أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي الجزء السابع عشر «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام»

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قيام الليل

وحبب إلي الإسلام قيام الليل، فقد أثنى الله I على أهله بقوله: }كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ{ [الذاريات: 17]. وقد صلى رسول الله r حتى تشققت قدماه، شكراً لله تعالى، كما رواه البخاري ومسلم في صحيحهما.
وفيه تتفتح نفس المؤمن على عبادة ربه والتذلل له، والتضرع إليه والخشوع له، وذرف الدموع بين يديه، وتطويل السجود والركوع له سبحانه، والاستغفار من الذنوب، والاعتراف بالتقصير، وطلب الرحمة، والتجاوز عما كان، والعهد على الطاعة..
وإنها لعادة جميلة، وعبادة جيلية، أن يتعلم المسلم ذلك، ويعزم على نفسه القيام به، فهو من خلق أهل الله الأكارم، وعباد الله الصالحين، حيث ورد في الحديث الصحيح، الذي رواه أحمد والحاكم والبيهقي وغيرهم: «عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومطردة للداء عن الجسد».




وقد ثبت طبياً في هذا العصر فائدة القيام والحركة ليلاً، وخاصة لكبار السن.
ويتأكد القيام في شهر رمضان المبارك، أفضل الشهور، ففيه السكينة والصفاء، فيه قراءة القرآن والغفران. يقول r في الحديث المتفق عليه: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه».
وفيه ليلة القدر، التي نزل فيها القرآن الكريم وهي }خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ{ كما قال الله عز وجل.
وهي في العشر الأواخر منه، التي كان يجتهد فيها رسول الله r ما لا يجتهد في غيرها، لما فيها من الأجر الكبير والثواب العظيم.









النظافة وخصال الفطرة
حثني الإسلام على النظافة، وأدبني بآداب الفطرة، كالختان، وحلق العانة، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط، وإعفاء اللحية، وقص الشارب، وغيرها.
والسواك من الفطرة، وهو «مطهرة للفم، مرضاة للرب» كما رواه ابن جزيمة في صحيحه.
وقد أكد رسول الله r استعماله أكثر من مرة، حتى قال لأصحابه رضوان الله عليهم: «أكثرت عليكم في السواك». رواه البخاري.

ويستعمل عند الوضوء، وعند الصلاة، وعند تغير رائحة الفم، ندباً لا وجوباً.
إنه النظافة التي يحرص عليها الإسلام، والشخصية المتكاملة التي يحافظ عليها المسلم، في كل شئونه.



الزكاة
أمرني الإسلام بأن أؤدي الزكاة، فقال جل شأنه: }وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ{ [البقرة: 43].
وهو مال أو زرع أو عرض أو نعم، إذا بلغت نصاباً وحال عليها الحول، أو جاء يوم حصاده، أخرج منها جزء قليل وأعطي للفقراء، وهو ركن عظيم من أركان الإسلام، يقاتل مانعوه، ويهدف إلى التوازن الاقتصادي ومساعدة الفقراء والتكافل الاجتماعي، فمن أبى كان له عذاب شديد في الآخرة.
وفي جزء من حديث نبوي كريم رواه الشيخان، ورد قوله r: «ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار فأحمي عليها من نار جهنم، فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره، كلما بردت أعيدت له».
وعلى المسلم أن يؤديها من طيب ماله، وطيبة بها نفسه، فهو أمر الخالق الكريم، واهب الولد والمال، وكل ذلك امتحان.

الصوم
وأوجب علي الإسلام صيام شهر رمضان، فقال سبحانه: }فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ{ [البقرة: 185].
وبين رسول الله r أن أجر الصائم كبير جداً، على أن يحافظ على صيامه من السب والفسق وما إليه.
وهناك باب في الجنة خاص بالصائمين يدعى باب الريان، لا يدخل منه أحد منه غيرهم.
وصيام رمضان إيماناً واحتساباً يعني غفران ما تقدم من الذنوب.
وفرحة الصائم تكون أكبر ما تكون عند لقاء ربه، حيث الثواب الجزيل والأجر الكبير.
ويتأكد في هذا الشهر الكريم الجود، وفعل المعروف، والإكثار من الخير، والزيادة منه في العشر الأواخر.
وفي السحور بركة، كما في الحديث الصحيح.
ولا يؤخر الإفطار، بل الفضل في تعجيله إذا تأكد دخول الوقت.
وإن وجد تمراً أفطر عليه، وإلا فعلى ماء، فإنه طهور.
والمناسب في حق الصائم هو التقوى والخشوع، ولا يناسبه قط رفع الصوت والكلام الفاحش والكذب، فهذا مرفوض شرعاً، فكيف بمن يصوم ويفعل هذا؟!
وفي شهر رمضان يكون ثواب العمرة كحجة مع رسول الله r، كما دل عليه حديث رواه الشيخان رحمهما الله.
وهناك مناسبات أخرى يسن للمسلم أن يصوم فيها، منها ستة أيام من شوال، ويوم عرفة، وعاشوراء، ويوما الاثنين والخميس، وثلاثة أيام من كل شهر.
وقد ورد في الحديث الصحيح أن إتباع رمضان بصيام ست من شوال، يكون كصيام الدهر.
وأن صيام يوم عرفة «يكفر السنة الماضية والباقية» كما في صحيح مسلم.
وفيه أيضاً أن صيام يوم عاشوراء «يكفر السنة الماضية».
وفي حديث حسن صحيح رواه الترمذي قوله r: «من فطر صائماً كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء».
وأكل عليه الصلاة والسلام عند سعد بن عبادة ثم قال: «أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة». رواه أبو داود بإسناد صحيح.
وشهر رمضان شهر العبادة والقرآن، شهر تصفو فيه نفس المؤمن، حيث تقيد الشياطين، فيحد من إغوائها وسيطرتها، فيقبل المرء على عبادة ربه، ويصل إخوانه وأقاربه، في مناسبات الإفطار والقيام، ويحافظ على شعائر الإسلام بين أهله وأولاده، ويعلمهم القرآن، ويحبب إليهم الصيام، ويذكرهم بعهد الله، ومحبة رسوله r.







الحج
كما أمرني الإسلام بالحج إن كنت قادراً عليه، من مال يبلغنيه، وصحة تمكنني من أداء مناسكه، قال سبحانه وتعالى: }وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً{ [آل عمران: 97].
ومرتبة الحج المبرور كبيرة في الإسلام، والمبرور هو الذي لا يرتكب صاحبه فيه معصية، من الكلام اللغو والجدال والفواحش والمعاصي، وثوابه أن يرجع الحاج طاهراً بلا ذنوب، كيوم ولدته أمه.
وفيه يوم عرفة، الذي قال فيه رسول الله r: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة». رواه مسلم.
والشوق إلى حج بيت الله لا يعرفه إلا من كابده، ولا يتصوره إلا من كمل إيمانه وحن إليه وذرف الدموع الغزيرة لييسر الله له ذلك، ربما أشهر وسنوات، وإذا كان فقيراً جمع الدرهم إلى الدرهم عقوداً من الزمن حتى يتسنى له أداؤه، أو يساعده أحد أولاده الأبرار، أو من ذويه الأوفياء، وقد يبقى كذلك ويموت وهو لم يقدر على الحج، وما أكثرهم!
وفي بيت الله الحرام والمشاعر المقدسة تلتقي الجموع الإسلامية من كل صوب في دنيا الله، ومن كل جنس وكل قوم، بأشكالهم المختلفة، ولغاتهم المتعددة، وعاداتهم المتباينة، لكن الذي يجمعهم هو عقيدة الإسلام، وكلمة الإخلاص، وحب مكة والمدينة، أقدس مدينتين عند المسلمين. كلهم إخوة، وكلهم يحبون بعضهم البعض، ويجتمعون في مكة ليؤدوا مشاعر الحب لله ودينه، ويعاهدوا الله على الطاعة، وعلى نبذ الشيطان وأهله.
مؤتمر وأكبر، جامعة عالمية، لا دنيا فيها ولا رياء، هو السلام والمحبة، والألفة والمودة، والإحسان والإكرام، والطاعة والإسلام.
ويبقى الشوق إلى مكة... بل ويزداد لمن حج مرة وأكثر.... ولا ينقطع الشوق إلا بانقطاع الحياة.
من كتاب علمني الإسلام
لمحمد خير يوسف



#2

افتراضي رد: الجزء السابع عشر «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام»

بارك الله فيكِ احسنتِ احسن الله اليكِ تقييمى لمجهودك نقبل الله
إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#3

افتراضي رد: الجزء السابع عشر «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام»

رد: الجزء السابع  عشر «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام»

إظهار التوقيع
توقيع : جنا حبيبة ماما
#4

افتراضي رد: الجزء السابع عشر «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام»

بارك الله فيكي
موضوع رائع
جعله الله في ميزان حسناتك

إظهار التوقيع
توقيع : بحلم بالفرحة


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
الجزء الرابع عشر «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام» راجين الهدي المنتدي الاسلامي العام
الجزء الثالث عشر «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام» راجين الهدي المنتدي الاسلامي العام
الجزء الخامس من «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام» راجين الهدي المنتدي الاسلامي العام
الجزء الثالث من «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام» راجين الهدي المنتدي الاسلامي العام
«هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام" الجزء الثانى راجين الهدي المنتدي الاسلامي العام


الساعة الآن 11:37 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل