة أركان: بالجوارح باستعمالها في مرضاة الله، واللسان بالشكر والحمد، والقلب بالمحبة والامتنان. قال الشاعر: أفادتْكُمُ النَّعْماءُ مِنِّي ثلاثة ... يدي ولساني والضَّمِيرَ الْمُحَجَّبا
106. ﴿وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [سبأ: 20]: لما توعد إبليس بني آدم بالغواية، لم يكن متيقنا أنه يقدر على ذلك، وإنما قال ذلك ظنا، فلما اتبعوه صدَقَ عليهم ظنُّه فيهم. قال الحسن: إنه لم يسُلّ عليهم سيفا، ولا ضربهم بسوط، وإنما وعدهم ومناهم فاغتروا.
107﴿حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ [سبأ:23]: هؤلاء الملائكة، وهذا يكون عند الوحي الإلهي إلى جبريل عليه السلام، فإن الملائكة إذا سمعوا الوحي إلى جبريل فزعوا فزعا عظيما، فإذا زال الفزع قال بعضهم لبعض: ماذا قال ربكم؟! فيقولون: قال الحق.
108. ﴿حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ﴾ [سبأ:23]: ومتى هذا؟! في كل وقت يقضي الله به أمرا كما في سنن الترمذي من حديث أبي هريرة وهو صحيح، قال: «إذا قضى الله في السماء أمراً».
109. ﴿وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾: يساوي بين نفسه وبينهم في احتمالات الهداية والضلال.. تعلموا أدب الحوار وفن الدعوة وكيفية اكتساب القلوب.
110. ﴿قُلْ لا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ [سبأ:25] ما هذا لطف في الدعوة؟! من الذي أجرم؟! إنهم المشركون، لكن النبي ﷺ ينسب هذا لنفسه تلطفا وتوددا!

يتبع

#9

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثانى و العشرون



.111 ﴿وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ﴾ [سبأ:33] : أسرَّ من من ألفاظ الأضداد، فيكون معناها الجهر ويكون معناها السر، أي: جهروا بالندامة، فأخذ بعضهم يوبخ بعضاً، وكفر
الأتباع بالزعامات والسيادات وتبرأ الكبراء من الصغراء، ولن يفيدهم ذلك هيهات!
112. ﴿قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ﴾ [سبأ:39] : قال ابن جزي: «إخبار يتضمن الردَّ عليهم، بأن بسط الرزق وقبضه في الدنيا معلَّق بمشيئة الله، فقد يوسع الله على الكافر وعلى العاصي، ويضيِّق على المؤمن والمطيع، وبالعكس، فليس في ذلك دليل على أمر الآخرة».
113 ﴿وَمَا نْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ﴾ [سبأ:39]: قال ابن كثير: « يخلفه عليكم بالبدل، وفي الآخرة بالجزاء والثواب».
114 ﴿وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ﴾ [سبأ:51]: وهذا الفزع للكافرين يكون عند خروجهم من قبورهم للبعث والحساب، أو عند قبض
أرواحهم ، وقوله ﴿فَلا فَوْتَ﴾ أى: فلا مهرب لهم ولا نجاة .
115﴿وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ﴾[سبأ:52]: أنى لهم تناول الإيمان وتعاطيه، وقد صاروا في مكان بعيد عن الدنيا، فبالموت انتهى كل شيء، ورأوا ما كانوا يكفرون به رأي العين، فلم يعد هناك فرصة للإيمان، هيهات هيهات.

116. ﴿مَا يَفْتَحْ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا﴾[فاطر:2]: لو هربت من هذه الرحمة إلى جو السماء أو باطن الأرض لأدركتك! من الأذكار المثورة التي نقولها بعد كل صلاة: «اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد».
117. ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً﴾[فاطر:6]: التنبيه الإلهي للخطر قبل وقوعه يُربِّي في النفس المناعة المطلوبة، ويحصِّنها ضد الأمراض لتأخذ نصيبها من المناعة اللازمة.
118.﴿فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً﴾[فاطر:6]: فلا يحفِّز النفس على بذل غاية الجهد مثل الإحساس بالعداوة والصراع، ولا يستخرج منها أقصى ما تستطيع مثل الحرب،
ففهي آية تأمرنا برد العداوة بمثلها، وابتداء العدو بالهجوم قبل أن يفترسنا.
119. ﴿فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً﴾[فاطر:6]: أمرٌ مُخِيف أنْ نتعامَل مع عدوٍّ يكِنُّ لنا أقصى مشاعر الحقد والعداوة والبغضاء، ولا يرضى لنا بأقل منَ النار؛ يَرانا ولا نَراه،نغفل عنه ولا يغفل عنَّا، ما هذا الطيش!
120. ﴿فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً﴾[فاطر:6]: قال ابن القيم رحمه الله: «والأمر باتخاذه عدواً تنبيه على استفراغ الوسع في محاربته و مجاهدته كأنه عدو لا يفتر [ ولا يَقْصُر ] عن محاربة العبد على عدد الأنفاس».
. 121﴿أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً ﴾[فاطر:8]: كان من دعاء أبي بكر الصديق رضي الله عنه: «اللهم أرنا الحق حقاً فنتبعه، والباطل باطلاً فنجتنبه، ولا تجعل ذلك علينا متشابهاً فنتبع الهوى».
122. ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾[فاطر:10]: قال الحسن البصري: «العمل الصالح يرفع الكلام الطَّيِّب إلى الله تعالى، ويعرض القول على العمل، فإن وافقه رفع وإلا رُدَّ» .
123. ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾[فاطر:10]: قال وهب بن مُنبِّه: «مثل الذي يدعو بغير عمل كمثل الذي يرمي بغير وتر»، وعنه قال: العمل الصالح يبلِّغ الدعاء. ثم تلا هذه الآية: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾.
125. ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ﴾[فاطر:15]: الفقير إلى الله هو من استغنى بالله عن غيره، فصار أغنى الناس.كتب الحسن البصري إلى عمر بن عبد العزيز: يا أخي، من استغنى بالله اكتفى، ومن انقطع إلى غيره تعنَّى (تعِب).قال أبو الحسن المزيِّن: «من لَمْ يستغن بالله أحوجه الله إلى الخلق، ومن استغنى بالله أحوج الله إليه الخلق».
126﴿وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِهالَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كانَ ذَا قُرْبى﴾[فاطر:18]: قال ابن عباس: «يلقى الأب والأم ابنه فيقول: يا بني احمل عني بعض ذنوبي، فيقول: لا أستطيع حمل شيء، حسبي ما عليَّ».
127. ﴿وَمِنْ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا﴾ [فاطر:27]: جُدَد : جمع جُدَّة، والجُدَّة هي الطريق، أي خلق من الجبال طُرُقا، وهذه الطرق تارة بيضاء، وتارة حمراء، وليس معناها جدُد جديدة أو حديثة.
128. ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فاطر:28]: قال عبد الله بن مسعود : :«ليس العلم عن كثرة الحديث، إنما العلم خشية الله»، وعنه رضي الله عنه
قال: «كونوا للعلم رُعاةً، ولا تكونوا له رواة؛ فإنه قد يرْعَوي ولا يَروي،وقد يروي ولا يرعوي». وردة الشام 65. ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فاطر:28]: قال أبو الدرداء رضي الله عنه: «لا تكون تقيًا حتى تكون عالمًا، ولا تكون بالعلم جميلاً حتى تكون به عاملاً ».
129.﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فاطر:28]: قال الحسن: «العالِم: الذي وافق علمَه عملُه، ومن خالف علمَه عملُه فذلك راويةُحديث، سمع شيئاً فقاله»، وقال رحمه الله: «الذي يفوق الناسَ في العلم جدير أن يفوقهم في العمل»..
130﴿يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ﴾ [فاطر:29]: من هؤلاء؟! الذين يتلون كتاب الله حق تلاوته، ويقيمون الصلاة، وينفقون في سبيل الله سرا وجهرا، فاعرف قيمة رأس مالك، وقدْر الجواهر التي أعطاك الله، ولا تضيِّعها فترد الآخرة صفر اليدين ومن المفاليس.
131. ﴿لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [فاطر:30]: وليسرح خيالك في قوله: ﴿مِنْ فَضْلِهِ﴾، ففضله على قدر عظمته، وعقلك لن يحيط بعظمته، ولذا لن يحيط أبدا بفضله!
132. ﴿فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ [فاطر:30]: قال سهل التستري: «السابِق العالم، والمقتصد المتعلم، والظالم الجاهل».
133. ﴿فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ [فاطر:30]: قال جعفر الصادق: «بدأ بالظالمين إخبارا بأنه لا يُتقَرَّب إليه إلا بكرمه، وأن الظلم لا يؤثِّر في الاصطفاء، ثم ثنى بالمقتصدين لأنهم بين الخوف والرجاء، ثم ختم بالسابقين لئلا يأمن أحدٌ مكره».
134﴿وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ﴾[فاطر:30]: لئلا يغتر السابق بالخيرات بعمله، فلولا الله ما سبق إلى الخيرات هو ولا غيره.

135﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِله الذِي أذْهَبَ عَنَّا الحَزَن﴾ [فاطر:34]: قال إبراهيم التيمي: «ينبغي لمن لا يحزن أن يخاف أن يكون من أهل النار لأن أهل الجنة قالوا: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ﴾».
رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثانى و العشرون

#10

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثانى و العشرون

رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثانى و العشرون
136﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِله الذِي أذْهَبَ عَنَّا الحَزَن﴾ [فاطر:34]
اعتبر ابن قيم الجوزية الحزن مرضًا من أمراض القلب (التي تمنعه من نهوضه وسيره وتشميره،والثواب عليه ثواب المصائب التي يُبتَلى العبد بها بغير اختياره، كالمرض والألم ونحوهما).
ما هو الحزن المحمود؟!
قال ابن القيم: يحمد في الحزن سببه ومصدره ولازمه لا ذاته، فإن
المؤمن إما أن يحزن على تفريطه وتقصيره في خدمة ربه وعبوديته، وإما أن يحزن
على تورطه في مخالفته ومعصيته وضياع أيامه وأوقاته، وهذا يدل على صحة
الإيمان في قلبه وعلى حياته، حيث شغل قلبه بمثل هذا الألم، فحزن عليه».

137.﴿لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ﴾ [فاطر:35]:
قال السعدي: «أي: لا تعب في الأبدان ولا في القلب والقوى، ولا في كثرة
التمتع، وهذا يدل على أن الله تعالى يجعل أبدانهم في نشأة كاملة، ويهيِّئ
لهم من أسباب الراحة على الدوام، ما يكونون بهذه الصفة، بحيث لا يمسهم نصب
ولا لغوب، ولا هم ولا حزن. ويدل ذلك على أنهم لا ينامون في الجنة، لأن
النوم فائدته زوال التعب، وحصول الراحة به، وأهل الجنة بخلاف ذلك، ولأنه
موت أصغر، وأهل الجنة لا يموتون، جعلنا الله منهم، بمنه وكرمه».

138. ﴿أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ﴾ [فاطر:37]: قال قتادة : «اعلموا أن طول العمر حجة»،
وفي صحيح ابن حبان: «مَنْ عَمَّرَهُ الله ستين سنة، فقد أعْذَر إليه في العمر».
قال ابن حجر: «الإعذار: إزالة العذر، والمعنى: أنه لم يبق له اعتذرا كأن يقول: لو مدَّ لي في الأجل لفعلتُ ما أُمِرتُ به»

139﴿وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ﴾ [فاطر:37]
قالوا: النذير: النبي، وقالوا: القرآن، وقيل: موتالأحباب، وقيل: الشيب،
ففي بعض الآثار: قالت شعرة وقد ابيضت لجارتها:
استعدي للموت، فقد جاءك النذير.

140. ﴿وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ﴾ [فاطر:43]:
قال الآلوسي: «والآية عامة على الصحيح، والأمور بعواقبها، والله تعالى
يُمهِل ولا يُهِمل، ووراء الدنيا الآخرة، وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب
ينقلبون، وبالجملة: من مَكَر به غيره، ونفذ فيه المكر عاجلا في الظاهر، ففي
الحقيقة هو الفائز، والماكر هو الهالك».
﴿وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُالسَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ﴾ [فاطر:43]:
في الحديث: «من غشنا فليس منا،
والمكر والخداع في النار». صحيح الجامع رقم: 6408، فالذي يمكر ويدبِّر
الحيل والمكايد ليغش الناس يستحق النار.

رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثانى و العشرون

141. ﴿وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْدَابَّةٍ﴾[فاطر:45]:
قال يحيى بن أبي كثير: «أمر رجل بالمعرف ونهى عنالمنكر،
فقال له رجل: عليك بنفسك فإن الظالم لا يضر إلا نفسه،
فقال أبوهريرة: كذبت؟
والله الذي لا إله إلا هو، ثم قال: والذي نفسي بيده ..
إنالحُبارى لتموت هزلا في وكرها بظلم الظالم».

142. ﴿وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ
فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً﴾ [فاطر:45]:
ولم يقل إذا جاءالأجل أهلكهم؛ لأنه بصير بأعمال عباده، فيغفر للمؤمن المستغفر، وإن كان
مسرفا قد يغفر الله له دون عقاب رحمة منه، أو يحاسبه فيعذِّبه، وإن كان
كافرا خُلِّد في النار، وهكذا تختلف مصائر العباد بحسب أحوالهم.

143.﴿إِنَّمَا تُنذِرُ مَنْ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ﴾ [يس:11]:
قال ابن عاشور:»والتعبير بوصف الرحمن دون اسم الجلالة لوجهين:
أحدهما: أن المشركين كانوا ينكرون اسم الرحمان، كما قال تعالى: قالوا وما
الرحمن [الفرقان: 60] .
والثاني: الإشارة إلى أن رحمته لا تقتضي عدم خشيته
فالمؤمن يخشى الله مع علمه برحمته فهو يرجو الرحمة».

144. ﴿وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ﴾ [يس:12]:
الآثار هي ما يبقى منأثر أعمالك الصالحة أو السيئة بعد موتك، ليظل نهر أجرك أو وزرك جاريا عليك
وأنت في القبر وحتى يوم الحشر!

145. ﴿وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ﴾ [يس:12]:
نكتب!
معناها أنك مراقبٌ على مدار اللحظة!
.ما آثار الأعمال الصالحة؟!
في الحديث: «سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره
بعد موته: من علم علما أو أجرى نهرا أو حفر بئرا أو غرس نخلا أو بنى مسجدا
أو ورث مصحفا أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته» . صحيح الجامع رقم: 3602

146. ﴿وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ﴾ [يس:20]:
. رجل لم نعرف اسمه ولا لقبه، إنما يعرفه الله، وشَّرفه بذكر خبره في القرآن، وكفا فخرا وشرفا تتحدث عنه الأجيال!
لم يُلقِ بمسؤولية الدعوة على الأنبياء والمرسلين، بل شاركهم لما علم عدم حصول الكفاية في تبليغ أمر الدين، وما زال الأمر قائما إلى اليوم.

147.﴿مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ﴾ [يس:20]:
أقصى: لفظ مقصود لتنبيه الدعاة علىالمضي في الخير، واستصغار الجهد المبذول فيه، لأن من عرف شرف الأجر هان
عليه جهد التكلف.

148. ﴿أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً﴾[يس:23]:
التلميح وعدم التصريح أسلوب دعوي راق، فمؤمن آلِ يس نسب سيئة
قومه إلى نفسه ﴿أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً﴾، تلطفا معهم وتأليفا لقلوبهم.

149. ﴿إِنْ يُرِدْنِي الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ﴾[يس:23]:
حتى ما نزل بك من مصائب هو من رحمة الله، فسبحان من يرحم ببلائه،ويبتلي بنعمائه.

150. ﴿إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ * قِيلَ ادْخُلْ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي
يَعْلَمُونَ﴾ [يس:25، 26]:
آذوه واحتقروه وقتلوه، ومع هذا يتمنى لو علموا
بمقعده في الجنة.. إنها رحمة الداعية بقومه مهما آذوْه!

151.﴿قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا
غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ﴾ [يس:26، 27]:
قال القرطبي: «وفي هذه الآية تنبيه عظيم، ودلالة على وجوب كظم الغيظ، والحِلْم
عن أهل الجهل، والترؤف على من أدخل نفسه في غمار الأشرار وأهل البغي،
والتشمُّر في تخليصه، والتلطف في افتدائه، والاشتغال بذلك عن الشماتة به
والدعاء عليه.. ألا ترى كيف تمنى الخير لقتلته، والباغين له الغوائل وهم
كفرة عبدة أصنام!».


رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثانى و العشرون



قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
أبو بَكر الصّدِّيق عبد الله بن أبي قُحافة التَّيمي القُرَشيّ حياه الروح 5 شخصيات وأحداث تاريخية
جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الحادى و العشرون امانى يسرى القرآن الكريم
جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء العشرون امانى يسرى القرآن الكريم
خــالـــد بن الولـــيـــد الـمـتـألـقـة شخصيات وأحداث تاريخية
[قصص مرعبة] روايه صائد الإنس كامله , قصص وروايه رعب عن الجن حياه الروح 5 قصص - حكايات - روايات


الساعة الآن 10:39 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل