أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي الجزء الثامن عشر «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام»

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الجهاد
وأمرني الإسلام بالجهاد عند وجوبه، ولو كان ذلك شاقاً على النفس التي تحب الراحة وتؤثر السلامة، فإنه لابد منه لمواجهة الأعداء، ولم يكتب للإسلام النصر إلا بعد الحرب.
قال الله تعالى: }كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ{ [البقرة: 216].

وللجهاد والمجاهدين فضل كبير لا يوصف، فإن العمل الشاق يترتب عليه أجر على قدره.
كما أنه يتسنم مرتبة عليا بين أولويات الدين، فقد ورد في حديث صحيح أن أحب عمل إلى الله وأفضله بعد الإيمان بالله هو الجهاد، وفي حديث آخر بعد الإيمان والصلاة. وفي ثالث بعدهما وبعد بر الوالدين..
والأمور التي تتعلق بالجهاد تأخذ مجراها من الأجر العظيم، فالحراسة والبقاء في ثغور الإسلام في مجابهة العدو ورد فيه أكثر من حديث، من ذلك قوله r في الحديث المتفق عليه: «رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها». وفي حديث عند مسلم: «لا خير من صيام شهر وقيامه» وعند الترمذي وحسنه: «خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل».
ومنزلة الشهيد في الجنة كبيرة عالية، لا يفضلها سوى درجات الأنبياء والصديقين، ولهذا ود رسول الله r أن يغزو فيقتل، ثم يغزو فيقتل، ثم يغزو فيقتل، كما ذكره مسلم.
وروى البخاري قوله r: «إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض».
وكفى أنهم }أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ{ [آل عمران: 169-170].
والإنفاق على الجهاد ومساعدة المجاهدين وذويهم بمثابة الجهاد نفسه، ففي الحديث المتفق عليه: «جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازياً في أهله بخير فقد غزا».
وفي حديث رواه الترمذي وحسنه: «من أنفق نفقة في سبيل الله كتب له سبعمائة ضعف».
وقد يقاس على ذلك صنع الأسلحة إذا ابتغى بها الجهاد ضد العدو للفتك بهم، وكلما كانت النكاية أكبر كان الأجر أكبر.
وكذلك التخطيط للحرب، مما يسمى بالإستراتيجية العسكرية وخططها الحربية، فـ«الحرب خدعة» كما في الحديث المتفق عليه.
وكذا الإعلام العسكري، لتقوية معنويات المجاهدين، وإثباط عزائم الأعداء، والتصدي للإشاعات، وإثارة الرأي العام لصالح الجهاد وأهله.
يقول رسول الله r فيما رواه أبو داود بإسناد صحيح: «جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم».
وكان رسول الله r إذا غزا قال: «اللهم أنت عضدي ونصيري، بك أحول وبك أصول وبك أقاتل» كما رواه الترمذي وحسنه.
وليتنبه المجاهد إلى الدين الذي عليه، فإنه يغفر له كل ذنب اقترفه ما عدا الدين، لأنه يتعلق به حقوق العباد.
وعلى أن يكون قد استشهد وهو مقبل على مصارعة الأعداء، لا منهزماً منهم، ويكون ذلك بصبر وثبات، واحتساب أجر وثواب، من عند الله العزيز الرحيم.
ولينظر من أجل ماذا يُقاتل، فإن النية هي التي تحدد المصير، وفي الإسلام يطلق الشهيد على: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، فهو في سبيل الله» كما في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم.
لله وحده، ولدينه وحده، لا لشيء آخر، وليدع بعد ذلك من شاء أن يدعيه.
ومن رحمه الله سبحانه بعباده أن أعطى مثل ثواب الجهاد لمن تمناه بصدق، وبلغه منزلة المجاهدين وإن مات في غير ساحة حرب!
حيث يقول رسول الله r في الحديث الذي رواه مسلم: «من سأل الله الشهادة بصدق، بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه».
ولينظر المرء إلى كلمة «بصدق» التي وردت في الحديث، وليجرب، فإنه لا يقدر أن يتمناه أحد بحق إلا المخلصون الذين يتمنون الشهادة، ويتضرعون إلى الله تعالى أن يرزقهم الموت في سبيله، ويذرفون دموعاً حرى، ويلهجون بالدعاء في أوقات الإجابة وفي السحر، ولا يملون من ذلك.
وقد يكون عدم مشاركتهم في الجهاد لأسباب وأسباب، كمرض وإعاقة وفقر واحتباس ونحوه، ولكنهم يدعون الله لإخوانهم المجاهدين في كل مكان، أن يقويهم ويسددهم ويوحدهم وينصرهم على أعدائهم أعداء الدين.
وفي الصحيح قوله r: «إن بالمدينة لرجالاً ما سرتم مسيراً، ولا قطعتم وادياً إلا كانوا معكم، حبسهم المرض». وفي رواية: «إلا شركوكم في الأجر».
ولا يغيب عن المسلم قصة المجاهدين الفقراء، الذي ما كانوا يجدون عدة السلاح ليجاهدوا مع رسول الله r، فكانوا ينصرفون وهم حزينون، يبكون بحرقة وألم، وبين أجرهم رب العزة ضمن الذين لا حرج عليهم من أن يتخلفوا عن الجهاد، فقال: }وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ{ [التوبة: 92].
أما ترك الجهاد، أو عدم التفكر به وتمنيه، فهو صفة من صفات المنافقين، ففي حديث رواه مسلم قوله r: «من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بغزو، مات على شعبة من النفاق».
وعند أبي داود بإسناد صحيح: «من لم يغز، أو يجهز غازياً أو يخلف غازياً في أهله بخير، أصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة».
والقارعة: الداهية والمصيبة.
وأخيراً، فإن الجهاد متعلق بعزة الأمة، ولا قيمة ولا هيبة لأمة تتمتع بقوة عسكرية رادعة، ولهذا ورد في القرآن الكريم: }وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ{ [الأنفال: 60].
والذل والهوان مصير من ترك الجهاد.










من أدب المعاملات
أدبني الإسلام بأن أكون واسع الصدر، طيب الأخلاق، متساهلاً في البيع والشراء، والأخذ والعطاء، وحسن القضاء والتقاضي، فإن رسول الله r دعا بالرحمة لمن كان كذلك، حيث ورد في صحيح البخاري: «رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى».
ومما أدبني به الإسلام أن أساعد المدين، بأن أعفو عنه، أو أخفف من ديني الذي عليه، أو أنتظر حتى يستغني، فإن الله يتجاوز عني إذا فعلت ذلك، ويرحمني يوم القيامة، لأنني رحمت ذلك المعسر في الدنيا.





العلم
وحثني الإسلام على طلب العلم لأكون من طبقة العلماء، ولأعرف ديني، وما يجري حولي، فأفهم وأوازن، وأكون عضواً نافعاً وإيجابياً في المجتمع، وأدعو إلى دين الله.
وكلما زاد علم المرء ارتفعت درجته في الجنة، على أن يكون علماً نافعاً، خالصاً لله. يقول سبحانه وتعالى: }يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ{ [المجادلة: 11].

وبالعلم ينتشر نور الإسلام، وكلما أخذ كلامك الطيب مكاناً في الواقع، كتب لك أجره، وأجر من عمل به، حتى يوم القيامة!
فما أعظم هذا الثواب! وما أعظم هذا الدين! وما أجل ما يدعو إليه، وما أكثر قيمة أهل العلم في الإسلام.
وورد في حديث صحيح رواه الأربعة وغيرهم قوله r: «فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر».
وصدق رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام وأزكى التسليم

الذكر
علمني الإسلام الأذكار وحثني عليها، فإن الله سبحانه وتعالى يقول: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً*وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً{ [الأحزاب: 41-42]، وهي من أنواع العبادات التي يتقرب بها المؤمن إلى الله، وهي كالحصن يحفظه الله بها، ويقيه شروراً، فيستريح، }أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ{ [الرعد: 28].
والذي لا يذكر بعيد عن الله، وإيمانه ضعيف، يقول رسول الله r فيما رواه البخاري: «مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره، مثل الحي والميت».
وذكر الله من خير الأعمال وأزكاها عند الله I.
وقد بين رسول الله r أن الذاكرين سباقون إلى الجنان، وذكر كلمات تجلب لقائها حسنات كثيرة جداً، من ذلك «سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم» اللتين وصفهما بأنهما «خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن» في حديث متفق عليه.
وقال لأبي ذر في حديث رواه مسلم: «ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله: سبحان الله وبحمده».
ومن الأذكار الجليلة ذات الأجر الكبير كما رواه مسلم: «سبحانه الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته».
ولحلق الذكر أجر كبير كذلك.




والأذكار كثيرة متنوعة، منها ما يقال بعد الصلوات، ومنها في الحج، ومنها عند النوم والاستيقاظ، ومنها عند السفر، والطعام، واللباس... تطلب من مظانها.
وفي حديث رواه مسلم قوله r: «من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده، مائة مرة، لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به، إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد».
ولا ينسى المرء أن يحمد الله، ويزيد من ذكره، فإن الله يحب الحامدين الشاكرين، ويزيدهم من فضله.
وكذا الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله r، فإنه إضافةً إلى رفعة درجة رسول الله r بها ورحمته I به، يعود الأجر له أيضاً، ففي الحديث الصحيح: «من صلى علي واحدة، صلى الله عليه بها عشراً».
ويكثر من الاستغفار كذلك...
والمهم أن يكون دائم الذكر، لا ينسى فضل ربه، الذي جعله على ملة خليله، وعلى دين أحب خلقه إليه.
وأنصح أخي المسلم بما نصح به رسول الله r أحد صحابته بقوله: «لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله». رواه الترمذي وهو صحيح.
وقالت عائشة رضي الله عنها: «كان رسول الله r يذكر الله على كل أحيانه». رواه مسلم.
من كتاب علمني الإسلام
لمحمد خير يوسف



#2

افتراضي رد: الجزء الثامن عشر «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام»

بارك الله فيكِ واسعدكِ
إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#3

افتراضي رد: الجزء الثامن عشر «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام»

بارك الله فيكى حبيبتى
إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#4

افتراضي رد: الجزء الثامن عشر «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام»

جزاك الله خيراً


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
الجزء الرابع عشر «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام» راجين الهدي المنتدي الاسلامي العام
الجزء الثالث عشر «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام» راجين الهدي المنتدي الاسلامي العام
الجزء الرابع من «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام» راجين الهدي المنتدي الاسلامي العام
الجزء الثالث من «هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام» راجين الهدي المنتدي الاسلامي العام
«هكذا علمني الإسلام وهكذا أدبني الإسلام" الجزء الثانى راجين الهدي المنتدي الاسلامي العام


الساعة الآن 02:33 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل