أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الرابع و العشرون



جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الرابع  و العشرون

1. ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾ [الزمر: 36]: قال ابن القيم: «فالكفاية التامة مع العبودية التامة والناقصة، فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه».
2. ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾ [الزمر: 36]: قال قتادة في سبب نزولها: مشى خالد بن الوليد إلى العزى ليكسرها بالفأس، فقال له سادنها: أحذِّركَها يا خالد، فإن لها شدة لا يقوم لها شي، فعمد خالد إلى العُزّى فهشم أنفها حتى كسرها بالفأس، وتخويفهم لخالد تخويف للنبي ﷺ، لأنه الذي وجَّه خالدا.
3. ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾ [الزمر: 36]: تقوية لقلب كل مؤمن عند الشدائد، وإزالة للخوف الذي في قلبه تجاه أي خطر.
4. ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾ [الزمر: 36]:قال الآلوسي: «إنكار ونفي لعدم كفايته تعالى على أبلغ وجه، كأن الكفاية من التحقق والظهور بحيث لا يقدر أحد على أن يتفوه بعدمها، أو يتلعثم في الجواب بوجودها».
5. ﴿قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فيما كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾ [الزمر: 46]: كان النبي ﷺ إذا قام من الليل افتتح صلاته: «اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم».
6. قال سعيد بن جبير: إني لأعرف آية ما قرأها أحد قط، فسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه، قوله تعالى: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فيما كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾ [الزمر: 46].
7. ﴿وَبَدا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ﴾ [الزمر: 47]: قال مجاهد والسُّدِّي: «عملوا أعمالا توهموا أنها حسنات فإذا هي سيئات»، وقال سفيان الثوري في هذه الآية: «ويل لأهل الرياء .. ويل لأهل الرياء .. هذه آيتهم وقصتهم».
8. ﴿بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الزمر: 49]: أي لا يعلم هؤلاء الزاعمون أن ما هم فيه من الخير نتيجة علمهم وسعيهم، لا يعلمون أن عطاء المال فتنة واختبار، ينجحون فيه بالشكر أو يفشلون بالعصيان، فالتبس عليهم تمييز الخير من الشر.
9. ﴿وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الزمر: 49]: أكثر الناس لا يعلمون أن ما أوتوه من نعمة في الدنيا هو شرٌّ إن لم يقوموا بشكرها، فيرون المال خيرا كله، وهذا خطأ.
10. ﴿قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ﴾ [الزمر: 53]: قال القشيري:
11. «التسمية ب ﴿يا عِبادِيَ﴾، والوصف بأنهم ﴿أَسْرَفُوا﴾ ذم. فلمّا قال: ﴿يا عِبادِيَ﴾ طمع المطيعون في أن يكونوا هم المقصودين بالآية، فرفعوا رءوسهم، ونكَّس العصاة رؤوسهم وقالوا: من نحن.. حتى يقول لنا هذا؟! فقال تعالى: «الَّذِينَ أَسْرَفُوا» فانقلب الحال، فهؤلاء الذين نكَّسوا رءوسهم انتعشوا وزالت ذلّتهم، والذين رفعوا رءوسهم أطرقوا وزالت صولتهم ».
12. ﴿قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ﴾ [الزمر: 53]: قال عبد الله بن مسعود وغيره: «هذه أرجى آية في كتاب الله تعالى».

13. ﴿بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾ [الزمر: 66]: قال السعدي: «فكما أنه تعالى يشكر على النعم الدنيوية، كصحة الجسم وعافيته، وحصول الرزق وغير ذلك، كذلك يُشكَر ويُثنى عليه بالنعم الدينية، كالتوفيق للإخلاص، والتقوى، بل نعم الدين، هي النعم على الحقيقة».
14. ﴿بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾ [الزمر: 66]: في الشكر وقاية من العُجب، فلو عرف العبد حقيقة أن ما به من نعمة إلا من اللهن لم يعجب بنفسه، و لم ينسب لنفسه ما ليس له.
15. ﴿تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ﴾ [الزمر: 60]: قال القشيري: «هؤلاء الذين ادّعوا أحوالا ولم يصدقوا فيها، وأظهروا المحبة لله ولم يتحققوا بها، وكفاهم افتضاحا بذلك! وأنشدوا:
ولمّا ادّعيت الحبَّ قالت كذبتنى ... فما لي أرى الأعضاء منك كواسيا؟!
فما الحبّ حتى تنزف العين بالبكا ... وتخرَس حتى لا تجيب المناديا».
16. ﴿تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ﴾ [الزمر: 60]: قال ابن عاشور: «ويدخل في الذين كذبوا على الله كل من نسب إلى الله صفة لا دليل له فيها، ومن شرع شيئا فزعم أن الله شرعه متعمدا قاصدا ترويجه للقبول بدون دليل، فيدخل أهل الضلال الذين اختلقوا صفات لله أو نسبوا إليه تشريعا، ولا يدخل أهل الاجتهاد المخطئون في الأدلة، سواء في الفروع بالاتفاق، وفي الأصول -على ما نختاره- إذا استفرغوا الجهود».
17. ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ﴾ [الزمر: 73]: قال القرطبي: «قال في حق الفريقين﴿وَسِيقَ﴾ بلفظ واحد، فسوق أهل النار طردهم إليها بالخزي والهوان، كما يفعل بالأسارى والخارجين على السلطان إذا سيقوا إلى حبس أو قتل.
18. وسوق أهل الجنان سوق مراكبهم إلى دار الكرامة والرضوان، لأنه لا يُذهَب بهم إلا راكبين كما يفعل بمن يُشرَّف ويكرَّم من الوافدين على بعض الملوك، فشتان ما بين السَّوْقَين».
19. ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا﴾ [الزمر: 73]: زيادة الواو دليل على أن الأبواب فتحت لهم قبل أن يأتوا لكرامتهم على الله تعالى، والتقدير حتى إذا جاءوها وأبوابها مفتحة، لكنه حذف الواو في قصة أهل النار، لأنهم وقفوا على النار، وفُتِحت أبوابها بعد وقوفهم عليها ترويعا لهم وتخويفا.
20. ﴿فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ﴾ [الزمر: 68]: من أطال القيام في الصلاة اليوم هان عليه طول القيام يوم القيامة.
21. ﴿وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الزمر: 75]: قال ابن كثير: «أي ونطق الكون أجمعه ناطقه وبهيمه لله رب العالمين بالحمد في حكمه وعدله، ولهذا لم يسند القول إلى قائل، بل أطلقه، فدلَّ على أن جميع المخلوقات شهدت له بالحمد».
22. ﴿حم﴾ [غافر: 1]: قال ابن عباس: إن لكل شيء لبابا، ولباب القرآن الحواميم، وقال مسعر بن كدام: كان يُقال لهن: العرائس.

23. ﴿غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ﴾ [غافر: 3]: صفتان إلهيتان ليبقى كل عبد متوازنا دائما بين الخوف والرجاء.
24. ﴿غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ﴾ [غافر: 3]: هذه الآية بعثها عمر بن الخطاب إلى رجل من أهل الشام كان يفد إلى عمر، ثم انتكس وتتابع في هذا الشراب، ثم قال لأصحابه: ادعوا الله لأخيكم أن يُقبِل بقلبه وأن يتوب الله عليه، فلما بلغ الرجل كتاب عمر رضي الله عنه جعل يقرؤه ويردده ويقول: غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب، قد حذَّرني عقوبته، ووعدني أن يغفر لي، فلم يزل يرددها على نفسه حتى ثم تاب.
25. ﴿ذي الطَّوْل﴾ [غافر: 3]: والطَّوْل يطلق على مطلق القدرة، فكل ما عجَزَتْ عنه قدرتك، فاطلبه من ﴿ذي الطَّوْل﴾.
26. ﴿الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ﴾ [غافر: 3]: ما استطاعت الملائكة حمل العرش إلا بالتسبيح، فكل ما صعب عليك ، فاستعن عليه بالتسبيح.
27. قرأ رجل على سليم بن عيسى قوله تعالى: ﴿وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا﴾، فبكى وقال: «ما أكرم المؤمن على الله، نائماً على فراشه، والملائكة يستغفرون له».
28. ﴿وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا﴾ [غافر: 3]: هذا دليل على محبة الملائكة للمؤمنين! قال السعدي: «الدعاء للشخص من أدلِّ الدلائل على محبتِه، لأنه ﻻيدعو أحد إلا لمن يحبه».
29. ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ﴾ [غافر: 10]: قال ابن جزي: «وهذه الحال تكون للكفار عند دخولهم النار، فإنهم إذا دخلوها مقتوا أنفسهم، أي مقت بعضهم بعضا، ويُحتَمل أن يمقت كل واحد منهم نفسه، فتناديهم الملائكة وتقول لهم: مقت الله لكم في الدنيا على كفركم أكبر من مقتكم أنفسكم اليوم».
30. ﴿مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴾ [غافر: 18]: من ألوان العذاب فقد الأحبة الذي يشاركون المرء أوجاعه وآلامه، لذا كان من عذاب أهل النار : فقدان الحميم.
31. ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾ [غافر: 10]: أن تختلس نظرة إلى من حولك دون أن يشعر.. حتى هذه الله يعلمها.
32. ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ﴾ [غافر: 10]: قال ابن عباس: «هو الرجل ينظر إلى المرأة، فإذا نظر إليه أصحابه غضَّ بصره، فإذا رأى منهم غفلة تدسس بالنظر، فإذا نظر إليه أصحابه غض بصره، وقد علم الله عز وجل منه أنه يود لو نظر إلى عورتها».
33. ﴿ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى﴾ [غافر: 26]: وما الذي يمنعك؟! لعله أراد: أوجدوا لي الذرائع المناسبة لقتل موسى، وقوموا بتهيئة الرأي العام!
34. ﴿ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ﴾ [غافر: 26]: الاستهزاء بدعوات الصالحين صفة مشتركة للطغاة في كل عصر.
35. ﴿إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ ﴾ [غافر: 26]: للطغاة ذرائع كاذبة لاضطهاد المصلحين وإيذائهم، يدلسون بها على الجماهير ويستخفونهم.
36. ﴿وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ﴾ [غافر: 27]: الكِبْر حجاب يحجب القلب عن تذكّر يوم الحساب.
37. ﴿فَمَنْ يَنصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ ﴾ [غافر: 29]: أدخل نفسه في الخطاب ليستميل قومه، ويؤلِّف قلوبهم.. هذه حكمة كل داعية.
38. ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾ [غافر: 44]: من فوَّض أمره إلى الله ﻻ يعتريه قلق، لأن قلبه معلَّق بالسماء.
39. ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾: ذكر أن سبب تفويض أمره معهم إلى الله، بأن الله عليم بأحوال جميع العباد، فشمِله علم الله وشمِل خصومه.
40. العمل: ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ﴾، والنتيجة: ﴿فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا﴾ هل رأيت أرباح التفويض؟ اللهم إني فوضتك في أموري كلها.
41. ﴿فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا﴾: الله وحده القادر على أن ينجيك من كل من يمكر بك، بحسب ما في قلبك من قوة التفويض والتوكل على ربك.
42. ﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا﴾ [غافر: 46]: قال ابن كثير: «وهذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبور».
43. ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ ﴾ [غافر: 51]: قال البغوي: «قال ابن عباس: بالغلبة والقهر. وقال الضحاك: بالحُجَّة، وفي الآخرة بالعذر. وقيل: بالانتقام من الأعداء في الدنيا والآخرة، وكل ذلك قد كان للأنبياء والمؤمنين، فهم منصورون بالحجة على من خالفهم، وقد نصرهم الله بالقهر على من ناوأهم وإهلاك أعدائهم، ونصرهم بعد أن قُتِلوا بالانتقام من أعدائهم، كما نصر يحيى بن زكريا لما قُتِل، قتل به سبعون ألفا، فهم منصورون بأحد هذه الوجوه».
44. ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ ﴾ [غافر: 51]: قال ابن عاشور: «والمعنى لا تستبطىء النصر فإنه واقع، وذلك ما نصر به النبي ﷺ في أيامه على المشركين يوم بدر ويوم الفتح ويوم حنين وفي أيام الغزوات الأخرى، وما عرض من الهزيمة يوم أحد كان امتحانا وتنبيها على سوء مغبة عدم الحفاظ على وصية الرسول ﷺ أن لا يبرحوا من مكانهم، ثم كانت العاقبة للمؤمنين».
45. ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ﴾ [غافر: 51]: كيف يقع النصر في الدنيا؟ وقد قُتِل زكريا، ويحيى، وحاولوا قتل عيسى فرفعه الله، وأُخرِج إبراهيم من أرضه، وهاجر محمد ﷺ؟ والجواب: أن النصر إما يكون في الحياة بمحق الأعداء، أو يكون بالانتقام من الأعداء بعد إيذائهم الأنبياء، وذلك في حياة الأنبياء أو بعدهم، فالوعد أكيد، لكن الميعاد مخفي.
46. ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ [غافر: 51]: قال القشيري: «ننصرهم على أعدائهم بكيد خفّى ولطف غير مرئيّ، من حيث يحتسبون ومن حيث لا يحتسبون».
47. ﴿يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ﴾ [غافر: 52]: الاعتذار اليوم سمت الأبرار، وما أحبه إلى الرحيم الغفار، لكن غدا لا تُقبل أي أعذار، ولا ينفع تبريرٌ من الفجار.
48. ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ﴾ [غافر: 55]: قال القشيري: «الصبر في انتظار الموعود من الحقّ على حسب الإيمان والتصديق، فمن كان تصديقه ويقينه أتمّ وأقوى كان صبره أتمّ وأوفى».
49. ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ﴾ [غافر: 55]: قال القشيري في التفسير:
50. «كن بقلبك فارغا عنهم، وانظر من بعد إلى ما يُفعل بهم، واستيقن بأنه لا بقاء لجولة باطلهم، فإن لقيت بعض ما نتوعدهم به وإلّا فلا تك في ريب من مقاساتهم ذلك بعد».
51. ﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ﴾ [غافر: 55]: قل (سبحان الله وبحمده) كل صباح ومساء، ففي الحديث: «من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر». صحيح الجامع رقم: 6431
52. ﴿وَاسْتَغفِرْ لِذَنْبِكَ﴾ [غافر: 55]: قال البغوي: «أمره بالاستغفار مع أنه مغفور له لتستن به أمته».
53. ﴿وَاسْتَغفِرْ لِذَنْبِكَ﴾ [غافر: 55]: قال الآلوسي: «أُمِر عليه السلام بذلك إبانة لفضل التوبة ومقدارها عند الله تعالى، وأنها صفةُ الأنبياء، وبعثاً للكفرة على الرجوع عما هم عليه بأبلغ وجهٍ وألطفه، فإنه عليه السلام حيث أُمر بها وهو منزَّه عن شائبةِ اقترافِ ما يوجبها من الذنب وإن قلَّ، فتوبتهم وهم عاكفون على أنواع الكفر والمعاصي مما لا بد منه أصلاً (أوْلى)».
54. ﴿وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60]:
55. كان سفيان الثوري يقول: «يا من أحبُّ عباده إليه من سأله فأكثر سؤاله، ويا من أبغض عباده إليه من لم يسأله، وليس أحد كذلك غيرك يا رب».
56. ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ﴾ [غافر: 60]: ليس أبسط زلا أروع ولا أجمل ولا ألطف من هذه الطلب!
57. ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60]: لو لم تُرِدْ نيلَ ما أرجو وأطلُبه .. مِن جودِ كفّك ما عوّدتَني الطلبا.
58. ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60]: كان عمر رضي الله عنه يقول: «إني لا أحمل همَّ الإجابة، ولكن أحمل هم الدعاء، فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه»، وكان يقول للصحابة: «لستم تُنصَرون بكثرة، وإنما تُنصَرون من السماء».
59. ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ ﴾ [غافر: 61]: أكثر الناس لا يشكرون نعم الله عليهم؛ فكيف يشكرون الناس؟!
60. ﴿ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ ﴾ [غافر: 75]: قال السعدي: «وهذا هو الفرح المذموم الموجب للعقاب، بخلاف الفرح الممدوح الذي قال الله فيه: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} وهو الفرح بالعلم النافع، والعمل الصالح».
61. ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ﴾ [غافر: 77]: الاحتمالان إذن قائمان!
62. أن ترى نهاية عدوك أو لا تراها ..
لكن الوعد الإلهي بالعقوبة الإلهية ليس خاضعا للاحتمال.
63. الرسالة هنا: العبد عبدٌ والربُّ رب! وليس للعبد أو من مهماته تحديد ساعة الفرج ولا موعد النهايات ومصارع الطغاة .. بل الأمر في هذا إلى الله وحده.
64. ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ﴾ [غافر: 77]: إما نرينك يا محمد في حياتك بعض الذي نعد هؤلاء المشركين من العذاب والنقمة أن تحل بهم، فإذا كان هذا حال النبي ^، فكيف بحالنا نحن؟!ﭽﰂ ﰃﭼقبل أن يَحِلَّ بهم ذلك، فإلينا مصيرك ومصيرهم، لنحكم عند ذلك بينك وبينهم بالحقّ بأن ندخلهم النار، ونكرمك بجوارنا في جنات النعيم.
65. ﴿الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ﴾ [فصلت: 7]: قال الزمخشري: «فإن قلتَ لم خص من بين أوصاف المشركين منع الزكاة مقرونا بالكفر بالآخرة؟ قلت: لأن أحب شي إلى الإنسان ماله، وهو شقيق روحه، فإذا بذله في سبيل الله فذلك أقوى دليل على ثباته واستقامته وصدق نيته ونصوع طويته».
66. ﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ﴾ [فصلت: 11]: هذه الجمادات أطوع من بعض الأحياء!
67. ﴿قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ﴾ [فصلت: 11]: بعضنا يخضع لله كرها، فليتنا نخضع له طوعا كما خضعت السماوات والأرض في رضا وسرور.
68. ﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ﴾ [فصلت: 17]: «أي هداية بيان، وإنما نص عليهم، وإن كان جميع الأمم المهلكة، قد قامت عليهم الحجة، وحصل لهم البيان، لأن آية ثمود، آية باهرة، قد رآها صغيرهم وكبيرهم، وذكرهم وأنثاهم، وكانت آية مبصرة، فلهذا خصهم بزيادة البيان والهدى».
69. ﴿فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ﴾ [فصلت: 17]: الجزاء من جنس العمل، فمن استحب الضلال على الهدى كالذي أحب العمى على البصر، فكان جزاؤهم بالصاعقة لأنها تُعْمي الأبصار قبل أن تهلكهم كما قال تعالى: ﴿يكاد البرق يخطف أبصارهم﴾ [البقرة: 20] .
70. ﴿وَذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ﴾ [فصلت: 23]: قال قتادة: «من استطاع منكم أن يموت وهو حسن الظن بربه فليفعل، فإن الظن اثنان؛ ظن ينجي، وظن يُردي».
71. ﴿وَذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ﴾ [فصلت: 23]: قال عمر بن الخطاب في هذه الآية: «هؤلاء قوم كانوا يدمنون المعاصي ولا يتوبون منها ويتكلمون على المغفرة، حتى خرجوا من الدنيا مفاليس، ثم قرأ: ﴿وَذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ﴾».
72. ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾ [فصلت: 30]: قال أبو بكر ثم استقاموا: لم يشركوا بالله شيئا. وعن عمر: استقاموا على الطريقة لطاعته ثم لم يروغوا روغان الثعالب. وقال عثمان: ثم أخلصوا العمل لله، وعن علي: ثم أدوا الفرائض.
73. ﴿قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [فصلت: 21]: ولم لا؟ وقد تحررتْ الجوارح من قَيْد الإرادة، وجاء الوقت لتشتكيك إلى الله، وتنطق بكلمة الحق التي كتمتْها تحت سطوة إرادتك وقهْرك.
74. ﴿وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ﴾ [فصلت: 22]: في صحيح مسلم عن ابن مسعود قال: «اجتمع عند البيت ثلاثة نفر، قرشيان وثقفى، قليلٌ فقْهُ قلوبهم، كثيرٌ شحم بطونهم، فقال أحدهم: أترون الله تعالى يسمع ما نقول؟! فقال الآخر: يسمع إن جهرنا ولا يسمع إن أخفينا، فأنزل الله عز وجل: ﴿وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ﴾».
75. ﴿فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَما هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ ﴾ [فصلت: 24]: يُقال: ثوى فلان بالمكان، إذا أقام به إقامة دائمة، فهؤلاء إن صبروا واستسلموا فهم باقون في النار، وإن يستعتبوا أي يطلبوا العُتب والاعتذار لم ينفعهم ولم يُقبَل منهم.
76. ﴿وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَما هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ ﴾ [فصلت: 24]: خطب رسول الله ﷺ فقال: « والذي نفسي بيده .. ما بعد الموت من مستعتب، وما بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار».
77. ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾ [فصلت: 30]:عن ابن عباس: نزلت هذه الآية في أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وذلك أن المشركين قالوا ربنا الله والملائكة بناته وهؤلاء شفعاؤنا عند الله، فلم يستقيموا. وقال أبو بكر: ربنا الله وحده لا شريك له ومحمد صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، فاستقام.
78. ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلائِكَةُ ﴾ [فصلت: 30]: قال الزهري وقتادة: هي نزول الملائكة بالبشارة من الله تعالى عند الموت.
79. ﴿أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا ﴾ [فصلت: 30]: قال مجاهد: «لا تخافوا على ما تُقدِمون عليه من أمر الآخرة، ولا تحزنوا على ما خلَّفتم من أهل وولد، فإنا نخلفكم في ذلك كله».
80. ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [فصلت: 33]: كان الحسن إذا تلا هذه الآية يقول: «هذا رسول الله، هذا حبيب الله، هذا ولي الله، هذا صفوة الله، هذا خيرة الله، هذا والله أحب أهل الأرض إلى الله، أجاب الله في دعوته، ودعا الناس إلى ما أجاب إليه».




81. ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [فصلت: 34]: قال الشاعر:
وما شي أَحَبُّ إِلَى سَفِيهٍ ... - إِذَا سَبَّ الْكَرِيمَ مِنَ الجواب
متاركة السفيه بلا جواب ... وأشد عَلَى السَّفِيهِ مِنَ السِّبَابِ
82. ﴿وَلاَ تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ [فصلت: 34]: قال أنس بن مالك : «هو الرجل يشتمه أخوه فيقول: إن كنت كاذبا فغفر الله لك، وإن كنت صادقا فغفر الله لي».
83. ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [فصلت: 34]: قال ابن عباس في تفسير الآية: «ادفع بحلمك جهل من يجهل عليك».
84. وروي عن ابن عباس قوله: «أمر المسلمين بالصبر عند الغضب، والحلم عند الجهل، والعفو عند الإساءة، فإذا فعلوا ذلك عصمهم الله من الشيطان، وخضع لهم عدوهم، كأنه ولي حميم».
85. ﴿أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ [فصلت: 40]: لو لم يكن الفوز غدا إلا النجاة من أهوال النار وفزع يوم القيامة، والشعور بالأمان، لكفى، فكيف لو كان مع هذا الفوز العظيم بجنات النعيم؟!
86. ﴿وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ﴾ [فصلت: 41]: ولأنه عزيز، لذا لا يعطيك أعز معانيه إلا بعد أن تُعطِيَه أعز أوقاتك، ولا يمنحك بعضه إلا بعد أن تمنحه كلك، وغلو السلعة يقتضي غلو الثمن!
87. ﴿مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ﴾ [فصلت: 43]: التهم واحدة على مر العصور، ومع سائر الأنبياء، فكاذب وساحر وكاهن ومجنون ومتآمر، ليس في الأمر جديد!
88. ﴿أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ﴾ [فصلت: 44]: أي أنهم لا يسمعون ولا يفهمون كما أن من دُعِي من مكان بعيد لم يسمع ولم يفهم.


يتبع



جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الرابع  و العشرون




#2

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الرابع و العشرون


بارك الله فيكِ

إظهار التوقيع
توقيع : مريم 2
#3

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الرابع و العشرون

تقبل الله صيامك وقيامك وصالح اعمالك
#4

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الرابع و العشرون


89. فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ
فمن مِن خلق الله أعظم فرية ممن كذب على الله، فادّعى أن له ولد وصاحبة، أو أنه حرَّم ما لم يحرمه من المطاعم
من الكذب على الله أن تفسر القرآن بغير علم.
سئل أبو بكر عن فول الله تعالى: (وفاكهة أبا)، فقال: أي أرض تقلني، وأي سماء تظلني، إن قلت في كلام الله ما لا أعلم.
الظلم مراتب، والذنوب درجات، تتفاضل بينها بين صغائر وكبائر، وحتى الكبائر تتفاوت.
90. وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33)
قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: والذي جاء بالصدق هو رسول الله ﷺ، وصدق به المسلمون أولئك هم المتقون.
91_لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (35):
. من صفات المتقين وعلاماتهم البارزة: استعظام الصغائر التي فرطت منهم، ولو غفَرها الله، لاستعظامهم الذنب، ومعرفتهم بقدر من عصوه.
. من تدليل الله لعباده المتقين: أن يضاعِف لهم الأجر، فتكون حسناتهم الصغيرة كالكبيرة، وينالون ثوابهم كله على أكمل الوجوه، وبحساب الأحسن مما عملوا.
92. فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (39):
تهديد بأن مصيركم إلى النار، وستعاينون ذلك عن قريب، لكن لن يفيدكم هذا العلم لأنه في دار الجزاء لا دار العمل.
93. مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (40):
عذاب الدارَيْن!
﴿عَذابٌ يُخْزِيهِ﴾ في الدنيا، وقد أخزاهم الله يوم بدر، ﴿وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ﴾ في الآخرة، وهو عذاب النار.
94. إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (41):
من أحسن منكم، فإحسانه إلى نفسه اكتسبه، ومن أساء فبلاؤه على نفسه جلَبَه، والله أغنى الأغنياء عن طاعة المقبلين، ولا تضره زلَّات المعرضين.
95. وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى
. يتوفى الله نفسين: النفس التي ماتت موتا حقيقيا، والنفس التي ماتت بالنوم موتا مؤقتا، ثم يمسك روح التي ماتت عنده، ويرسل الأخرى أي يردها إلى بدن النائم ليستيقظ، ويتكرر هذا الأمر كل ليلة.
96. قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (44)
لا يشفع الأنبياء ولا الشهداء ولا العلماء ولا الأطفال فضلا عن الأصنام إلا بإذن الله.
97. وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (45)
يزداد إيمانك، فينشرح صدرك لذكر الله نطقا وسماعا، ويقل إيمانك، فينقبِض صدرك من الذكر، وتهرب منه.
. إذا مات القلب أظلم، فآثر الظلام على الضوء، والعذاب على النجاة.
98. وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
لو تصدَّقوا في الدنيا بمثقال ذرة لتُقُبِّل منهم، لكن يوم القيامة لا يقبل منهم ضعف كنوز الأرض لو بذلوه.
لو بكوا في الدنيا دمعة واحدة، لمحت كثيرا من سجلات سيئاتهم، لكن يوم القيامة لو بكوا أنهار الدماء، لم يرحم بكاءهم.
99. وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (48)
عاقبة الاستهزاء! استهزؤوا بالبعث فبعثهم الله، وبالعذاب فعذَّبهم الله، وأحاط بهم من كل جانب، فلا فرصة للهرب ولا للنجاة، وعبَّر بــالفعل الماضي (وحاق) للإيذان بتحقق وقوعه حتى كأنه وقع بالفعل.
100. وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55)
وأحسن ما أُنزِل من الله هو القرآن، وأحسن: اسم تفضيل مستعمل في معنى: كامل الحُسْن، وليس في معنى: تفضيل بعضه على بعض؛ لأن جميع ما في القرآن حَسَن.
101. أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56):
متى ما واتتك فرصة فاغتنمها، وإلا لاحقتك الحسرات، فقلَّما عادت فرصة بعد الفوات.
102. أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57):
الاحتجاج بالقدر لتبرير الأخطاء احتجاج سخيف، أبطله الله في كتابه، ويلجأ إليه المنحرفون في جميع العصور والأزمان، ويعيدون ترديده يوم القيامة.
104. وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ (61)
هذا رجل تقي.. هذه زوجة تقِيَّة .. أبشر بشهادة الناس لك اليوم بالتقوى، فهي جواز عبورك عبر بوابات الجنة غدا.
105. اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ (62):
خالق الفرح بلا سبب، وخالق الفرَج من العدم، وخالق اليُسر من رحِم العُسْر، ففيم اليأس؟!
106. اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62):
الله خالق كل شيء، فكيف عبدتم من لم يخلق شيئا؟! الله مدبِّر كل شيء بكمال حكمة وعظيم قدرة، فكيف اتخذتم غيره وكيلا؟!
107. لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ (63)
المقاليد: المفاتيح، فكل كنوز السماوات والأرض في خزائن الله، ومفاتيح خزائن الله بيد الله، وهذه كناية عن أن أي عطاء دنيوي أو أخروي، مادي أو معنوي، يصل المؤمن أو الكافر، والبر أو الفاجر، هو من الله وحده.
108. قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64):
ساوموه .. نعبد إلهك يوما، وتعبد إلهنا يوما، فردَّ عليهم: ما أقبح جهلكم، وهل الإيمان صفقة تجارية حتى تخضع للأخذ والرد؟!
حاول المشركون مع النبي ﷺ كي يشرك بالله، فما ظنك بمحاولاتهم اليوم للإيقاع بالمسلمين في براثن الشرك وشراك الكفر؟
109. وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65):
الآية تنفير من الشرك وتقبيح له بأعظم لهجة، لأنه إذا كان رسول الله ﷺ لو وقع في شيء منه- على سبيل الفرض- حبط عمله، وكان من الخاسرين، فكيف بغيره من أفراد أمته؟!
110. وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ (67)
هذه الآية مذكورة في سور ثلاث، في سورة الأنعام، وفي سورة الحج، وفي هذه السورة: سورة الزمر.
111. والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه (67)
عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «يقبض الله الأرض، ويطوي السموات بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض صحيح البخاري رقم: 4812
112. وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا
لا تزال أبواب النار مغلقة، كما تُغلَق أبواب السجون، حتى يأتي أصحاب الجرائم الذين يسجنون فيها، فتُفتَح لهم ثم تُغلَق عليهم.
113. ﴿حم﴾ [غافر: 1]: قال ابن عباس: إن لكل شيء لبابا، ولباب القرآن الحواميم، وقال مسعر بن كدام: كان يُقال لهن: العرائس.
114. تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ
عزة القدر، وعزة القهر وعزة الامتناع عن أي نقص.
115. رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ (8):
قال سعيد بن جبير: يدخل المؤمن الجنة، فيقول: أين أبي؟! أين أمي؟! أين ولدي؟ أين زوجتي؟ فيقال: إنهم لم يعملوا مثل عملك، فيقول: إني كنت أعمل لي ولهم، فيقال: أدخلوهم الجنة».
116. قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ (11):
اعترفوا حيث لا ينفع الاعتراف، وندموا حين لا ينفع الندم، بعد أن مروا بموتين وحياتين!
ليس المهم فقط أن تؤمن، الأهم أن تؤمن قبل الوقت الضائع.
117. فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ (11):
قالوها بلهجة اليائس، الواثق أنه لا سبيل للرجوع، ولا طريق للهروب، ولا سكة لإعادة المحاولة.
118. وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا
ليس الإيمان هنا هو الإيمان بالله، بل معناه: إن يجعلوا لله شركاء من دونه، تُصدِّقوا ذلك وتؤمنوا به.
119.فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12):
الله هو الحاكم في خلقه، والقضاء له وحده لا لغيره، ولا يمكن لأحد ردَّ حكمه وعقابه، ولا سبيل إلى النجاة لعلوِّه وكبريائه.
120. هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا
تقديم الآيات على الرزق دليل على أن النعم الدينية أهم من النعم الدنيوية.
121. وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ (13)
لن ينتفع بآيات الله، ولن يشكر رزقه وعطاءه، إلا صاحب إنابة وصدق في التوجه إلى الله.
123. قال أبو هلال العسكري في الفروق اللغوية:
«الفرق بين التوبة والإنابة: قيل: التوبة هي الندم على فعل ما سبق، والإنابة: ترك المعاصي في المستقبل».
124. فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (14):
عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما: كان النبي ﷺ إذا انصرف من الصلاة يقول:
«لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله، مخلصين له الدَينَ ولو كره الكافرون، أهل النعمة والفضل والثناء الحسن، لا إله إلا الله، مخلصين له الدين، ولو كره الكافرون». صحيح أبي داود رقم: 1350
125. وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (14):
سيرك في طريق الحق وعلى الصراط المستقيم، سيغيظ منك الكافرين وجموع المنافقين، فلا تلتفت إلى كراهيتهم، وامضِ لما أمرك الله.
126. رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ (15)
أن تأتي بعد: ﴿مخلصين له الدين﴾ إشارة إلى إن الإخلاص سبب رفع الدرجات.
سبحانه! رافع درجات اأنبياء والاولياء، ولذا رفع محمدا ﷺ فوق الخلائق، واختصه بالدعوة والرسالة.

127. ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ
نموذجان رفعهما (رفيع الدرجات): العرش، وهو أعظم مخلوقات الله، والروح: جبريل، وهو أعظم ملائكة الله.
128. لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ (15)
لا تظن أن ظالما سيفلت بجريمته! قال ميمون بن مهران: «يلتقي فيه الظالم بالمظلوم».
129. يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ (16)
قد تختبئ اليوم في غرفتك، أو خلف شاشتك، أو باسم مستعار على صفحتك، لكن غدا .. لا مجال للاختباء، ولا فرصة للمكر والدهاء.
130. لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16):
قال الحسن: «هو السائل تعالى، وهو المجيب، لأنه يقول ذلك حين لا أحد يجيبه، فيجيب نفسه سبحانه فيقول: لله الواحد القهار».
131. الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ
لا تدل الآية على أن الميت لا ينتفع بعمل غيره، فقد جاء في الحديث أن رجلا أتى النبي ﷺ وأخبره بأن أمه ماتت فجأة، وأنها لو تكلمت لتصدقت، أفأتصدق عنها؟ فقال له النبي ﷺ: نعم، وفي البخاري: «من مات وعليه صوم، صام عنه وليه». صحيح البخاري رقم: 2756
132. إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (17)
قال ابن كثير: «أي يحاسب الخلائق كلهم كما يحاسب نفسا واحدة».
133. وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ
كل من تعلق بغير الله فقد تعلق بسراب، وارتبط بمن لا يضره ولا ينفعه، وهو أعجز من أن ينفع نفسه أو يضرها فضلا عن أن ينفع غيره أو يضره.

134. الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ
يجادلون بصيغة المضارع لغفادة تجدد مجادلتهم وتكررها، وأنهم لا ينفكون عنها.
. من أسباب إضلال الله للعبد: كثرة جداله بغير حق.
135. كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35):
قلب المتكبر مغلق بقفل مفتاحه ضائع، لذا لا سبيل لفتح أبواب القلب أمام أنوار الهداية.
. المتكبر صفة للقلب، لأنه الملك، والجوارح جنود، فإذا تمكَّن الكبر من القلب، تبعته الجوارح.
136. وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَاهَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36)
الحاشية التي حول فرعون سبب أساسي في استمراره في ضلاله.
. الاقتراحات السخيفة للطغاة تلقى رواجا كبيرا عند أتباعهم من أهل النفاق.
137. وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ:
أشد عقوبات الله للعبد: التزيين: أن ترى الباطل حقا، والشر خيرا.
138. وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ
صد فرعون الناس عن طريق الله، فصدَّه الله عن الهداية، فكان جزاؤه من جنس عمله.
139. وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ (37):
كل من كاد مؤمنا، فكيده إلى ضياع وخسران.
140. يَاقَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ (39)
ابن القيم:
«وأما الدنيا فمنقطعة، ولذّاتها لا تصفو أبدًا ولا تدوم، بخلاف الآخرة فإنّ لذّاتها دائمة، ونعيمها خالص من كل كدر وأم، وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذّ الأعين مع الخلود أبدًا».
141. مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا (40):
السيئة تكتب سيئة واحدة، ومع هذا لا تسجَّل في صحيفتك إلا بعد ست ساعات، لتمنحك فرصة للتوبة. في الحديث: «إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطئ فإن ندم واستغفر الله منها ألقاها وإلا كتبت واحدة». صحيح الجامع رقم: 2097
142. وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (40):
سئل النخعي عن عمل كذا، ما ثوابه؟ فقال: إذا قبل لا يُحصَى ثوابه.
143. إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ (48):
حكم الله نهائي، لا نقض فيه ولا استئناف!
144. كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (63):
الذنوب سبب لانصراف القلوب عن الحق، فالضلال اختيار لا إجبار من الجبار.
145. اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ
تعرَّف إليكم بكل طريق وأرشدكم إلى محبته بكل سبيل، فهنا خمس آيات: اثنتان من آيات الآفاق: الأرض والسماء، وثلاثة من آيات النفس: حدوث التصوير وحسن هذا التصوير ورزقها من الطيبات.
146. هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67) :
استعراض شريط حياتك بأسرها في آية واحدة، وموجزه بغض النظر عن تفاصيلها: من التراب وإلى التراب!
147. فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ (78):
قد ينزل قضاء الله ليُهلِك الأمم وفيها أناس صالحون؟ والسبب: إذا كثر الخبث وغاب المُصلِحون أو غُيِّبوا قهرا.
148. اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (79):
سخر الأكوان لخدمتك، وجعل كل شيء طوع أمرك، فأنت خليفة الله في الأرض، وباقي المخلوقات –ولو كانت أكبر وأعظم وأقوى منك – تعمل في خدمتك.
149. كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3)
ومن تفصيل آياته معرفة معانيها وانتشار تفاسيره، وقد أحصاها البعض تفاسير القرآن فبلغت إلى اليوم 289 تفسيرا!
150. فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (4)
تدل هذه الآية على أن الهادي من هداه الله، وأن الضال من أضله الله.
151. وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ (5)
اقتصر هنا على ذكر هذه الأعضاء الثلاثة، وذلك لأن القلب محل المعرفة، وله السلطان على البدن، والسمع والبصر هما وسيلتا تحصيل المعارف، فإذا كانت هذه الثلاثة محجوبة، كان ذلك أقصى درجات الضلال.
152. فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ
﴿إِلَيْهِ﴾ تنبيه على الإخلاص، وأن العامل ينبغي أن يكون الله غايته ومقصوده، فبذلك يكون عمله نافعًا، وبغير ذلك يكون عمله باطلا.
153. وَاسْتَغْفِرُوهُ (6)
مهما حرص العبد على الاستقامة، فلابد أن يحصل منه زلل، بتقصير عن مأمور، أو ارتكاب محظور، لذا أمره الله بدواء عظيم ذلك الداء، فقال: ﴿وَاسْتَغْفِرُوهُ﴾
154. فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا
خلق الله في كل سماء ما اقتضته حكمته من الملائكة، ومن خلائق لا يعلمها إلا هو سبحانه.
155. قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ (21)
قدرة الله فوق حدود العقل، وكل ما خطر ببالك فقدرة الله فوق ذلك.
156. إذا أراد الله بعبد خيرا قيَّض له قرناء خير يعينونه على الطاعات، ويحملونه عليها، وإذا أراد به غير ذلك سلَّط عليه شياطين الإنس والجن يوسوسون إليه بالسيئات والمنكرات.
157. وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (25)
هذا أوضح دليل على تكليف الجن مع الإنس، فقد اعترفوا في الآخرة بأنهم كانوا كافرين، وشهدوا على أنفسهم بالكفر، مما يدل على تكليفهم وتوجه خطاب الشرع إليهم.
158. وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا (35)
وما يُلقَّى هذه الخصلة من دفع السيئة بالتي هي أحسن إلا الصابرون، وهكذا كل خصال الخير.
159. وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)
إذا تسللت إلى قلبك نزغات شيطان فبادر إلى ذكر ربِّك، فإن لم تفعل تحولت النزغة إلى فكرة، والفكرة إلى عزم، فإن لم تتحصَّن بحصن الاستعاذة أوقعك العزم في الزلل.
160. فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ (38)
عن حكيم بن حزام قال:
«بينما رسول الله ﷺ في أصحابه إذ قال لهم: أتسمعون ما أسمع؟ قالوا: ما نسمع من شيء، قال: إني لأسمع أطيط السماء، وما تلام أن تئط، ما فيها موضع شبر إلا عليه ملك ساجد أو قائم». السلسلة الصحيحة رقم: 1060
161. قال ابن القيم: «ولو أحسن العبد التداوي بالفاتحة، لرأى لها تأثيرًا عجيبًا في الشفاء، ومكثتُ بمكة مدّةً تعتريني أدواء، ولا أجد طبيبًا ولا دواء، فكنتُ أعالج نفسي بالفاتحة، فأرى لها تأثيرًا عجيبًا، فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألمًا، وكان كثير منهم يبرأ سريعًا».
162. ﴿أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ﴾[فصلت:44]
يا من تُنادَون للنجاة، فلا تستجيبون..
يا من تخوَّفون بالنار فلا ترتدعون..
وتشوَّقون للجنة فلا تبذلون..
ألا تفهمون؟!
أم أن دعاة الخير من مكان بعيد ينادون وبكم يهتفون، فلا تسمعون؟!
163. مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا
ليس في الدين قيود، بل هي حدود، تضمن سلامتك، وتكفل حمايتك، وتقيك من كل ما يضرك في دينك أو دنياك.





قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الثانى و العشرون امانى يسرى القرآن الكريم
أبو بَكر الصّدِّيق عبد الله بن أبي قُحافة التَّيمي القُرَشيّ حياه الروح 5 شخصيات وأحداث تاريخية
جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء العشرون امانى يسرى القرآن الكريم
خــالـــد بن الولـــيـــد الـمـتـألـقـة شخصيات وأحداث تاريخية
[قصص مرعبة] روايه صائد الإنس كامله , قصص وروايه رعب عن الجن حياه الروح 5 قصص - حكايات - روايات


الساعة الآن 08:23 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل