سورة الإسراء :
============
1/ قال تعالى في سورة الإسراء 1 : (سبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى) عبّر جل ذكره بالتسبيح أمام ذكر الإسراء بنبيه وعبده محمد صلى الله عليه وسلم، وكان مقتضى الحال حسب ما يظهر لعقولنا الضعيفة أن يعبر بالحمد والثناء .. فما الحكمة في ذلك ؟..
من الحكم أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرهم صبيحة الإسراء بما حصل، ولو كان كذباً، لما تركه الله، فإن الله ينزه أن يمكّن شخصاً يكذب عليه مثل هذا الكذب من غير أن ينتقم منه، والله أعلم.
ابن عثيمين - المنتقى من فرائد الفوائد ص114
2/ قال تعالى في سورة الإسراء 9 :
(إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) ..
والقرآن يهدي للتي هي أقوم من هُدَى كتاب بني إسرائيل الذي في قوله :
(وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ) الإسراء 2 ..
ففيه إيماء إلى ضمان سلامة أُمَّة القرآن من الحيدة عن الطريق الأقوم .
الطاهر بن عاشور - التحرير والتنوير المجلد الرابع عشر ص٣٣
3/ قال تعالى في سورة الإسراء 23 : (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) ..
في تعليق الحكم وهو الأمر بالإحسان بلفظ الوالدين المشتق من الولادة ؛ إيذان بعليتها في الحكم ، فيستحقان بالوالدية ، سواء أكانا مؤمنين أم كافرين ، بارين أو فاجرين ، محسنين إليه أو مسيئين .
الشيخ عبدالحميد ابن باديس - مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير المجلد الأول ص٦٧
4/ قال تعالى : (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ) سورة اﻹسراء 24
أضيف الجناح إلى الذل ـ وهو الهون واللين ـ إضافة موصوف إلى صفة ـ أي اخفض جناحك الذليل ، و هذا ليفيد هوانه وانكساره عند حياطتهما حتى يشعر بأنهما مخدومان للاستحقاق ، لا متفضل عليهما بالإحسان .
وفي ذكر هذه الصورة التي تشاهد من الطير تذكير بليغ مرقق للقلب موجب للرحمة وتنبيه للولد على حالته التي كان عليها معهما في صغره ، ليكون ذلك أبعث له على العمل وعدم رؤية عمله أمام ما قدما إليه .
عبدالحميد ابن باديس ـ مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير (تفسير ابن باديس).
5/ قال تعالى عن الوالدين : (وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) سورة اﻹسراء 24
خص التربية بالذكر ، ليتذكر العبد شفقة الأبوين وتعبهما في التربية ، فيزيده إشفاقاً لهما وحناناً عليهما .
القرطبي ـ الجامع لأحكام القرآن .
6/ قال تعالى : (وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا (45) وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا) سورة اﻹسراء
وقال تعالى : (فَمَالِ هَٰؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا) سورة النساء 78
فلو كان المؤمنون لا يفقهونه أيضاً لكانوا مشاركين للكفار والمنافقين فيما ذمهم الله تعالى به .
ابن تيمية ـ مجموع الفتاوى .
7/ ويجب على أهل العلم أن يبينوا أن القرآن بيان وهدى وشفاء ، وإن ضَلَّ به من ضلَّ ؛ فإنه من جهة تفريطه ؛ كما قال تعالى : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82)) الإسراء .
شيخ الإسلام ابن تيمية - مجموع الفتاوى المجلد السادس ص٤٠٠
8/ قال تعالى : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) سورة اﻹسراء 82
ولم يقل الله : وننزل من القرآن ما هو دواء ، فإن الدواء قد يصيب المحل ويحصل أثره ، وقد يتخلف لفقد شرط أو وجود مانع .
أما القرآن فقد ذكر النتيجة مباشرة : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) .
خالد السبت .
9/ قال تعالى في سورة الإسراء 82: ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) ..
فلله الحمد والشكر والثناء، على أن جعل كتابه هدى وشفاء ورحمة ونورا وتبصرة وتذكرة وعبرة وبركة وهدى وبشرى للمسلمين.
فإذا علم هذا، علم افتقار كل مكلف لمعرفة معانيه والاهتداء بها، وكان حقيقاً بالعبد أن يبذل جهده ويستفرغ وسعه في تعلمه وتفهمه بأقرب الطرق الموصلة إلى ذلك.
السعدي - تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
10/ ما جالس القرآن أحد إلا فارقه بزيادة أو نقصان قال تعالى :
(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) سورة اﻹسراء 82
قتادة السدوسي - سنن الصالحين لأبي الوليد الباجي .
سورة الكهف :
===========
1/ ما جلست إلى القرآن الكريم أتلوه وأتملى تفسيره وبلاغته وإعجازه ، إلا أحسست أني في جو مزيج من مهابة تبعث الإيمان ، وسعادة تمنح السكينة ، ونور يضيء جوانب النفس بالعلم الصحيح والإقناع البليغ والإمتاع المعجز ، فأهتف من أعماق نفسي : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا ۜ (1) قَيِّمًا) سورة الكهف
ثم إني على تكراره أحس أن له بشاشة متجددة ، وأنه في كل قراءة يمنحني جديداً من المعرفة يتوج قديمها ، وطارفاً من البلاغة يزكي تليدها ، فأشعر بأني إزاء كنز لا تفنى عجائبه ، وبحر لا تحجب جواهره ، وزاد يغذي الروح رَوحاً وريحاناً ، وعطاء إلهي يتحف النفس إسلاماً وإيماناً .
فأردد في سعادة غامرة قوله : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) سورة اﻹسراء 82
أحمد فرح عقيلان ـ من لطائف التفسير .
2/ قال تعالى في سورة الكهف : (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى) سورة الكهف 13
الفتية هم الشبان وهم أقبل للحق من الشيوخ عكس ما يظنه أكثر الناس .
محمد بن عبدالوهاب - الدرر السنية .
3/ قال تعالى في شأن أصحاب الكهف : (وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ) سورة الكهف 18
يعني في نومهم مرة يكونوا على اليمين و مرة على الشمال ولم يذكر الله الظهر و لا البطن لأن النوم على اليمين وعلى الشمال هو الأكمل .
ابن عثيمين - تفسير سورة الكهف .
4/ قال تعالى في شأن أصحاب الكهف : (وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ) سورة الكهف 18
في هذه الآية دليل على جواز اتخاذ الكلب لحراسة الآدميين لأنه إذا جاز اتخاذ الكلب لحراسة الماشية و الحرث أو للصيد الذي هو كمال فاتخاذه لحراسة البيت من باب أولى .
ابن عثيمين - تفسير سورة الكهف .
5/ قال تعالى في سورة الكهف :
(وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28)) ..
والمقصود أن الله سبحانه نهى عن طاعة من جمع هذه الصفات . فينبغي للرجل أن ينظر في شيخه و قدوته فإن وجده كذلك فليبعد عنه .وإن وجده ممن غلب عليه ذكر
الله تعالى واتباع السنة و أمره غير مفروط عليه بل هو حازم في أمره فليتمسك بغرزه .
ابن القيم - الوابل الصيب .
6/ قال تعالى : (وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) سورة الكهف 28
في هذه الآية إشارة إلى أهمية حضور القلب عند ذكر الله ، وأن الإنسان الذي يذكر الله بلسانه لا بقلبه تنزع البركة من أعماله وأوقاته حتى يكون أمره فرطاً عليه .
ابن عثيمين ـ تفسير سورة الكهف .
7/ قال تعالى في سورة الكهف : (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ) سورة الكهف 45
قالت الحكماء : شبه الله الدنيا بالماء ؛ لأن الماء لا يستقر في موضع ، كذلك الدنيا لا تبقى على واحد ، ولأن الماء لا يستقيم على حالة واحدة ؛ كذلك الدنيا ، ولأن الماء لا يبقى ويذهب كذلك الدنيا تفنى .
ولأن الماء لا يقدر أحد أن يدخله ولا يبتل كذلك الدنيا لا يسلم أحد دخلها من فتنتها وآفتها ، ولأن الماء إذا كان بقدر كان نافعاً منبتاً ، وإذا جاوز المقدار كان ضاراً مهلكاً ، وكذلك الدنيا الكفاف منها ينفع وفضولها يضر .
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي .
8/ قال تعالى في سورة الكهف 50 : (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا) ..
ويشبه أن يكون تحت هذا الخطاب نوع من العتاب لطيف عجيب !وهو أني عاديت إبليس إذ لم يسجد لأبيكم آدم مع ملائكتي فكانت معاداته لأجلكم ثم كان عاقبة هذه المعاداة أن عقدتم بينكم وبينه عقد المصالحة !.
ابن القيم - الداء والدواء
9/ قال تعالى ذاكراً خبر موسى مع فتاه يوشع : (فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَٰذَا نَصَبًا) سورة الكهف 62
موسى لم ينصب ، ولم يقل : لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا ، إلا منذ جاوز الموضع الذي حده الله تعالى له . فلعل الحكمة في إنساء يوشع أن يستيقظ موسى ، لمنة الله تعالى على المسافر في طاعة وطلب علم ، بالتيسير عليه وحمل الأعباء عنه .
وتلك سنة الله الجارية في حق من صحت له نية في عبادة من العبادات ، أن ييسرها ويحمل عنه مؤنتها ، ويتكفل به ما دام على تلك الحالة . فما أورد الله تعالى قصص أنبيائه ليسمر بها الناس ، ولكن ليشمر الخلق لتدبرها ، واقتباس أنوارها ومنافعها عاجلاً وآجلاً .
الناصر ـ محاسن التأويل للقاسمي .
10/ قال تعالى عن قصة موسى والخضر عليهما السلام في سورة الكهف 71: (فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا ۖ قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا) ..
قال الناصر في الانتصاف: بادر موسى بالإنكار؛ التهاباً وحمية للحق فقال : (أخَرَقتَها لِتُغرِقَ أَهلَها) ولم يقل (لتغرقنا) فنسي نفسه واشتغل بغيره في الحالة التي كل أحد فيها يقول: (نفسي نفسي) لا يلوي على مال ولا ولد، وتلك حالة الغرق. فسبحان من جبل أنبياءه وأصفيائه على نصح الخلق والشفقة عليهم والرأفة بهم.
القاسمي - محاسن التأويل
11/ قال تعالى في قصة موسى والخضر عليهما السلام : ( فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا) الكهف : 77
وقال سبحانه : (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ ) الكهف : 82
عندما كان الحديث عن بخل ولؤم السكان جاء التعبير بكلمة ( أهل قرية ) لأن مادة ( قرى ) تدل على الجمع ومن مستلزماته الإمساك والبخل .
بينما عندما جاء الحديث عن الغلامين والخوف من ضياع كنزهما جاء التعبير ب (المدينة ) لأن زحمة المدينة وكثرة الوجوه الغريبة فيها أليق بإضاعة المساكين والضعفاء ، كما أن التحايل والغبن يكثر في المدن أكثر منها في القرى.
د. مصطفى مسلم - مباحث في إعجاز القرآن ص١٤٠
12/ قال تعالى في سورة الكهف في قصة موسى والخضر : (فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا) سورة الكهف 77
لا بأس بالسؤال في بعض الأحوال لقوله تعالى : (اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا)
وأن من لم يعط يتعزى بهذه القصة . وكم ممن هان على الناس وهو جليل عند الله .
محمد بن عبدالوهاب - الدرر السنية .
13/ قال تعالى ذاكراً خبر موسى والخضر : (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا) سورة الكهف 82
خدمة الصالحين ، أو من يتعلق بهم ، أفضل من غيرهما ، لأنه علل استخراج كنزهما ، وإقامة جدارهما ، بأن أباهما صالح .
السعدي ـ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان .
14/ قال تعالى في قصة موسى والخضر عليهما السلام : (فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا) الكهف : 82 ..
هنا ما قال : ( فأردنا ) ولا قال : ( فأردت ) ، بل قال : ( فأراد ربك) ؛ لأن بقاء الغلامين حتى يبلغا أشدهما ليس للخضر فيه أي قدرة.
الشيخ ابن عثيمين - تفسير سورة الكهف ص١١٩
15/ قال تعالى في قصة ذي القرنين في سورة الكهف : ( حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97)) ..
في هذه الآية دليل على اتخاذ السجون وحبس أهل الفساد فيها، ومنعهم من التصرف لما يريدونه ولا يتركون وماهم عليه.
القرطبي - الجامع لأحكام القرآن
16/ قال تعالى عن الكافرين في ختام سورة الكهف : (فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105)) سورة الكهف
التعبير بكلمة حبط تعبير بليغ . فأصل الحبوط أن تكثر الدابة من العشب حتى ينتفخ بطنها فيقضى عليها . ولقد أكثر هؤلاء الكفرة من الأعمال الدنيوية مالا ورجالا وحطاما حتى انتفخت نفوسهم بها عجبا وزهوا وكبرا فكان حتفهم في ذلك فحبطت تلك الأعمال فذهبت هباء منثورا .
مصطفى مسلم - مباحث في التفسير الموضوعي .
سورة مريم :
==========
1/ قال تعالى في سورة مريم : ( يا زَكَرِيّا إِنّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسمُهُ يَحيى لَم نَجعَل لَهُ مِن قَبلُ سَمِيًّا (7)) ..
هذه مِنّة من الله وإكرام لزكريا إذ جعل اسم ابنه مُبتكراً ، وللأسماء المبتكرة مزية قوّة تعريف المسمى لقلة الاشتراك ، إذ لا يكون مثله كثيراً مدة وجوده . وله مزية اقتداء الناس به من بعد حين يسمون أبناءهم ذلك الاسم تيمّناً واستجادة.
الطاهر ابن عاشور - تفسير التحرير والتنوير المجلد السادس عشر ص١٣
2/ قال تعالى في شأن مريم : (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25)) سورة مريم
قد أخذ بعض العلماء من هذه الآية أن خير ما تطعمه النفساء الرطب فلو كان شيء أحسن للنفساء من الرطب لأطعمه الله مريم وقت نفاسها بعيسى .
الشنقيطي - أضواء البيان .
3/ قال تعالى مخبراً عن المسيح ابن مريم عليه السلام في سورة مريم 31: (وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ) ..
أي معلماً للخير داعياً إلى الله مذكراً به مرغباً في طاعته .
فهذا من بركة الرجل، ومن خلا من هذا فقد خلا من البركة، ومحقت بركة لقائه والاجتماع به، بل تمحق بركة من لقيه واجتمع به.
ابن القيم - رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه ( الرسالة التبوكية)
4/ إن الخلاف جبن ، وفشل ، وذهاب ريح ، والشاهد وحي الله ، لا يكاد يذكر الأحزاب بلفظ الجمع إلا في مقام الهزيمة والخلاف :
(فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ) سورة مريم 37
(فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ) سورة الزخرف 65 ..
ولا يكاد يذكر الحزب بلفظ مفرد إلا في مقام الخير والفلاح (أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) سورة المجادلة 22
لقد مللنا جمع التكسير لكثرة ما تردد ، وسئمنا منه لكثرة ما تعدد ، ونتطلع للجمع السالم الصحيح يحدو و يغرد .
علي عبدالخالق القرني ـ إيماض البرق في شجاعة سيد الخلق ( مطبوع ) .
5/ قال تعالى في شأن إبراهيم عليه السلام :
(فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ) سورة مريم 49
في هذه الآية دليل على أن اعتزال الكفار والأوثان والبراءة منهم من فوائده :
تفضل الله تعالى بالذرية الطيبة الصالحة على فاعله .
الشنقيطي - أضواء البيان .
6/ من كان له واعظ من نفسه كان له من الله حافظ ، فرحم الله من وعظ نفسه وأهله فقال : يا أهلي ..
صلاتكم صلاتكم ..
زكاتكم زكاتكم ..
جيرانكم جيرانكم ..
مساكينكم مساكينكم ..
لعل الله أن يرحمكم يوم القيامة ، فإن الله أثنى على عبد كان هذا عمله ، فقال : (وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا (55)) مريم .
الحسن البصري - تفسير الحسن البصري جمع أحمد المزيدي المجلد الثاني ص٢٦
سورة طه :
========
1/ أما ما يذكره العـوام أن (يس) و (طه) من أسماء النبي فغير صحيح ليس في ذلك حديث صحيح، ولا حسن ولا مرسل ولا أثر عن صاحب إنما هذه الحروف مثل (ألم) و (حم) ونحوها.
ابن القيم - تحفة المولود
2/ قال تعالى في سورة طه : (طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى (2)) ..
قال قتادة رحمه الله : لا والله ما جعله الله شقاءً ، ولكن جعله رحمةً ونوراً، ودليلاً إلى الجنة .
تفسير الطبري - المجلد السادس عشر ص٩
3/ قال سبحانه موصيا موسى وهارون لما أرسلهما لفرعون :
(فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ) سورة طه 44
سبحانك ما أعظمك وأحلمك !
يا من يتحبب إلى من يعاديه
فكيف بمن يتولاه و يناديه .
يزيد الرقاشي - تفسير القرآن العظيم لابن كثير .
= هذه رحمتك بمن قال :
(أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ) سورة النازعات 24
فكيف رحمتك بمن قال :
(سبحان ربي الأعلى) !..
قتادة بن دعامة السدوسي .
= هذا رفقك بمن يدعي الربوبية !..
فكيف رفقك بمن يقر بالعبودية !..
يحيى بن معاذ الرازي .
فهد بن عبد الله الجريوي
صيد الفوائد