رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الرابع و العشرون
89. فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ
فمن مِن خلق الله أعظم فرية ممن كذب على الله، فادّعى أن له ولد وصاحبة، أو أنه حرَّم ما لم يحرمه من المطاعم
من الكذب على الله أن تفسر القرآن بغير علم.
سئل أبو بكر عن فول الله تعالى: (وفاكهة أبا)، فقال: أي أرض تقلني، وأي سماء تظلني، إن قلت في كلام الله ما لا أعلم.
الظلم مراتب، والذنوب درجات، تتفاضل بينها بين صغائر وكبائر، وحتى الكبائر تتفاوت.
90. وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33)
قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: والذي جاء بالصدق هو رسول الله ﷺ، وصدق به المسلمون أولئك هم المتقون.
91_لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (35):
. من صفات المتقين وعلاماتهم البارزة: استعظام الصغائر التي فرطت منهم، ولو غفَرها الله، لاستعظامهم الذنب، ومعرفتهم بقدر من عصوه.
. من تدليل الله لعباده المتقين: أن يضاعِف لهم الأجر، فتكون حسناتهم الصغيرة كالكبيرة، وينالون ثوابهم كله على أكمل الوجوه، وبحساب الأحسن مما عملوا.
92. فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (39):
تهديد بأن مصيركم إلى النار، وستعاينون ذلك عن قريب، لكن لن يفيدكم هذا العلم لأنه في دار الجزاء لا دار العمل.
93. مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (40):
عذاب الدارَيْن!
﴿عَذابٌ يُخْزِيهِ﴾ في الدنيا، وقد أخزاهم الله يوم بدر، ﴿وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ﴾ في الآخرة، وهو عذاب النار.
94. إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (41):
من أحسن منكم، فإحسانه إلى نفسه اكتسبه، ومن أساء فبلاؤه على نفسه جلَبَه، والله أغنى الأغنياء عن طاعة المقبلين، ولا تضره زلَّات المعرضين.
95. وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى
. يتوفى الله نفسين: النفس التي ماتت موتا حقيقيا، والنفس التي ماتت بالنوم موتا مؤقتا، ثم يمسك روح التي ماتت عنده، ويرسل الأخرى أي يردها إلى بدن النائم ليستيقظ، ويتكرر هذا الأمر كل ليلة.
96. قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (44)
لا يشفع الأنبياء ولا الشهداء ولا العلماء ولا الأطفال فضلا عن الأصنام إلا بإذن الله.
97. وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (45)
يزداد إيمانك، فينشرح صدرك لذكر الله نطقا وسماعا، ويقل إيمانك، فينقبِض صدرك من الذكر، وتهرب منه.
. إذا مات القلب أظلم، فآثر الظلام على الضوء، والعذاب على النجاة.
98. وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
لو تصدَّقوا في الدنيا بمثقال ذرة لتُقُبِّل منهم، لكن يوم القيامة لا يقبل منهم ضعف كنوز الأرض لو بذلوه.
لو بكوا في الدنيا دمعة واحدة، لمحت كثيرا من سجلات سيئاتهم، لكن يوم القيامة لو بكوا أنهار الدماء، لم يرحم بكاءهم.
99. وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (48)
عاقبة الاستهزاء! استهزؤوا بالبعث فبعثهم الله، وبالعذاب فعذَّبهم الله، وأحاط بهم من كل جانب، فلا فرصة للهرب ولا للنجاة، وعبَّر بــالفعل الماضي (وحاق) للإيذان بتحقق وقوعه حتى كأنه وقع بالفعل.
100. وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55)
وأحسن ما أُنزِل من الله هو القرآن، وأحسن: اسم تفضيل مستعمل في معنى: كامل الحُسْن، وليس في معنى: تفضيل بعضه على بعض؛ لأن جميع ما في القرآن حَسَن.
101. أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56):
متى ما واتتك فرصة فاغتنمها، وإلا لاحقتك الحسرات، فقلَّما عادت فرصة بعد الفوات.
102. أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57):
الاحتجاج بالقدر لتبرير الأخطاء احتجاج سخيف، أبطله الله في كتابه، ويلجأ إليه المنحرفون في جميع العصور والأزمان، ويعيدون ترديده يوم القيامة.
104. وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ (61)
هذا رجل تقي.. هذه زوجة تقِيَّة .. أبشر بشهادة الناس لك اليوم بالتقوى، فهي جواز عبورك عبر بوابات الجنة غدا.
105. اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ (62):
خالق الفرح بلا سبب، وخالق الفرَج من العدم، وخالق اليُسر من رحِم العُسْر، ففيم اليأس؟!
106. اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62):
الله خالق كل شيء، فكيف عبدتم من لم يخلق شيئا؟! الله مدبِّر كل شيء بكمال حكمة وعظيم قدرة، فكيف اتخذتم غيره وكيلا؟!
107. لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ (63)
المقاليد: المفاتيح، فكل كنوز السماوات والأرض في خزائن الله، ومفاتيح خزائن الله بيد الله، وهذه كناية عن أن أي عطاء دنيوي أو أخروي، مادي أو معنوي، يصل المؤمن أو الكافر، والبر أو الفاجر، هو من الله وحده.
108. قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64):
ساوموه .. نعبد إلهك يوما، وتعبد إلهنا يوما، فردَّ عليهم: ما أقبح جهلكم، وهل الإيمان صفقة تجارية حتى تخضع للأخذ والرد؟!
حاول المشركون مع النبي ﷺ كي يشرك بالله، فما ظنك بمحاولاتهم اليوم للإيقاع بالمسلمين في براثن الشرك وشراك الكفر؟
109. وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65):
الآية تنفير من الشرك وتقبيح له بأعظم لهجة، لأنه إذا كان رسول الله ﷺ لو وقع في شيء منه- على سبيل الفرض- حبط عمله، وكان من الخاسرين، فكيف بغيره من أفراد أمته؟!
110. وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ (67)
هذه الآية مذكورة في سور ثلاث، في سورة الأنعام، وفي سورة الحج، وفي هذه السورة: سورة الزمر.
111. والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه (67)
عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «يقبض الله الأرض، ويطوي السموات بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض صحيح البخاري رقم: 4812
112. وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا
لا تزال أبواب النار مغلقة، كما تُغلَق أبواب السجون، حتى يأتي أصحاب الجرائم الذين يسجنون فيها، فتُفتَح لهم ثم تُغلَق عليهم.
113. ﴿حم﴾ [غافر: 1]: قال ابن عباس: إن لكل شيء لبابا، ولباب القرآن الحواميم، وقال مسعر بن كدام: كان يُقال لهن: العرائس.
114. تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ
عزة القدر، وعزة القهر وعزة الامتناع عن أي نقص.
115. رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ (8):
قال سعيد بن جبير: يدخل المؤمن الجنة، فيقول: أين أبي؟! أين أمي؟! أين ولدي؟ أين زوجتي؟ فيقال: إنهم لم يعملوا مثل عملك، فيقول: إني كنت أعمل لي ولهم، فيقال: أدخلوهم الجنة».
116. قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ (11):
اعترفوا حيث لا ينفع الاعتراف، وندموا حين لا ينفع الندم، بعد أن مروا بموتين وحياتين!
ليس المهم فقط أن تؤمن، الأهم أن تؤمن قبل الوقت الضائع.
117. فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ (11):
قالوها بلهجة اليائس، الواثق أنه لا سبيل للرجوع، ولا طريق للهروب، ولا سكة لإعادة المحاولة.
118. وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا
ليس الإيمان هنا هو الإيمان بالله، بل معناه: إن يجعلوا لله شركاء من دونه، تُصدِّقوا ذلك وتؤمنوا به.
119.فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12):
الله هو الحاكم في خلقه، والقضاء له وحده لا لغيره، ولا يمكن لأحد ردَّ حكمه وعقابه، ولا سبيل إلى النجاة لعلوِّه وكبريائه.
120. هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا
تقديم الآيات على الرزق دليل على أن النعم الدينية أهم من النعم الدنيوية.
121. وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ (13)
لن ينتفع بآيات الله، ولن يشكر رزقه وعطاءه، إلا صاحب إنابة وصدق في التوجه إلى الله.
123. قال أبو هلال العسكري في الفروق اللغوية:
«الفرق بين التوبة والإنابة: قيل: التوبة هي الندم على فعل ما سبق، والإنابة: ترك المعاصي في المستقبل».
124. فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (14):
عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما: كان النبي ﷺ إذا انصرف من الصلاة يقول:
«لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله، مخلصين له الدَينَ ولو كره الكافرون، أهل النعمة والفضل والثناء الحسن، لا إله إلا الله، مخلصين له الدين، ولو كره الكافرون». صحيح أبي داود رقم: 1350
125. وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (14):
سيرك في طريق الحق وعلى الصراط المستقيم، سيغيظ منك الكافرين وجموع المنافقين، فلا تلتفت إلى كراهيتهم، وامضِ لما أمرك الله.
126. رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ (15)
أن تأتي بعد: ﴿مخلصين له الدين﴾ إشارة إلى إن الإخلاص سبب رفع الدرجات.
سبحانه! رافع درجات اأنبياء والاولياء، ولذا رفع محمدا ﷺ فوق الخلائق، واختصه بالدعوة والرسالة.
127. ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ
نموذجان رفعهما (رفيع الدرجات): العرش، وهو أعظم مخلوقات الله، والروح: جبريل، وهو أعظم ملائكة الله.
128. لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ (15)
لا تظن أن ظالما سيفلت بجريمته! قال ميمون بن مهران: «يلتقي فيه الظالم بالمظلوم».
129. يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ (16)
قد تختبئ اليوم في غرفتك، أو خلف شاشتك، أو باسم مستعار على صفحتك، لكن غدا .. لا مجال للاختباء، ولا فرصة للمكر والدهاء.
130. لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16):
قال الحسن: «هو السائل تعالى، وهو المجيب، لأنه يقول ذلك حين لا أحد يجيبه، فيجيب نفسه سبحانه فيقول: لله الواحد القهار».
131. الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ
لا تدل الآية على أن الميت لا ينتفع بعمل غيره، فقد جاء في الحديث أن رجلا أتى النبي ﷺ وأخبره بأن أمه ماتت فجأة، وأنها لو تكلمت لتصدقت، أفأتصدق عنها؟ فقال له النبي ﷺ: نعم، وفي البخاري: «من مات وعليه صوم، صام عنه وليه». صحيح البخاري رقم: 2756
132. إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (17)
قال ابن كثير: «أي يحاسب الخلائق كلهم كما يحاسب نفسا واحدة».
133. وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ
كل من تعلق بغير الله فقد تعلق بسراب، وارتبط بمن لا يضره ولا ينفعه، وهو أعجز من أن ينفع نفسه أو يضرها فضلا عن أن ينفع غيره أو يضره.
134. الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ
يجادلون بصيغة المضارع لغفادة تجدد مجادلتهم وتكررها، وأنهم لا ينفكون عنها.
. من أسباب إضلال الله للعبد: كثرة جداله بغير حق.
135. كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35):
قلب المتكبر مغلق بقفل مفتاحه ضائع، لذا لا سبيل لفتح أبواب القلب أمام أنوار الهداية.
. المتكبر صفة للقلب، لأنه الملك، والجوارح جنود، فإذا تمكَّن الكبر من القلب، تبعته الجوارح.
136. وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَاهَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36)
الحاشية التي حول فرعون سبب أساسي في استمراره في ضلاله.
. الاقتراحات السخيفة للطغاة تلقى رواجا كبيرا عند أتباعهم من أهل النفاق.
137. وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ:
أشد عقوبات الله للعبد: التزيين: أن ترى الباطل حقا، والشر خيرا.
138. وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ
صد فرعون الناس عن طريق الله، فصدَّه الله عن الهداية، فكان جزاؤه من جنس عمله.
139. وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ (37):
كل من كاد مؤمنا، فكيده إلى ضياع وخسران.
140. يَاقَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ (39)
ابن القيم:
«وأما الدنيا فمنقطعة، ولذّاتها لا تصفو أبدًا ولا تدوم، بخلاف الآخرة فإنّ لذّاتها دائمة، ونعيمها خالص من كل كدر وأم، وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذّ الأعين مع الخلود أبدًا».
141. مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا (40):
السيئة تكتب سيئة واحدة، ومع هذا لا تسجَّل في صحيفتك إلا بعد ست ساعات، لتمنحك فرصة للتوبة. في الحديث: «إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطئ فإن ندم واستغفر الله منها ألقاها وإلا كتبت واحدة». صحيح الجامع رقم: 2097
142. وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (40):
سئل النخعي عن عمل كذا، ما ثوابه؟ فقال: إذا قبل لا يُحصَى ثوابه.
143. إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ (48):
حكم الله نهائي، لا نقض فيه ولا استئناف!
144. كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (63):
الذنوب سبب لانصراف القلوب عن الحق، فالضلال اختيار لا إجبار من الجبار.
145. اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ
تعرَّف إليكم بكل طريق وأرشدكم إلى محبته بكل سبيل، فهنا خمس آيات: اثنتان من آيات الآفاق: الأرض والسماء، وثلاثة من آيات النفس: حدوث التصوير وحسن هذا التصوير ورزقها من الطيبات.
146. هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67) :
استعراض شريط حياتك بأسرها في آية واحدة، وموجزه بغض النظر عن تفاصيلها: من التراب وإلى التراب!
147. فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ (78):
قد ينزل قضاء الله ليُهلِك الأمم وفيها أناس صالحون؟ والسبب: إذا كثر الخبث وغاب المُصلِحون أو غُيِّبوا قهرا.
148. اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (79):
سخر الأكوان لخدمتك، وجعل كل شيء طوع أمرك، فأنت خليفة الله في الأرض، وباقي المخلوقات –ولو كانت أكبر وأعظم وأقوى منك – تعمل في خدمتك.
149. كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3)
ومن تفصيل آياته معرفة معانيها وانتشار تفاسيره، وقد أحصاها البعض تفاسير القرآن فبلغت إلى اليوم 289 تفسيرا!
150. فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (4)
تدل هذه الآية على أن الهادي من هداه الله، وأن الضال من أضله الله.
151. وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ (5)
اقتصر هنا على ذكر هذه الأعضاء الثلاثة، وذلك لأن القلب محل المعرفة، وله السلطان على البدن، والسمع والبصر هما وسيلتا تحصيل المعارف، فإذا كانت هذه الثلاثة محجوبة، كان ذلك أقصى درجات الضلال.
152. فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ
﴿إِلَيْهِ﴾ تنبيه على الإخلاص، وأن العامل ينبغي أن يكون الله غايته ومقصوده، فبذلك يكون عمله نافعًا، وبغير ذلك يكون عمله باطلا.
153. وَاسْتَغْفِرُوهُ (6)
مهما حرص العبد على الاستقامة، فلابد أن يحصل منه زلل، بتقصير عن مأمور، أو ارتكاب محظور، لذا أمره الله بدواء عظيم ذلك الداء، فقال: ﴿وَاسْتَغْفِرُوهُ﴾
154. فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا
خلق الله في كل سماء ما اقتضته حكمته من الملائكة، ومن خلائق لا يعلمها إلا هو سبحانه.
155. قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ (21)
قدرة الله فوق حدود العقل، وكل ما خطر ببالك فقدرة الله فوق ذلك.
156. إذا أراد الله بعبد خيرا قيَّض له قرناء خير يعينونه على الطاعات، ويحملونه عليها، وإذا أراد به غير ذلك سلَّط عليه شياطين الإنس والجن يوسوسون إليه بالسيئات والمنكرات.
157. وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (25)
هذا أوضح دليل على تكليف الجن مع الإنس، فقد اعترفوا في الآخرة بأنهم كانوا كافرين، وشهدوا على أنفسهم بالكفر، مما يدل على تكليفهم وتوجه خطاب الشرع إليهم.
158. وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا (35)
وما يُلقَّى هذه الخصلة من دفع السيئة بالتي هي أحسن إلا الصابرون، وهكذا كل خصال الخير.
159. وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)
إذا تسللت إلى قلبك نزغات شيطان فبادر إلى ذكر ربِّك، فإن لم تفعل تحولت النزغة إلى فكرة، والفكرة إلى عزم، فإن لم تتحصَّن بحصن الاستعاذة أوقعك العزم في الزلل.
160. فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ (38)
عن حكيم بن حزام قال:
«بينما رسول الله ﷺ في أصحابه إذ قال لهم: أتسمعون ما أسمع؟ قالوا: ما نسمع من شيء، قال: إني لأسمع أطيط السماء، وما تلام أن تئط، ما فيها موضع شبر إلا عليه ملك ساجد أو قائم». السلسلة الصحيحة رقم: 1060
161. قال ابن القيم: «ولو أحسن العبد التداوي بالفاتحة، لرأى لها تأثيرًا عجيبًا في الشفاء، ومكثتُ بمكة مدّةً تعتريني أدواء، ولا أجد طبيبًا ولا دواء، فكنتُ أعالج نفسي بالفاتحة، فأرى لها تأثيرًا عجيبًا، فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألمًا، وكان كثير منهم يبرأ سريعًا».
162. ﴿أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ﴾[فصلت:44]
يا من تُنادَون للنجاة، فلا تستجيبون..
يا من تخوَّفون بالنار فلا ترتدعون..
وتشوَّقون للجنة فلا تبذلون..
ألا تفهمون؟!
أم أن دعاة الخير من مكان بعيد ينادون وبكم يهتفون، فلا تسمعون؟!
163. مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا
ليس في الدين قيود، بل هي حدود، تضمن سلامتك، وتكفل حمايتك، وتقيك من كل ما يضرك في دينك أو دنياك.